ماذا لو نشأ الاتحاد السوفيتي من جديد؟ الاتحاد السوفيتي كان من أكثر الامبراطوريات تأثيرًا في التاريخ، نشأ عام 1922 في الثامن والعشرين من ديسمبر بعد مؤتمر حضره وفود من روسيا وأوكرانيا، وبيلاروسيا وغيرها معلنين قيام الاتحاد السوفيتي للجمهوريات الاشتراكية. وقد انهار بعد ذلك هذا الاتحاد، بعد اشتراكه في أحداث مهمة في التاريخ مثل كونه من دول الحلفاء في صد العدوان النازي أثناء الحرب العالمية الثانية بعد مخالفة ألمانيا النازية للاتفاق المبرم بينهما بعدم العدوان. فماذا لو نشأ الاتحاد السوفيتي من جديد في يومنا هذا؟
في البداية علينا أن نحدد الدول التي سيشملها هذا الاتحاد المعاصر، فهو سيضم كل من: روسيا وأوكرانيا ومولدوفا، وليتوانيا، ولاتفيا، واستونيا، وجورجيا، وأرمينيا، وأذريبيجان، وكازاخستان، وأوزباكستان، وتركمانستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان. سيكون الاتحاد بعد نشأته من جديد دولة ضخمة جدًا، وبالطبع سيكون النصيب الأكبر من المساحة لروسيا، والتي تبلغ مساحتها الكلية أكبر من المساحة الكلية لكوكب بلوتو. ستزيد مساحة الاتحاد عن أستراليا وأنتراكتيكا وأمريكا الجنوبية، مما يجعل الاتحاد أكبر من ثلاث قارات وكوكب سابق. تلك المساحة الشاسعة ستخلق تبيانًا في الوقت بين طرفي الاتحاد لتكون الساعة 11 مساءً في أحدهما، وتكون في الآخر وقت الظهيرة.
الكثافة السكانية:- سيكون إجمالي عدد سكان الاتحاد 294 837 000 شخصًا، مما يجعله في المركز الرابع من حيث أكبر الدول كثافةً بعد الولايات المتحدة في المركز الثالث. من المثير للدهشة أن الاتحاد في عام 1991 كان لديه نفس العدد من السكان تقريبًا حيث كان 293 048 000 وهذا يظهر كيف كان النمو ضعيفًا بعد انهيار الاتحاد. معظم قاطني الاتحاد سيكونون من الروس ممثلين نحو 46% من مجموع السكان، ليحتل الأوكرانيون والأوزباكستانيون المرتبة الثانية. ستكون اللغة الروسية هي الأكثر شيوعًا في الاتحاد متكلمًا بها نحو 58% من السكان. لكي يعاد تأسيس الاتحاد يجب علينا العودة بالذاكرة للحزب الشيوعي حيث سيكون هو الحزب الشرعي الوحيد وله السلطة المطلقة. سيتوجب على المتدينين إقامة شعائرهم في المراكز الدينية فقط ولا يمكنهم فعل ذلك أمام العامة. بالرغم من ذلك فإن نسبة 12% فقط من السكان سيكونون ملحدين أو لادينين إلا أن النسبة الكاسحة ستكون من المسيحين الأورثوزوكس بنسبة 54% و3% فقط من الكاثوليك، 24% من المسلمين السنة، و3% للشيعة، 4% لغيرها من الأديان.
الوضع الاقتصادي والسياسي:- بالحديث عن الوضع والتنظيم السياسي للاتحاد فيتحتم علينا أن نخمن عاصمته، والتي يرجح أن تكون موسكو. بالإضافة لعدد من المدن الكبيرة المؤثرة فيه مثل سانت بطرسبرغ والتي سيعاد تسميتها إلى لينين جراد، كييف في أوكرانيا، ومينسك. سيكون الاقتصاد قويًا بما فيه الكفاية وسيكون الإجمالي النقدي له تريليونين من الدولارات الأمريكية. تحتل روسيا اليوم المركز الثاني عشر من حيث الاقتصاد، بانضمامها للاتحاد السوفيتي ستقفز إلى المركز الثامن عالميًا متفوقة على دول مثل كوريا الجنوبية وكندا. سيكون مستوى دخل الفرد قليلًا نسبيًا بمعدل 6,8 دولار أمريكي، مما سيضع الاتحاد في المركز 76 قبل بلغاريا. سيدعم الاقتصاد بشكل كبير الجيش السوفيتي، حيث ستكون ميزانية الجيش السوفيتي 80 بليون دولار، محتلًا بذلك المركز الرابع بعد السعودية والصين والولايات المتحدة الأمريكية.
إلا أن تلك لن تكون بالمشكلة الكبيرة، حيث ستعوض كمية الجيش ذلك النقص التمويلي. حيث سيكون الثاني من حيث تعداد الجنود بعد الصين، بإجمالي جنود يبلغ 1,43 مليون جندي. وسيكون له من الاحتياطي نحو 2,88 مليون جندي آخر، لتكون القوة الكاملة له نحو 4,32 مليون جندي جاهزين للحركة، وهم نفس عدد كامل سكان دولة نيوزيلاند. ستكون القوة الكاملة للجيش السوفيتي نفس قوة جيش الصين، وبنسبة 42% أكبر من الجيش الأمريكي. كما سيكون للجيش السوفيتي أكبر ترسانة أسلحة في العالم، بإجمالي 7300 رأس صاروخي، بينما تمتلك الولايات المتحدة نحو 6970 رأس فقط. وسيكون الاتحاد أكبر الدول المصنعة للنفط، متفوقًا على السعودية والولايات المتحدة بإنتاج يبلغ 12 966 000 برميل من النفط.
هل يمكن أن تكون أقوى من ذلك؟ نعم، وذلك إذا أَضفنا للاتحاد كل المناطق التي انتمت في يوم من الأيام إلى الامبراطورية الروسية. وذلك بإضافة فنلاندا، ونصف بولندا الحالية، وكل ألاسكا. هذا يزيد من الكثافة السكانية للاتحاد إلى نحو 313 496 000 شخص، وبذلك تكون ندًا للولايات المتحدة. سيرتفع الوضع الاقتصادي إلى 2, 541 تريليون دولار، سيرفع ذلك الاتحاد ليكون في المركز السادس متفوقًا على فرنسا والهند، ولكنه سيظل قبل المملكة المتحدة وألمانيا.
بالأخير، الاتحاد السوفيتي إذا نشأ من جديد لن يكون أقوى كثيرًا من الماضي، سيكون له أكبر عدد من رؤوس الصواريخ في العالم، وثاني أكبر جيش وستكون له الريادة في إنتاج النفط. ولن يكون هناك تحالف على الأرجح بينه وبين حلف الناتو والولايات المتحدة، لذلك سيسعى الاتحاد إلى تحالفات في أفريقيا وآسيا بدلًا من ذلك.
اضافة تعليق