بينما القردة و القردة العليا كلاهما من الرئيسيات ، هناك الكثير من الاختلاف بينهما ،هناك أيضا الكثير من الرئيسيات و التمييز بين مختلف الرئيسيات يكون على الخصائص الفيزيائية والأصول التطورية. ترتيب الرئيسيات يبدأ بالحيوانات التي تمتلك عينين امامتين في وجهها مع اذرع و اقدام و اصابع مرنة، شكل هذا الجسد تطور ليتأقلم مع حياة الاشجار ، الرئيسيات لديها كل هذا لذلك تستطيع التنقل بين اغصان الاشجار اما العينين يستخدمها لتحديد المسافة بين الاشجار ليقوم بالقفزة المناسبة.
يوجد 235 من فصيلة الرئيسيات الحديثة و تنقسم الى قسمين البروسيميانز والأنثروبويدات. البروسيميانز تظهر ذكاء اقل وتشبه بشكل وثيق مجموعة الثدييات الأخرى، و جاءت البروزيميون من الخط التطوري المؤدي إلى البشر لكنه افترق في وقت مبكر نسبيا. تتضمن هذه الفئة حيوانات مثل الليمور وغيره وهي أقل شهرة بكثير من الأنثروبويدات.
الأنثروبويدات بدورها تنقسم إلى قسمين أساسيين: السعادين وهي الحيوانات التي تمتلك ذيولاً واضحة وطويلة وعادة ما يشار لها بالعربية كأنها ضمن القرود، والقسم الثاني هو القرود العليا التي تتميز بكونها لا تمتلك ذيلاً بل أنها أقرب بوضوح للبشر من حيث البنية والشكل والهيكل العظمي. باختصار إن أردت معرفة ما هو الفرق بين القرد والسعدان أنظر إلى الذيل، إن كان هناك ذيل فهو سعدان، وإن لا فهو قرد.
عادة ما تقسم السعادين على أساس انتشارها الجغرافي، حيث هناك سعادين العالم القديم التي تنتشر في أفريقيا وآسيا (هناك عدد ضئيل منها في أوروبا وبالتحديد منطقة جبل طارق)، وهناك بالمقابل سعادين العالم الجديد التي تنتشر في امريكا الجنوبية والوسطى وبالأخص في مناطق الغابات.
ضمن فئة القرود العليا هناك قسمان كذلك: القرود الدنيا وهي الأبعد عن البشر وتتضمن القرود التي لا تمتلك ذيلاً لكنها تستخدم اطرافها الأربعة للمشي وتعد “أغبى” وأبعد تطورياً عن البشر مثل الجيبون، أما القسم الثاني فهو “الهومينيدس” أي أشباه البشر والتي تضم الشيمبانزي والبونوبو والأورانج أوتان وحتى البشر الحديثون (هومو سابين).
يستخدم الشمبانزي أدوات بسيطة على نطاق واسع، وحتى لديهم ثقافة إلى حد ما. الغوريلا والشمبانزي والأورانكوتان لديهم قدرة لغوية واسعة أيضا، على الرغم من أنهم ليس لديهم التعديلات الفسيولوجية اللازمة لإنتاج الكلام لكن الثلاثة يستخدمون لغة الإشارة.
وتتميز الهومينيدس من طريقة حركتها ، في حين أن القردة العليا تستخدم في الغالب الأطراف الأربعة للتحرك و لكن الهومينيدس يمشي منتصب، وذلك باستخدام أطرافهم الخلفية فقط. كان التحول من المشي الرباعي إلى المشي الثنائي تطورا حاسما في تطور الإنسان لان هذا ما مكنهم من حمل واستخدام الأدوات أثناء المشي، والتي لعبت دورا هاما في تنمية الحضارة. كما يتميز البشر والحيوانات المنقرضة من قبل بالعقول الكبيرة وبقدرات التفكير المتقدمة.
اضافة تعليق