ذلك لأن وجهك في الاتجاه الخاطئ ببساطة. وجدت أثناء عملي كمصورٍ فوتوغرافي أن 90% من الأشخاص يكرهون أخذ صورٍ لهم، وأنهم الأقل جاذبية في الصور ضمن عائلاتهم حسب قولهم، واكتشف تفضيل معظم الناس لصورهم عند قلبها على جهاز الحاسوب، إذ أننا نمضي حياتنا بالنظر إلى وجوهنا عبر المرآة، وقد اعتدنا على رؤيتها بهذه الطريقة، فلا تبدو لنا سليمة عند عكسها.
إذ لا يوجد أحدٌ يمتلك وجهٌ متماثلٌ تمامًا، فيفرق معظم الأشخاص شعرهم على جهةٍ معينة بدلًا من الأخرى، ويملكون عينًا أكبر قليلًا من الأخرى، وحاجبٌ منحنٍ وآخر أكثر استقامة، وشامة أو ندبة أو ملامح وجه على جهةٍ من غير الأخرى، ويضحكون من جهةٍ من فمهم أكثر من الأخرى، وما إلى ذلك.
فإن كان أنفك يميل 2 مم لليسار، إذًا عندما تكون صورتك في الاتجاه المعاكس سيظهر على أنه يميل 4 مم لليمين من حيث تتوقع أن يكون، وبأخذ كل هذه الأمور بعين الاعتبار فإنك عند رؤيتك لوجهك بشكلٍ معاكسٍ لما تتوقعه، سترى ولن ترى نفسك في ذات الوقت، مما يجعلك تشعر بعدم الراحة، تأمل مثلًا هذه الصورة لواحد من أشهر وجوه العالم ــ لوحة الموناليزا لليوناردو دافينشي ــ أي نسخةٍ منها تفضل، اليمنى أم اليسرى؟
عند عرضي لهذه الصورة على نادي تصويرٍ تحدثت فيه عن فن التصوير، فضل 90% من الجمهور الصورة اليسرى – الوضعية التي رسمت بها بالأصل، وعند عرضي لصورة كهذه (الأصلية وأخرى معكوسةٌ بشكلٍ جانبي) لشخصٍ لا يعرفه أحد، حصلت على 50/50 انفصالٍ في الآراء حول أي منهما يفضلون، وذلك بسبب ارتياح معظمنا لما هو مألوف بشكلٍ كبير.
وبالتالي عند نظرك لصورةٍ عائلية أو لقطة جماعيةٍ، ترى الجميع كما تتوقع أن تراهم – أي كما تراهم كل يوم – ولكن ذلك لا ينطبق على رؤيتك لنفسك، فوجهك في الاتجاه الآخر مما تتوقع فتعتقد نتيجة لذلك أنك الشخص الأقل حظًا في الصور، ويعتقد الجميع ذلك في الوقت نفسه، لذلك عندما تخبر أختك أنها تبدو رائعة ولكنك تبدو مروعًا في تلك الصورة، ستعتقد أنك مجنونٌ لأنك وبالنسبة لها تبدو جيدًا وهي التي تبدو غريبةً.
لذلك اعثر على صورة لك وضعها أمام المرآة وانظر إلى انعكاسها، فإن بدت لك بشكلٍ أفضل في الاتجاه المعاكس، ستبدو على ما يرام بالاتجاه الطبيعي لكل شخصٍ يراها.
اضافة تعليق