يتكلم أشخاص عديدون إلى الأشجار رغم المخاطرة باتهامهم بالجنون، إلا أن الدراسات الحديثة تظهر أن النباتات قد تمتلك القدرة على السمع! وبجانب تمييزها للأصوات، فإنه يوجد بعض الحواس الأساسية التي تستخدمها النباتات، إذ تحمي النباتات أراضيها وتكافح المعتدين أيضًا، وبل تبحث عن الغذاء وتنصب الشراك للضحية، نعم إنها تتنفس بالحياة تمامًا كالحيوانات، كما تظهر سلوكياتٍ معتمدة على إدراكها للبيئة المحيطة بها برغم حركتها البطيئة جدًا، لكن إذا حدث وسجلنا نموها لبرهة طويلة من الزمن، وثم سرعنا الفيديو، عندها سنلاحظ سلوكيات تقترب شيئًا فشيئًا من عالم الحيوان.
السمع: قد لا ترقص النباتات على إيقاع أغنيتك المفضلة، لكنها إذا سمعت زحف اليرقات فإن لها قصةً أخرى، إذ تغذي بعض النباتات أوراقها بدفاعات كيميائية صممت خصيصًا لردع الأعداء، فمثلًا تنتج نبتة «Thale Cress» كمياتٍ ضخمةٍ من زيت الخردل في أوراقها، وحين تستهلك اليرقة كميات كبيرة من هذا الزيت، ستتسمم وتموت.
الشم: وبينما تستطيع بعض النباتات سماع أعداءها بالقرب منها، فإن البعض الآخر يستعمل رائحة الأعداء لتنشيط دفاعاتهم، وبصورة مثيرة للانتباه، فإن النباتات التي تعيش بالقرب من اليرقات تبدي مقاومة أكبر للآفات لأن أوراقها تمتلك مواد كيميائية تجعلها غير مناسبة للأكل، إلا أن الأشجار الأخرى التي هي بمعزل عن الهجمات لا تنتج مواد كيميائية، كما ترسل الأشجار المعتدى عليها رسائل فرمونية عبر الهواء تحذر الأشجار المجاورة للتحضر لهجوم وشيك، فتستطيع الإحساس بالخطر بسبب رائحة الإشارات التي تبعث بها تلك الأشجار.
الرؤية: تظهر العديد من الدراسات قدرة النباتات على الرؤية، وقد يمتلك بعضها شيئًا مشابهًا للعين البشرية يسمى «Ocelli» وهي تتكون بصورة أساسية من مستقبلات فوتونية لتسمح للنباتات بالتفريق بين اللون الأحمر والأزرق، أو حتى رؤية أطوال موجية لا نستطيع رؤيتها، وتستخدم بعض النباتات البدائية كنبتة «Synechocystis cyanobacteria» كامل جسم خليتها كعدسات لتركيز المصدر الضوئي على غشائها الخلوي، وتستطيع بعض النباتات الطفيلية تعديل لونها وشكل أوراقها لإيهام مضيفيها.
اللمس: تعرف نبتة «Mimosa Pudica» بنبتة «لا تلمسني»، وهي نبتة مثيرة للاهتمام وشهيرة أيضًا، ففي اللحظة التي يلمس أحدٌ ما هذه النبتة أو إذا وجد أي اضطراب في بنيتها، تغلق النبتة أوراقها بصورة خاطفة. وتتميز بعض النباتات بحساسيتها للحرارة والبرودة ما يسمح لها بالاستجابة للطقس كتغيير معدل نموها ليتناسب مع استهلاكها للماء.
التذوق: تعتمد آلية التذوق على الكيماويات المذابة، وعندما تعرض بعض النباتات للهجوم، فإنها تطلق مواد كيميائية مختلفة لتحذر جيرانها، ويطلق بعض هذه المواد بصورة غازية لتعمل كرسائل جوية، وتنتشر جزئيات الغاز في النباتات الأخرى عبر مسامات الأوارق، ثم تذاب في المياه الموجودة بداخل الأوراق، لترتبط بعدها بمستقبلات محددة، لتطلق استجابة دفاعية على هذا الأساس. فمن كان يعلم أن النباتات بمقدورها تذوق الخطر؟
وبدراسة تلك الأمثلة، تبين لنا أن النباتات أكثر قربًا لعالم الحيوان عما اعتقدنا مسبقًا، فقد تجذر وهم افتقارها لأي سلوك من حقيقة أن النباتات لا تتحرك بالسرعة التي تتحرك بها الحيوانات، وإذا تمكنا من تسجيل حياة النباتات ومن ثم تسريع الشريط، فستبدو سلوكياتها أقرب للملاحظة، وعلاوة على ذلك، فمن المهم ملاحظة أن النباتات ستبدي استياءها إذا قمت بتشغيل موسيقى صاخبة، أو لامستها دون إذن، أو اقتربت منها مرتديًا ثياب جستن بيبر، أو حتى اقتربت منها وأنت غير مستحم منذ وقتٍ طويل، نعم لا ريب أن النباتات ستجد هذه الأمور مزعجة.
المصادر:
- Hands Off, Buster- United States Department of Agriculture (USDA)
- British Broadcasting Company (BBC.com)
- Plant Perception – Wikipedia
- The Huffington Post
اضافة تعليق