لا بد أن أخبرك أحدهم يومًا ما أنك تحدثت خلال نومك! حسنًا، إنها أحد الأمور المقلقة والغريبة التي مر بها أو من الممكن أن يمر بها كل شخص منا، فهي دائمًا ما تتركنا في حيرة وتساؤل “هل قلت شيئًا محرجًا؟” أو “هل أفشيت سرًا؟”، وقد نعتقد أنّ الكلمات التي أطلقناها تعبر عن رغبة ما دفينة في اللاوعي والتي بشكل طبيعي نكون غير مدركين لها، وفي جميع الأحوال يبقى لدينا هذا الفضول السقيم “ماذا قلت وأنا نائم؟”.
عادةً لا شيء مثير للاهتمام فالدراسات وجدت أن معظم الأشخاص يقولون بضعة كلمات عشوائية لمدة ثانية أو ثانيتين ولا يوجد في الغالب شيء جدير بالملاحظة أو الاهتمام. التحدث أثناء النوم يمكن أن يحدث خلال كلا نوعي مراحل النوم؛ نوم حركة العين السريعة (REM) ونوم حركة العين غير السريعة(NREM)، وعندما يكون خلال نوم حركة العين السريعة -وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام- يكون السبب حدوث ما يمكن أن نسميه “اختراق حركي” وبهذا ننطق ما تقوله الشخصيات في الحلم وهذا الأمر عادةً لا يحدث لذا سمي بالاختراق فعادةً يكون الفم والحبال الصوتية غير فعالة خلال النوم، ومن الممكن للحديث أثناء النوم أن يكون خلال ما يسمى بـ “اليقظة العابرة” وهي الفترة الانتقالية من أحد مراحل نوم حركة العين غير السريعة (NREM) لأخرى، وفي كلا الحالتين يحدث نوع ما من اليقظة خلال النوم تسمح لنا بنطق بعض الكلمات بصوت مرتفع ولكنها بدون معنى مهم أو مفهوم.
من الصعب تقييم مدى شيوع هذا الأمر بين الأشخاص عامةً، ولا يمكن لشخص ما أن يعرف أنه يتحدث خلال النوم إلا بمصادفة وجود شخص آخر يشاهد ذلك ولهذا تختلف التقديرات ولكن الدراسات وجدت أن أكثر من نصف الأطفال يتحدثون خلال النوم وهذا السلوك يتضاءل مع التقدم في السن وكذلك يحدث مع باقي أنواع الباراسومنيا أو الخطل النومي(Parasomnia) كالمشي أثناء النوم أو الصك على الإنسان، وفي حال حدوثها بشكل مزمن لدى البالغين فهي تعتبر من اضطرابات النوم ومن الممكن أن تكون ناتجة عن الضغط والتوتر أو بسبب عوامل أخرى.
يوجد أمثلة نادرة مسجلة لأحاديث طويلة أثناء النوم ولكنها في المعظم ثرثرات غير مفهومة وإن كانت فصيحة أو مفهومة كالاعتراف بخطأ مثلًا لا يجب أن تؤخذ حرفيًا أو بعين الاعتبار، وطبقًا للمؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم وبحسب العلم والقانون لا يعتبر الحديث أثناء النوم ناتج عن الوعي أو المنطق وبهذا الاستشهاد به في المحكمة أمر مرفوض وغير مقبول.
اضافة تعليق