كمحررة مقالات مختصة بالتجميل ، أفتخر بنفسي على روتيني اليوميني بالعناية الشاملة للبشرة، فأقضي كل يوم 30 دقيقة على الأقل على نظامي بالعناية بالبشرة، وفي حين تفاني في لائحة خطوات الغسل، أشعر 100% بالذنب للفقع والنشل، كما أني مجنونة بعصر الرؤوس السوداء التي تنقط أنفي خصيصًا، هذا وحتى واكتشفت مؤخرًا أن محاولة التخلص من تلك البثرات يدويًا في منطقة محددةٍ من وجهي – تعرف عامةً بمثلث الموت، قد تؤدي إلى ضررٍ أكبر من بقعة دموية أو ندبة قبيحة، ولتوضيح ذلك، فإنه لا يمكن الخلط بين مثلث الموت في الوجه وبين المثلث الجغرافي السياسي، وهي منطقة في جنوب جنوب بغداد بالعراق تدمرت بالعنف في أوائل القرن الحالي، ولا حتى مثلت برمودا، المنطقة الغامضة في المحيط الأطلسي حيثما يبدو أن السفن والطائرات تختفي الهواء، وتتشابه هذه المثلثات في الشكل وإثارتها للجدل.
وبقدر ما تشعر بالقلق حيال صحة بشرتك، يعد مثلت الموت حقيقًا تمامًا، إذ أنه موضوع يدرس في مدرسة الطب، ومتعارف عليه في موقع ويكيبديا تحت عنوان «مثلث خطر الوجه» وهو منطقة في الوجه من زوايا الفم إلى ما بين الحاجبين، فكما ترى ذلك مثلث حقيقي، ويوجد تمامًا في منتصف هذا المثلث وأسفل طبقة الجلد، ما يدعى بالجيب الكهفي الأنفي، وهو تجمع للأعصاب الأساسية والأوعية الدموية التي ترجع الدم إلى الدماغ، فإن أصيبت هذه الطبقة، ستنشر العدوى وتتسرب إلى الأوعية الدموية، وتؤدي إلى خثار الجيوب الأنفية الكهفي (تشكل خثرات دم)، أو سكتة دماغية أو الموت في أسوء الحالات، وهذا وفقًا طبيبة الأمراض الجلدية في لوس أنجلوس، ساندرا ليي.
وتقول «إن حظيت ببثرة في تلك المنطقة، فإنها تمتلك مسافة أقصر للوصول إلى الجيوب الأنفية، وإن انتشر الالتهاب منها هناك احتمالية الإصابة بالعمى أو السكتة» وإن ذهلت بعد قراءة هذه الكلمات، تقول ليي أن مثلث الموت ليس مخيفًا جدًا كما يبدو وتضيف « في هذا اليوم وهذا العصر، ومع وجود المضادات الحيوية، لا ندع الإصابة تصل إلى ذلك المستوى، فبالتأكيد إن ظهرت لك بثرة كبيرة وانتهت بتسبيب المشاكل، عليك بزيارة طبيب الجلدية أو أي طبيب في الحال، فمن السهل علاج تلك الاصابات أو البثرات بالمضادات الحيوية التي تؤخذ عبر الفم» وتوافق طبيبة الجلدية ريبيكا كازين على ندرة حالات الموت من هذا المثلت وتخبر موقع ألوور «إن ذلك بعيدًا ونادرًا للغاية، ولم أرى أبدًا أي شيءٍ قريب من هذه الحالة في عقدي الماضي من ممارسة المهنة»
بينما يمتلك مثلث الموت ذلك اللعب المخيف ويوجد علوم نظرية حقيقة وراء تسميته بذلك، يعد تجنب الإصابات الخطيرة ممكنًا بالاتزام بقاعدة واحدة وهي: لا تنشل أوو تنكش أي شيء ملتهب أو يتحسن، حتى وإن وعدت نفسك بلمسهم بلطف، وحتى إن قمت بغسل يديك أولًا، ثق بي تلك نصيحة من القلب، إذ أنك في كل مرة تحاول نكش بثرة أو حبة بنفسك، فأنت تؤذي نفسك أكثر، إذ أن ضغط وفقع البثور يؤدي إلة نشر البكتيريا على وجهك، وبالتالي يتفشى أكثر وأكثر وحتى قد يترك ندبًا دائمة، فعليك استخدام علاج نموذجي بدلًا عن ذلك، للقضاء على البكتيريا وتهدئة الاحمرار، بعدها اسمح للبثرة بالتعافي بنفسها.
ولكن إن قمت بنشل وفقع البثور في تلك المنطقة (فأنت بشر في النهاية)، احرص على معالجتها بصورة صحيحة، قم بالتربيت على المنطقة المصابة باستخدام النبتة المزهرة “witch hazel” للتطهير، واتبعها باستخدام مضادٍ حيوي كالنيوسبورين، الذي سيحارب البكتيريا ويقلص البثرة، وبهذه الطريقة سيعرف مثلث الموت الخاص بك بمثلث العناية الجيدة والبشرة البراقة.
اضافة تعليق