9- إسبانيا: إن الدولة الإسبانية من أعرق الدول في العالم، فقد كان لها نفوذ على الكثير من الدول الأخرى خلال عصر الزهو الإسباني، حتى وصل الأمر إلى احتلالهم للكثير من الدول الأخرى الناطقة بالإسبانية الآن. اتحدت الدولة الإسبانية منذ 600 سنة، لكن يبدو الأمر وكأن الأسبان الحاليين لا يروق لهم الوضع الإسباني متحدًا؛ فقد ظهرت مؤخرًا حركات انفصالية في إقليم كاتالونيا، وإقليم الباسكي، حيث تسعى تلك الحركات الانفصالية للحصول على المزيد من الصلاحيات في إدارة أنفسهم ذاتيًا دون الحاجة للحكومة المركزية في مدريد، وقد تشكلت جماعات مسلحة تتطالب بذلك بالفعل في الباسكي. إن تلك ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه إسبانيا، حيث يعاني المجتمع الإسباني في هذه الفترات من هبوط إقتصادي حاد أدى إلى سوء الأوضاع المعيشية بشكل كبير، فبحلول عام 2015، كان نحو ربع الشباب الإسباني عاطلًا، كما وصلت الديون في الموازنة العامة للدولة لحد خطير.
8- كوريا الشمالية: لعلها أشهر الأمثلة على الدول الدكتاتورية في العصر الحديث، محكومة بذلك الرئيس المسمى كيم يونغ، والذي يفرض عزلة صارمة على مواطنيه، ويعادي الغرب بصورة جنونية، ويقوم بحملات تطهير سياسية ضد معارضيه السياسيين. لن تستطيع كوريا الشمالية مجاراة العالم اقتصاديًا سوى بالانفتاح الاقتصادي والتجاري على غيرها من الدول، ولعل أقرب الدول التي يجب أن تفتح كوريا حدودها معها في التجارة هي الصين وروسيا. تفرض الدكتاتوريات نفسها بقمع الرأي العام وكبت الحريات، لذلك فإن الانفتاح سيكون خطرًا كبيرًا على نظام كيم يونغ مهددًا إياه بالسقوط، والذي سيقاومه بدوره مما قد يؤدي إلى سقوط الدولة الكورية من الأساس.
7- بلجيكا: المشكلة التي تهدد بلجيكا هي الانقسام الكبير بين أفرادها، بين مجموعتين رئيستين وهما الفلاندرز والوالونيا، وبينهم اختلافات ثقافية ولغوية واسعة، وكل منهما يسعى لتكوين دولته الخاصة. مما قد يدهشك أن بلجيكا شهدت انقسامًا بين سياسيها لمدة 589 يومًا في عام 2013 مما أدى إلى ترك البلاد دون حكومة نظرًا لعدم اتفاقهم على واحدة.
6- الصين: ربما هذا الاختيار مدهش قليلًا، فبالرغم من امتلاكها عسكرية قوية واقتصاد ضخم، إلا أن الصين لديها العديد من المشاكل الأساسية التي يجب أن تواجهها في الأوقات المقبلة، وإلا ستكون مهددة أن تختفي. من أمثلة هذه المشاكل وجود عدد كبير من السكان تحت خط الفقر، كما يموت نحو 250 ألف شخص سنويًا بسبب الضباب المميت، ويموت الكثير غيرهم بسبب المياه الملوثة غير الصالحة للشرب. إن الصين اتحدت منذ فجر التاريخ من عام 2000 قبل الميلاد، لذلك فإنها غير مهددة بحركات انفصالية، ولكنها مهددة بالفعل بسبب تلك المشاكل.
