بوجود دراسة كثيفة واجب إنهائها، فإن أول ما يخطر في بالك هو وضع السماعات في أذنيك، بأية حال، فإن بحثاً سيكولوجي حديث اقترح التفكير مرتين قبل تشغيل أول أغنية على قائمتك، وبينما يعتبر هكذا بحث بحثاً مبدئياً لا يجب أن نسلم به، فإننا سنستعرض بعض الحقائق المقبولة عن الموسيقى، وآثارها على أدائك الإدراكي.
الحقيقة الأولى: الاستماع إلى الموسيقي ليس نشاط غير إدراكي بالكامل: أن تكون المتلقي لأغنية لا يتطلب الكثير، خصوصاً أثناء حلك لمعادلة رياضية أو كتابة مقال ما، لكن دماغك سيبقى مخصصاً طاقة ما لمعالجة جميع الإشارات الصوتية الداخلة إلى نظامك العصبي، حتى لو لم تكن مخصصاً كامل اهتمامك لهذه المعزوفة فإنك دماغك سيعمل على هذه الإشارات برغم ما يخصصه وعيك في الدراسة، لذلك، أبق في بالك أنه أثناء استماعك للموسيقى، ستخضع في نشاطين في نفس الوقت، لذلك فإنك تعدد المهام، وبالتالي، فبينما قد تزيد الموسيقى من مستويات الطاقة وترفع من مزاجك من خلال تحسين قدراتك العقلية في المعالجة، فإن دماغك سيبقى مخصصاً بعض مصادره لتحليل الموسيقى.
الحقيقة الثانية: قد تخلق الموسيقى بعضاً من التضارب والتشويش: لا تستهلك الموسيقى من طاقة المعالجة فقط، بل إنها تستطيع خلق تضاربات أيضاً مع نشاطات عقلية أخرى، فالكلمات تفعل بدورها من مركز اللغات في الدماغ وهو الجزء المستخدم أيضاً في القراءة والكتابة، وهذا بدوره قد ينتج تفاعلاً متقاطعاً بين عملية معالجة كلمات الأغنية والقراءة والكتابة، استناداً إلى البروفيسور كليفورد ناس من جامعة ستانفورد «يرجح امتلاك الموسيقى المحتوية على كلمات لتأثير إشكالي عند القراءة أو الكتابة، ربما أقل تأثيراً في الرياضيات، أو إذا لم تكن مستخدماً للجزء اللغوي من دماغك»
الحقيقة الثالثة: تخلق الموسيقى سياق اعتمادي في سيناريو التعليم: اكتشف في بحث أن الأشخاص يستطيعون التذكر بشكل أفضل في بيئة مشابهة للبيئة التي تعلموا فيها، لذلك، إذا أردت الاستماع إلى الموسيقى أثناء الدراسة، فإنك تمتلك فرصة أفضل في تذكر المعلومة إذا كنت مستمعاً لنفس الموسيقى أثناء الاختبار، وهذا بالطبع مستحيل في أغلب الأحوال، وبالتالي، فإن ظاهرة السياق الاعتمادي ستشكل عائقاً في الاختبار إذا مارست الاستماع إلى الموسيقى أثناء الدراسة.
الحقيقة الرابعة: قد تشكل الموسيقى حافزاً، لكننا لسنا متأكدين: في دراسة عن سيكولوجية الموسيقى نشرت عام 2005، استنتج أن العمال المستمعين إلى الموسيقى أبدوا مستويات إنتاجية أعلى من هؤلاء ممن لم يستمعوا، وقد خمن الباحثون أن الموسيقى رفعت من مزاج العمال مما زاد من حماسهم، لذلك، بالرغم من أن الموسيقى قد تخلق بعضاً من درجات التضارب مع مهام أخرى وتستخدم مصادر معالجة أخرى، إلى أن المحصلة قد تكمن أحياناً في تحسين التركيز والحماس، بأية حال، لم توافق جميع الأبحاث على البحث المذكور، كما وجدت بعض الأبحاث أن الموسيقى تميل إلى أن تكون أكثر تشتيتاً من تكون ذات فائدة، وبالتالي، فإن الإجابة غير حاسمة، ومن المرجح أن تكون تأثيرات الموسيقى متفاوتة على الصعيد الفردي، ومعتمدة على نوعية النشاط المعمول به وتعقيد الموسيقى، وتصنيفها، ويقترح أن تكون الموسيقى الأكثر هدوءً أكثر فعالية من الموسيقى الصاخبة ذات الكلمات الثقيلة.
اضافة تعليق