جميعنا يعلم سرعة الضوء، وهي أقل بقليل من 300 مليون متر في الثانية الواحدة، وهنا يبدو وجود سرعة للظلام منطقيًّا ويجب أن تكون هناك طريقة لحسابه، إلا أن ذلك ليس صحيحًا بالضرورة، لأن ذلك يعتمد بشكل كبير على ما نستطيع تعريفه بالظلام أصلًا.
لغويًّا الظلام هو غياب الضوء، إذن هو لا يملك سرعة على الإطلاق، تبعًا لما قاله عالم الفيزياء الفلكية المعروف نيل ديغراس تايسون (Neil DeGrasse Tyso) في برنامجه (StarTalk) فسرعة الظلام هي مجرد اصطلاح أدبي، وليس له مكان في أي نقاش علمي.
إذا وسعنا مفهوم الظلمة قليلًا، نستطيع ملاحظة وجود سرعة خاصة بها، تخيل وضع عائق في طريق شعاع ضوئي، كقطعة قماش على مصباح مثلًا، بالرغم من أننا لا نحصل على ظلمة مطلقة بالتأكيد، إلا أن الظلمة التي أحدثها وضع العائق تنتشر بنفس السرعة التي كان ليسيرها الضوء بدون إعاقة (تبعًا لأبحاث جامعة إلينوي).
نحصل على نفس السرعة عند إطفاء الضوء مثلًا، وهي تساوي سرعة ابتعان الأشعة الضوئية السابقة عن المصدر، أي تساوي سرعة الضوء بالطبع.
بتوسيع مفهوم الظلام أكثر، ليشمل المادة المظلمة التي تشكل 80% من جميع المادة الموجودة في الكون، أظهرت دراسة أجريت في عام 2013 أن سرعة المادة المظلمة تساوي 54 مترًا في الثانية، وهي منخفضة مقارنة بسرعة الضوء، لكنها نظرية في هذا الوقت، فالمادة المظلمة توقفت عن الحركة منذ زمن بعيد، لتشكل هالات محيطة بالمجرات عبر الكون.
هذا الرقم يعبر عن السرعة القصوى التي تحركت بها المادة المظلمة عندما كان الكون في طور التشكل، واستنبط العلماء من خلاله الرقم الذي قد تصل إليه اليوم لو كانت مستمرة في الحركة.
في النهاية، إذا شملنا الثقوب السوداء ضمن هذا التعريف أيضًا، لأنها كتل كبيرة خالية من الضوء تمامًا. لاحظ الباحثون في عام 2013 ثقبًا أسود عملاقًا بقطر 3.2 كيلومترًا كان يدور حول نفسه بسرعة 84% من سرعة الضوء.
اضافة تعليق