سواء أكنت تتعلم لغةً جديدةً، أو رياضةً جديدة، أو العزف على آلة موسيقية جديدة، دائماً ما يكون هدف التعلم استرجاع المعلومات التي تعلمها الشخص، وعادةً ما يكون سر التعلم ليس في قضاءٍ ساعاتٍ طويلة، بل في تعظيم فعالية ساعات التعلم تلك.
ووفقًا للدراسات فإن الإنسان يتذكر 5% من ما يتعلمه في المحاضرات، و10% من ما يقرأه، و20% من ما رآه وسمعه، و30% من ما رأى إثباته، و50% من ما تعلمه في مناقشةٍ جماعية شارك فيها، و75% من ممارسة ما تعلمه، و90% من استخدامه لما يتعلمه، أو تعليمه لغيره.
يعود سبب نسياننا ل80-90% مما نتعلمه من المحاضرات والكتب ومقاطع الفيديو، هو أن فكرة التعلم ليست في إجبار الدماغ على تذكر ما يتعلمه بالطريقة التقليدية، بل في تركيز الوقت، والجهد، والموارد على طرق التعلم التفاعلية المفيدة، والتي توفر الكثير من الوقت، مما يعني أنه إن كنت تريد تعلم لغة جديدة، عليك بالتركيز على ممارستها مع متحدثيها الأصليين، لتصحيح أخطائك، والاستفادة من الملاحظات، وإن كنت تريد الحصول على الرشاقة، عليك بالتدرب مع مدرب لياقة شخصي، عوضاً عن مشاهدة مقاطع الفيديو.
وتعد مشكلة ضيق الوقت الحجة الأكبر التي تمنع الأشخاص من التعلم، إلا أن الوقت هو أكثر شيءٍ عادل موجود في الحياة، فنحن نملك جميعاً نفس ال24 ساعة كل يوم، إلا أننا نمضي تلك الساعات بشكلٍ مختلف، فمنا من يقضي ساعات طوال في تعلم شيءٍ ما، والآخر يعظم فعالية تلك الساعات، مما يختصر من وقته الكثير، ليتعلم نفس الشيء ولكن بوقتٍ أقل، وهذا يفسر قصص نجاح المليونيرات الشباب الذين بدأوا من الصفر.
فإن أراد شخص ما تعلم لغة جديدة على سبيل المثال، وقضى في ذلك ساعة كاملة، فسيفقد 90% من ما تعلمه وفقاً للدراسات، لكنه إن خصص تلك الساعة في التعلم عبر الوسائل التفاعلية، فلن يفقد إلا 10%، لذلك على من يرغب بتذكر معظم ما يتعلمه، أن يركز على التعلم من الوسائل التفاعلية، وممارسة ما يتعلمه، وأن يعلم الآخرين، بالإضافة إلى تنويع طرق تعمله، والبحث عن الطريقة الأفضل دائمًا.
مقال مفيد ورااااااااااااائع