هل ترتدي قميصًا الآن، هل يمكنك أن تلقي نظرة على موضع الأزرار به؟ إذا كنت ذكرًا، فسترى الأزرار على الجانب الأيمن، ولكن إن كنتي أنثى، فستجدينها على الجانب الأيسر. لا يوجد هناك سبب محدد وراء هذا التقليد، ولكن هناك بعض الافتراضات بشأن ذلك، ومن بينها هذا الاتجاه الذي يعود إلى سيدات صفوة المجتمع في منتصف القرن التاسع عشر واللاتي كن يمتلكن خادمات تساعدهم أثناء ارتداء ملابسهن، فكانت الأزرار الموجودة على الجانب الأيسر مريحة للخادمات أثناء مساعدة سيداتهن في ارتداء الملابس، حيث قامت السيدات من طبقة الأثرياء في العصر الفيكتوري (1830 – 1900 م) بوضع الأزرار على الجهة اليسري.
فكما تعلم أن الرجال والنساء في هذه الفترة كانوا يرتدون الكثير من الملابس وفي الوقت الذي كان يجب فيه أن تبدو النساء في قمة الأناقة هو عن طريق ارتداء العديد من قطع الملابس بما في ذلك مشدات الصدر والمعاطف والأثواب المنفوخة وغيرها من الاكسسورات، فكانوا في حاجة ماسة للمساعدة من قبل الخادمات اللاتي كن يشعرن بالراحة أكثر عندما تكون الأزرار على الجانب الأيسر، على النقيض لم يكن الرجل في ذلك العصر يرتدي الكثير من الملابس ولم يكن بحاجة للمساعدة، لذا كانت الأزرار توضع في الجهة اليمنى، ثم انتشرت تصاميم الملابس هذه رويدًا رويدًا حتى وصلت ليومنا هذا بنفس التصميم.
ويوجد هناك فرضية أخرى تقول أن النساء عندما كن يرضعن أطفالهن يستخدمن يدهم اليسرى وبالتالي يسهل عليهن فك أزرار القميص الموجودة على الجانب الأيسر باليد اليمني لإرضاع أطفالهن. كما يوجد كذلك افتراض أخر ولكنه غريب بعض الشيء، وهو أن نابليون بونابرت الحاكم الفرنسي والقائد السياسي أراد أن يوقف النساء اللاتي يتعمدن الاستهزاء به كما يظهر في احد اللوحات الفنية المشهورة له وهو يضع يده اليمني أسفل صدريته، فكن يقمن بوضع أيديهن اليمنى تحت أثوابهن، لذلك وفي محاولة لمنع هذا الظاهرة المنتشرة آنذاك، اصدر قرار بأن تخاط أزرار الملابس النسائية على الجانب الأيسر حتى يتخلص من سخريتهن.
كما توجد هناك بعض الافتراضات القليلة الأخرى المتعلقة بهذا الشأن ولكن لم يثبت آياً منها انه السبب الحقيقي وراء وضع أزرار الملابس النسائية على الجانب الأيسر ولعله سيبقى سرًا للأبد.
اضافة تعليق