الجي سبوت أو البقعة جي، والتي تسمى أيضًا غريفنبرغ سبوت، واكتسبت هذا الاسم من طبيب الأمراض النسائية الألماني Ernst Gräfenberg، يُعتقد أنها تقع على الجدار الأمامي للمهبل بين فتحة المهبل والإحليل، وهي منطقة حساسة وقد تكون جزءً من البروتسات لدى الأنثى، وجود هذه البقعة لازال مثارًا للجدل، وقد خلصت دراسة بريطانية عام 2009 إلى أن وجودها غير مثبت، ويعتمد على الاستبيانات والتجارب الشخصية.
في دراسات أخرى اعتمدت الموجات فوق الصوتية كانت هناك أدلة فيسيولوجية على وجود الجي سبوت لدى مجموعة من النساء خلال هزات الجماع المهبلي، ويعتقد أن هذه البقعة هي امتداد للبظر، وهي سبب هزات الجماع المهبلي، بعض من علماء الجنس والباحثين يخشون أن عديدًا من النساء قد يشعرن بأنهن غير نشطات جنسيًا في حال عدم الإحساس بوجود هذه البقعة، لهذا يؤكدون أن ذلك أمر طبيعي.
العلاقة بين الجي سبوت والبظر
تشير بعض الأبحاث إلى أن هزات الجماع التي تعتمد على الـ جي سبوت وعلى البظر هي من أصل واحد، وكان ماسترز وجونسون أول من قال أن البظر يمتد على طول الشفرين وداخلهما، وعند دراسة الاستجابة الجنسية للمرأة وجدا بأن هزات البظر والمهبل لها نفس مراحل الاستجابة الجسدية، ولكن غالبية من تمت عليهن الدراسة وصلن لهزات البظر بشكل أكبر مقابل أقلية ممن وصلن لهزات مهبلية، على هذه المعطيات وجد كلٌ من جونسون وماسترز أن البظر هو مصدر كِلا النوعين.
قدم الباحثون في جامعة لاكويلا، باستخدام الموجات فوق الصوتية، أدلةً على أن النساء اللواتي يختبرن هزات مهبلية أكثر إحصائيًا، من الأرجح أن يمتلكن نسيجًا أكثر سمكًا في الجدار المهبلي الأمامي، ويعتقد الباحثون أن هذه النتائج تجعل من الممكن للنساء اختبار وجود البقعة جي لديهن.
أستاذ علم الوراثة تيم سبكتور الذي شارك في تأليف بحثٍ يُشكك في وجود الـ جي سبوت، يَفترضُ أيضًا وجودَ نسيجٍ أكثر سمكًا في هذه المنطقة، لكن يظن أنه امتدادٌ للبظر وليس منطقة مستقلة. الباحثان الفرنسيان أوديل بويسون وبيير فولدز عام 2008 نشرا أولَ صورةٍ ثلاثية الأبعاد للبظر، وأعيد نشرُها عام 2009 مع دراسةٍ جديدة، خلصت الدراسةُ إلى أن الجدار الأمامي للمهبل مرتبطٌ بشكل وثيق بالأجزاء الداخلية للبظر، واستثارة المهبل من دون تحفيز البظر قد تكون شبه مستحيلة.
البروستات لدى الأنثى
عام 2001 قلبت اللجنة الفيدرالية للمصطلحات التشريحية مصطلح البروستات الأنثوي كمصطلح دقيق للغدة Skene ، والتي يُعتقد أنها توجد في منطقة الـ جي سبوت على طول جدار مجرى البول، وهذا يجعل البروستات لدى الرجال مماثلًا للغدة Skene لدى الأنثى، وتربط الفرضيات العلمية الحديثة القذف لدى الأنثى بحساسية الجي سبوت، حيث يعتقد أن السائل المقذوف الذي لا يحتوي بولًا منشاؤه هو الغدة Skene.
رأي المجتمع بموضوع الجي سبوت
عام 2009 اقترح فريق من جامعة كينغ في لندن بأن وجود جي سبوت هو أمر شخصي، فبعد دراسة شملت حوالي 1800 امرأة، تبين أن حتى التوأم المتطابقة من النساء لم تكن نتائج استبياناتها متماثلة، ويقول أحد المشرفين على الدراسة أندريا بري إنه من غير المسؤول أن ندعي وجود كيان لم يؤكد وجوده بعد، فهذا يشكل ضغطًا على النساء والرجال.
ورفض الباحث بيفرلي ويبل نتائج هذه الدراسة فقد رأى أنها غير شاملة للنساء المثليات وذوات الميول الثنائية، ولم تأخذ بعين الاعتبار اختلاف طرائق الشركاء الجنسيين.
تشعر العالمة البريطانية بترا بوينتون -والتي كتبت بشكل موسع عن البقعة جي- بالقلق من التركيز على وجود هذه البقعة فهذا قد يشعر النساء بأنهن غير طبيعيات أو مختلات جنسيًا، فهذه البقعة ليست شيئًا أثبت وجوده، وكل شخص يختلف عن الآخر فليس علينا فرض معيار والتركيز عليه لنقول أنه الأمثل لأداء العملية الجنسية.
النهايات العصبية ضمن جي سبوت
خلال الفحوصات العلمية لم تكتشف أية منطقة فيها كمية أكبر من النهايات العصبية، والكثير من الباحثين يعتقدون أن العلاقة ضعيفة ما بين الغدة Skene والـ جي سبوت، أما أنصار وجود البقعة جي فيقولون بأن الأمر لا يعتمد على كمية النهايات العصبية، وإنما على حساسيتها للضغط. في النهاية لازال هذا الأمر غير محسوم ولازالت الأبحاث جارية مع تعدد أراء كبير حول وجود الجي سبوت من عدمه.
اضافة تعليق