5- العراق: لقد تشكلت دولة العراق بحدودها الحالية على الخريطة بواسطة الاحتلال البريطاني، دون مراعاة للاختلافات العرقية والثقافية الموجودة بها. وقد صمدت كل هذه الفترة بفضل القوة الغاشمة التي استخدمها صدام حسين في السابق للحفاظ على وحدة البلاد أمام كل هذه الاختلافات. وبعد الأزمات المريرة التي مرت بها الدولة، تعتبر الآن منشقة ومنفصلة عن بعضها البعض فعليًا، فقد استحوذ الأكراد على دولتهم الخاصة في الشمال، كما سيطر على بعض المناطق تنظيم داعش، تاركًا للحكومة العراقية القليل من المناطق لكي تحكمها. ناهيك عن الاختلافات العقائدية الشديدة بين السنة والشيعة في الدولة وفي السياسة، والتي لا تبشر بوحدة مستقبلية على الإطلاق.
4- ليبيا: كذلك الحال بالنسبة لليبيا، فهي كانت منشأة استعمارية للإيطالين على مر السنين، وبعد الاستقلال تشكلت الدولة الليبية دون مراعاة أيضًا للاختلافات والتقسيمات الواقعية على الأرض. وخلال الحرب الأهلية التي قامت للتخلص من الدكتاتور الليبي معمر القذافي، تزعزع الاستقرار في البلاد، وأدى لذلك لفقدان الأمن وقيام حرب أهلية أخرى في هذه الأثناء، وقد أوشكت دولة الشمال على السقوط، ولم تستطع المناطق الأخرى المحافظة على ثباتها.
3- المملكة المتحدة: تتكون المملكة المتحدة من إنجلترا وإيرلندا الشمالية وويلز وإسكتلندا. في الفترات الأخيرة يظهر أن هذا التحالف الرباعي لتكون ما يعرف بالمملكة المتحدة في طريقه للزوال. وعلامة ذلك الاستفتاء الأخير الذي صوت فيه الإسكتلنديون بالبقاء في المملكة المتحدة بنسبة قليلة للغاية تفوق الانفصال بـ10% فقط. مما قد يعني أن فكرة الانفصال لازالت محلقة في الأرجاء. كما أن هذا الأمر لا يقتصر على إسكتلندا فقط، حيث تظهر أًصوات مناهضة للبقاء في المملكة المتحدة في ويلز، مطالبين بالحكم الذاتي المستقل عن المملكة المتحدة.
2- الولايات المتحدة: ربما يكون هذا الاقتراح الأكثر إدهاشًا، فكيف تكون أقوى دولة في العالم حاليًا مرشحة للانقراض في المستقبل؟ إن الولايات المتحدة دولة فيدرالية تتكون من اتحاد مجموعة من الولايات المختلفة. إن هذا الاتحاد بقدر ما يخلق من قوة، فإنه يولد في ذاته الضعف أيضًا، وذلك بسبب الاختلافات العرقية والثقافية بين سكان الشمال والجنوب، والتي قد أدت في الماضي للحرب الأهلية في الولايات المتحدة. إنه بالرغم من خمود هذه الحروب منذ زمن بعيد، فإن جذورها لازالت قائمة، وقد ظهرت أًصوات معارضة بالفعل في ولاية تكساس تطالب بالانفصال، وربما لن تكون الولاية الوحيدة التي تطالب بذلك.
1- المالديف: هذه الجزر الرائعة، والتي تعد مقصدًا للكثير من السياح حول العالم، مهددة بالاختفاء أيضًا. ولكن تلك المرة ليست الظروف السياسية ولا الاقتصادية هي المسببة للأزمة، ولكن مستوى المياه. حيث إن الاحترار العالمي يعد مهددًا رئيسًا لهذه الجزر ويرفع من مستوى سطح البحر مما قد يؤدي إلى ابتلاع هذه الجزر في البحر. حتى وصل الأمر برئيس هذه الدولة التي تحتوي الكثير من المسلمين أن يطالب بأماكن أخرى آمنة لإعادة تسكينهم خوفًا من الخطر الوشيك.
اضافة تعليق