لعلأ فعال العديد من المتزمّتين الأوروبيين الذين يتظاهرون ضد ما يسمونه بأسلمة أوروبا ليست نابعة فقط عن خوف واستياء لا بل عن جهل بالتأثير الإسلامي على الحضارة الأوروبية خلال مئات السنين. قد نجد من بينهم أحداً يرتدي نظارة وهو يحتج ولعلّه نسي أن هذا الاختراع هو من صنع العرب أو أن الأرقام التي يراها في كل مكان هي عربية في الأساس. تعرض لكم هافينغتون بوست الالمانية Huffington Post Germany ثمانية أشياء تدين بها البشرية للحضارة الإسلامية العظيمة:
علم الجبرك: العديد من الغربيين منهم الألمان فخورون بما توصلوا له من تقدم تكنولوجي وهندسي ولكن أين سيكون هؤلاء المهندسون من دون علم الجبر؟
أصبحت الرياضيات معروفة في أوروبا في القرن الثاني عشر عندما ترجم روبرت تشيستر المستعرب البريطاني كتابات العالم الفارسي الخوارزمي والذي تنسب الخوارزميات له كما تسمى باسمه ويعرف هذا العالم بأنه مؤسس ومطور علم الجبر الحديث.
فرشاة الاسنان: الدين الإسلامي كان من أوائل الأديان التي اهتمت كثيراً بجانب النظافة الشخصية، فالقرآن يتضمن نصوصاً مقدسة تشرح كيفية الوضوء ولذلك فإنه لمن غير المستغرب أن نعلم بأن المسلمين كانوا من السباقين في اختراع فراشي الأسنان، كان الرسول محمد يأخذ من شجرة المسواك أو شجرة فرشاة الأسنان كما تُسمى غصناً ويستخدمه لتنظيف أسنانه، صحيح أن هذا الكلام غير موجود في القرآن ولكن عدّة باحثين مسلمين أشاروا إلى هذا الامر.
الفرق الموسيقية الماشية: تعود فكرة تشكيّلها إلى العهد العثماني حيث كانت هذه الفرق تعزف خلال معارك العثمانيين ولا تتوقف إلا في حال راحة المحاربين أو انتهاء الحرب، بعدها تبنى الأوروبيون هذه الفكرة وأبدعوا فيها فأدخلوها في الكرنفالات وفي مباريات كرة القدم والركبي.
آلة الغيتار: يعود أصل الغيتار إلى آلة العود العربية، فخلال العصور الوسطى وجدت هذه الآلة طريقها إلى القارة العجوز بدايةً عبر إسبانيا المسلمة أو الاندلس وفي عهد الحاكم الأموي عبد الرحمن الثاني في القرن التاسع وكانت تسمى بالقيثارة، الغيتار الذي نراه الآن طرأت عليه العديد من التعديلات والتحديثات لوصل إلى ما هو عليه الآن.
العدسات المكبرة أو النظارات: لم يبدع العرب فقط في علوم الرياضيات بل أيضاً أحدثوا ثورة في علم البصريات وكان الباحث ابن هيثم الحسن بن الحسن -عالم بصريات من البصرة- وهو أول شخص وصف آلية عمل الدين كما اكتشف أيضاً أن الأسطح الزجاجية المنحنية يمكن أن تُستخدم للتكبير وعلاوةً على ذلك كتب ابن الهيثم العديد من النصوص التي تناقش علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية.
القهوة: القهوة هي واحدة من أكثر المواد المُصدّرة إلى خارج الدول الإسلامية حيث يرجع منشؤها إلى أثيوبيا ولكنها سرعان ما وجدت طريقها إلى شبه الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر ويُعتقد أن التجار العثمانيين هم من جلبوا القهوة إلى لندن في القرن السابع عشر كما أن أول مقهى تم افتتاحه في البندقية كان في عام 1645 في حين أن ألمانيا عرفت هذا المشروب بعد تراجع الأتراك من النمسا عام 1683.
المستشفيات: وُجد أول مشفى حديث مع ممرضات ومركز تدريب رسميّة في القاهرة وتحديداً مشفى أحمد ابن طولون والذي أُنشئ في عام 872 حيث تلقى جميع المرضى الرعاية الصحية المجانية مع العلم أنه هناك مشافي أخرى كانت موجودة في بغداد ولكن نظام هذا المشفى هو ما أصبح في وقت لاحق قالب للمستشفيات في جميع أنحاء العالم.
الابتكارات الجراحية: كان الطبيب أبو القاسم الزهراوي المولود في الاندلس واحداً من أهم الشخصيات الطبية في العصور الوسطى، ففي أكثر من 30 مجلداً أوضح هذا الطبيب ضرورة كون وجود علاقة جيد بين الطبيب ومريضه، كما ناضل لرفع مستوى الرعاية الصحية وجعله متوفراً للجميع كما أنه اخترع طرقاً لعلاج بعض أمراض مجرى البول والأذن والمري وكان أول شخص يشخّص ويصف الحمول التي تحدث خارج الرحم، اقتبس الأوروبيون العديد من ابتكاراته حيث أن أفكار هذا الشخص شكّلت ما يعرف بأسس الجراحة الحديثة.
اضافة تعليق