أكثر الأمور إعجازاً هي ولادة طفلٍ، ولكننا بطبيعتنا كمخلوقات فضولية، فإن الانتظار 9 أشهر لمعرفة ما إن كنا سنحظى بمولودٍ ذكر أم أنثى يمكن أن يكون موتراً للأعصاب إضافة إلى جعله مهمة التخطيطلنظام ألوان حجرة الطفل أمراُ صعبا، ومن حسن الحظ أن هناك بعض الطرق لتحديد ما إن كنا سنحظى بمولود ذكر أم أنثى.
كان هناك العديد من الطرقعبر التاريخ لتحديد جنس مولودك المستقبلي ومعظمها مشكوكٌ فيها طبيًا أو كاذبة تمامًا، ولكن تقدمنا التكنولوجي الحديث جعل مسألة الجنس هذه أمرًا أكثر وضوحًا، إذًا كيف يحدد الجنس؟
إذا أردت جوابًا قصيرًا فهو؟ بواسطة فحص الدم أو الموجات فوق الصوتية، ولكن هنالك الكثير من التفاصيل بعدولكن هل كان تحديد الجنس في الماضي: حقيقة أم خيال؟
لمئات آلاف السنوات، أتى البشر بطرقٍ مختلفةٍ لتحديد جنس مولودهم، سواء كانتبتحديد أي قدم مشت بها الحامل أول الأمر، إلى زيادة وزن الأب، وقد آمن الناس فعلًا بهذه الطرق، فاعتقد بأنك إن مشى أولا بقدمه اليمنى من الممكن أنه ذكر، وإن مشىباليسرى من الممكن أنها أنثى، وأيضا إن اكتسب الأب وزنًا خلال فترة الحمل من الأكثر احتمالا أنها أنثى، وتعد هذه الطرق طرقاُ غير مبنية على أساس علمي، ولكنها مبنية على التقاليد والمعتقدات بشكل قوي، والسؤال هو؛ هل هي جيدة كفاية للتأثير على جنس المولود؟
واعتقد أيضاً بأن وضع الطفل عامل موثوق، بحيث إذا كان بطن الأم منتفخاً ًاكثر إلى أعلى إذا الجنين أنثى، بينما إن كان منتفخاً إلى أسفل أكثر دلالة على ذكر، كما أن اشتهاء الطعام أعتقد بأنه مؤشر أيضاً، فاشتهاء الحلويات اعتقد أنه دلالة على أنثى، بينما اشتهاء الموالح دل على ذكر.
يوجد لهذه الاعتقادات القديمة بعض الصحة، فحينما شارك العلم مع الخيال، اعتقد العديد من الأشخاص أن الغثيان الصباحي في أول ثلاثة أشهر يعني أنك ستحظى بابنة، بينما الألم في الثلث الثاني من الحمل كان علامة على ابن، وكما اتضح فإن الأبحاث الحديثة أظهرت أن الغثيان الصباحي على المدى الطويل خلال فترة الحمل هو مؤشر موثوق على أن الجنين أنثى.
ومع ذلك، وبرغم المدى الواسع لهذه الاعتقادات، حقيقة الموضوع أن التحديد الموثوق لجنس الجنين أبعد بكثير عن الخرافات.
الكروموسومات والحمل: كما يعرف لدى أغلبكم أن الجنس معتمد على أي كروموسوم تحمل كجنين، فإذا لحقت بويضة بحيوان منوي يحمل الكروموسوم الأنثوي عندها سيكون أنثى، بينما إذا لقحت البويضة بحيوان منوي يحمل الكروموسوم فسيكون ذكر، كما أظهرت الدراسات أن الحيوان المنوي الحامل لكروموسوم يميل إلى أن يتحرك بشكل أبطأ بسبب وجود ميتوكوندريا أكثر فيه، ولكن عمره أطول من الحيوان المنوي الحامل لكروموسوم الذي لديه معدلات حركة أعلى، وميتوكوندريا أكثر تعني قدرة انتاج طاقة أعلى مما يفسر معدل أعلىللبقاء على قيد الحياة بعد التلقيح.
