لماذا تسبب المثلجات تجمد الدماغ ؟
إنه الصيف. الطقس حار في الخارج. أنت تشعر بالحر. إنعاش نفسك بالقليل من المثلجات الباردة يبدو فكرة ًرائعة ولكنك ما أن تضع هذا اللبن المتجمد داخل جوفك حتى تبدأ بالشعور بذلك الإحساس المزعج المسمى ب “صداع المثلجات”. لكن ما السبب الذي يجعل هذه الأنواع المختلفة واللذيذة من المثلجات تسبب مثل هذا الألم؟؟
عدد كبير من الدراسات العلمية بحثت في سبب وانتشار هذه الظاهرة (في إحدى هذه الدراسات قاموس بإطعام أطفال في سن المدرسة بعض المثلجات بهدف البحث العلمي لكشف هذه الظاهرة وأسبابها). النظرية السائدة بأن إحساس صداع المثلجات ينتج عن تنبيه الطعام المثلج لمنطقة غنية بالأعصاب الحسية في سقف حلقك. أحد أعصاب هذه المنطقة هو “العصب مثلث التوائم”، وهو أكبر عصب قحفي. فروعه الثلاثة يتنبهون وينقلون الإحساس بين الدماغ ومناطق مقدمة الرأس المختلفة كالأسنان، اللسان، والحنك.
على الرغم من أن سقف الحلق هو المنطقة المعرضة لخطر التجمد، ألم أكل المثلجات السريع يتجلى بوضوح في الرأس.
هناك عدة نظريات تشرح هذا الإحساس ومن ضمنها نظرية مثلث التوائم. إحدى هذه النظريات تفسر كون ألم صداع المثلجات ألم راجع. أي أنه بدلا من الشعور بالتجمد في منطقة التنبيه نفسها فإن الألم يتجلى في مكان آخر عبر الطريق العصبي -عادة ما يكون كألم شديد في الجبهة، مع أن بعض الناس يصفون بأن ألمهم كان على جانبي الرأس وفي أجزاء أخرى.
نظرية أخرى تقول أن العصب مثلث التوائم يتبنه بالمنبهات الباردة في الحنك فيقوم بتوسيع الأوعية الدموية في الرأس محاولاً زيادة تدفق الدم في الرأس لإعادة تنظيم حرارته. وهذا الحماس الزائد يغير من تدفق الدم مسبباً هذا الصداع النابض.
التهام المثلجات بسرعة يزيد من احتمال حدوث الصداع، تبعاً لدراسة تمت على طلاب المراحل المتوسطة ونشرت في المجلة الطبية البريطانية. الباحثون وجدوا أن تناول المثلجات ببطء قد يساعد في إيقاف موجة ألم الصقيع الناجمة عن المثلجات ولكن ليس دائماً.
لحسن الحظ فإن صداع المثلجات لا يدوم لمدة طويلة -عادة من 10 حتى 30 ثانية- ولكن ألمه قد يكون حاداً للغاية. بعض الأبحاث وجدت أن الأشخاص المصابين بصداع نصفي معرضون أكثر للإصابة بصداع المثلجات. ومن المثير للاهتمام أن الصداع النصفي والعنقودي يبدو بأنهما ينتجان عن نفس الأسباب ولو أن هناك فرق في الآثار والتداعيات الناجمة عنهم، فإن أقرب فإن إحساس ألمي حارق مشابه لهم لدى الأشخاص السليمين الذين لم يعانوا منهم هو صداع المثلجات.
على الأقل أحد الأطباء ذهب بعيداً في هذا الامر وطلب إلحاق صداع المثلجات إلزامياً في مناهج الدراسة الطبية. “أنا اعتقد انه على كل الأطباء والطبيبات أن يجربوا شعور صداع المثلجات لأن ذلك سوف يساعهم على فهم وتحليل ضرورة معالجة مصابيهم بالصداع العنقودي.” كتب الدكتور Eric Lewin Altschuler، معالج وباحث في جامعة نيوجيرسي للطب البشري وطب الأسنان، في مقال نشر عام 2006 في مجلة الفرضيات الطبية.
إلى الآن ما زلنا بعيدين عن اعتبار صداع المثلجات حالة طبية صعبة أو خطيرة ولكن إن كان صيفك غني بالمشروبات والمأكولات المثلجة فإن نصيحتنا لك في الوقت الحالي هي، أن تتناولهم ببطء.
اضافة تعليق