أظهرت الأبحاث أن تغيير وضعية النوم الخاصة بك يمكن أن تؤثر على أحلامك، ولكن النوم في وضع غير معتاد بالنسبة لك قد لا تكون فكرة جيدة. هل تنام على جانبك، ظهرك، أو بطنك؟ هناك أدلة جديدة على أن تغيير وضعية نومك يمكن أن تؤثر على أحلامك، ولكن ربما لايكون هذا النوع من التغيير أفضل فكرة لصحتك، كما أن العديد من الشائعات تتناول النوم على الظهر كسبب للكوابيس.
يشير الخبراء لعدم وجود وضعية مثالية للنوم. القاعدة الأولى لتحظى بأحلام سعيدة وليلة هادئة من النوم هى أن تكون مرتاحًا. أظهر استطلاع أُجرىّ على ألفي أمريكي عن صانع الفراش (تيمبور بيديك – Tempur-Pedic) حيث أفاد أكثر من نصفهم أنهم اتخذوا وضعية النوم على كلا الجانبين، بينما نام 17% على ظهورهم، و11% على بطونهم.
بالرغم من أن من يتخذوا وضع النوم والوجه لأسفل (النوم علي البطن) يمثلون الأقلية، لكن يبدو أن لديهم أكثر الأحلام إثارةً. في الواقع، وجدت دراسة نُشرت في مجلة (دريمينج – Dreaming) أن التحول لهذا الوضع أثناء النوم قد يكون أفضل من قراءة رواية الإغراء( خمسون درجة من جراي – Fifty shades of Grey)!
وعندما درس خبراء الأحلام في جامعة هونغ كونغ شو يان استقصائات شملت 670 من الطلاب، كان ثلثيهم من الإناث، وجدوا أن أحلام الطلاب الذين يتخذون هذه الوضعية أكثر كثافة، حيوية، وجنسية. وأضاف الطلاب في وصف أحلامهم كونهم مقيدين أو غير قادرين على التحرك.
وصرح الباحث الرئيسي البروفيسور كالفن كاي تشينغ يو، بأن الضغط البدني على الجسم أثناء النوم بوضعية الوجه لأسفل يمكن أن يكون السبب وراء تلك الأحلام المثيرة. وأضاف: يمكن لوضعيات النوم المختلفة أن تُسبب ضغطًا على أجزاء مختلفة من الجسم، وقد تكون مشاعر الجسد هي المصادر لعناصر الحلم. وتبدوا تلك النتائج منطقية لطبيب النفس وخبير النوم البروفيسور مايكل ج. بريوس، لأن من يتخذ وضعية النوم علي البطن قد يكون أكثر تقييدًا في الحركة ممن يتخذ وضعية النوم على أحد الجانبين أو الظهر.
كيف تؤثر وضعية النوم على الأحلام والكوابيس
يعتقد (يو) أنه إذا قمت بتغيير وضعية نومك، فإن أحلامك ستتغير أيضًا، لكنه لا ينصح بذلك. النوم في وضع غير معتاد أو غير طبيعي يؤثر علي نوعية نومك مما قد يكلفك ثمنًا باهظًا في الصباح للحصول على أحلام أكثر إثارة في الليل.
كل وضعية نوم يمكن أن تؤثر على أحلامك للأفضل أو للأسوأ، وأيضًا علي نوعية نومك بشكل عام.
وضعية النوم علي الجانب
تعتبر الأكثر شيوعًا، وقد وجدت الدراسات أن من يناموا على الجانب الأيمن شهدوا أحلامًا أكثر إيجابية وأقل كوابيسًا من النائمين على الجانب الأيسر.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حرقة المعدة أو مرض ارتجاع المريء، يشير الأطباء إلى أن وضعية النوم على الجانب الأيسر هي الأفضل بالنسبة لهم. مرض ارتجاع المريء هو سبب شائع للأرق ويمكن أن يؤثر على محتوى الحلم، ويوضح مايكل بريوس أن النوم على الجانب الأيسر يبقي معدتك أسفل المريء، وربما تساعد الجاذبية في حالة الارتجاع.
وضعية النوم على الظهر
قد تؤدي تلك الوضعية إلى آلام أسفل الظهر، ويمكنها أن تسبب مشاكل أخرى قد تغير أحلامك. وقد يؤدي وضع الوجه لأعلى إلى مشكلة الشخير، واضطراب التنفس أثناء النوم، مما يحول دون الاستمتاع بنوم هادئ.
وضعية النوم على البطن
أشار (يو) إلى أنه بالرغم من تلك التقارير عن الأحلام المثيرة، فإنه ينبغي تجنب تلك الوضعية ووجهك لأسفل تجاه الوسادة، وأوضح بأن أولئك الأشخاص من متخذي تلك الوضعية أفادوا بزيادة حالة الأرق الناجمة عن التقلب المتكرر ومحاولاتهم الوصول لحالة الإسترخاء. كما أن هذا الوضع قد يسبب أيضًا ضغطًا على أسفل ظهرك وألمًا في الرقبة.
وضعيات النوم المتعددة
يتخذ الكثير من الناس أكثر من وضعية واحدة أثناء النوم. ومن بين 670 طالبًا من جامعة شوي يان شملهم الاستطلاع، أفاد 194 شخصًا باتخاذهم لوضعيتين أو أكثر. وقد تكون وضعية النوم النهائية عند الاستيقاظ هىّ المؤثرة على أحلامك. تحدث الأحلام عادة أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة (ريم- REM)، عندما يكون المخ في حالة نشاط كبيرة. وتحدث تلك المرحلة ثلاث إلى أربع مرات في الليل، والمرحلة الأخيرة تكون فيها الأحلام أكثر وضوحًا، وتحدث في وقت متأخر من دورة النوم، عادةً في الصباح قبل أن تستيقظ.
وقال البروفيسور (يو): نحتاج القيام بإجراء المزيد من الأبحاث حول وضعيات النوم والأحلام. حيث لم تتم مراقبة الطلاب في تلك الدراسة أثناء نومهم. وكانت عبارة عن عمليات تعبئة لنماذج استطلاعات الرأي حول أحلامهم بعد الإستيقاظ، وأضاف أن دقة وضعيات النوم الواردة في التقارير غير مؤكدة. كما أن التأثيرات الخارجية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأحلام، فربما جاءت تلك الأحلام غير الإعتيادية كنتيجة لمشاهدة أحد أفلام الرعب، أو تناول بعض الطعام الصيني الحار.
اضافة تعليق