وبالتالي إذا كانت المرأة على دراية بموعد إباضتها وحسبت موعد حملها تقريبًا، فهناك بعض الدقة في توقع جنس الجنين، حيث يمكن للحيوان المنوي الانتقال إلى قناة فالوب في أقل من 20 دقيقة، ويمكنه النجاة من 4-7 أيام داخل أعضاء المرأة التناسلية، ومع ذلك ما زال هناك الكثير من التنوع في موضوع توقع الجنس، وأفضل طريقة لمعرفة جنس المولود هي اللجوء للخبراء.
التصوير بالموجات فوق الصوتية وتحاليل الدم: يكون الجنين في الأسابيع القليلة الأول صغيراً جداًلتقدر الموجات الصوتية على معرفة جنسه، ولكن الخضوع للأمواج فوق الصوتية على يد مختص بالأشعة خبير في الأسبوع 16-20 هي طريقة موثوقة لتحديد جنس الجنين، وعن طريق تصوير يكون الطبيب قادراً على رؤية العضو الجنسي الذكوري أو مرتفع عظم العانة الأنثوي، الدالان على ذكر أم أنثى .
رؤية مرتفع عظم العانة في صورة الأمواج الصوتية هو محدد أكثر من عدم رؤية عضو ذكوري، حيث يتطور كل جنين بشكل مختلف قليلًا، وظهور هذه الأعضاء الجنسية معتمدٌ أيضا على علاظة جدار البطن ووضع الجنين، ولهذا السبب لا يمكن تحديد جنس الجنين في بعض الحالات حتى ما يقارب الشهر السابع من الحمل!
ومن ناحية أخرى يحدد جنس الجنين المتطور بشكل سريع فيما يقارب الأسبوع الحادي أو الثاني عشر، الأمر الجيد للآباء الذين لا يطيقون الانتظار لمعرفة جنس حزمة فرحهم الصغيرة، ومن الجدير بالذكر أن دقة الأمواج فوق الصوتية في تحديد الجنس تتراوح ما بين 90-100% عند توافر صورة جيدة.
ويكون بعض الأشخاص أكثر حرصاً على معرفة جنس طفلهم، فلا يعد خياراً الانتظار حتى الشهر الثالث أو الرابع، وفي السنوات الأخيرة وتحديداً قي أوروبا، استُعمل فحص دم يدعى بالفحصغير الجراحي قبل الولادة لتحديد وضع الكروموسوم وجنس الجنين، ويمكن لفحوصات الدم الدقيقة جداً هذه أن تحدد الترتيب الكروموسومي للجنين وتعطي تحديداً لجنس الجنين، وتتراوح دقة هذه الفحوصات بين 95-99% للذكورالإناث على الترتيب.
فحوصات الدم هذه التي تجرى مبكرًا إضافة إلى فحوصات اخرى غير الجراحية كفحص السائل الأمنيوسي وأخذ العينات من المشيمة، وبهذه الفحوصات من الممكن تحديد الجنس في الأسبوع العاشر أو الحادي الحادي عشر، ولكنها تزيد قليلاً احتمال الإجهاض، حيث يخضع معظم الأشخاص لهذا النوع من الفحوصات من أجل التحقق من وجود إضطرابات وراثية، كمتلازمة داون المرتبطة غالباً بالكروموسوم .
غالباً ما يعتمد الآباء الذين لديهم تاريخ عائلي بالاضطرابات الجينية على فحوصات الدم هذه، ولكنها غير شائعة الاستعمال وخصوصًا في الولايات المتحدة، وبشكل عام يمكن تحديد جنس جنينك إن كنت تريد ذلك مبكرًا قدر الإمكان في الأسبوع السابع من الحمل بواسطة فحص الدم غير الجراحي قبل الولادة، وفي وقت متأخر في الأسبوع الثامن والعشرين بالطرق التقليدية.
اضافة تعليق