حقائق لا تعرفها عن يهود مصر. لم تكتفي الجماعات اليهودية بهوية واحدة في مختلف أنحاء العالم، بل خالطت واحتكت بالعديد من الحضارات. وفي ضوء ذلك نذكر يهود مصر، وهم الطائفة اليهودية التي سكنت مصر وكانت من أكبر الطوائف اليهودية في العالم العربي وأكثرهم نفوذاً وانفتاحاً ومشاركة في مختلف المجالات في المجتمع المصري الحديث. كانت التركيبة الأساسية للسكان اليهود في مصر تتكون من اليهود الناطقين بالعربية وهم الربانيون القراؤون، والذين انضم إليهم السفارديم بعد طردهم من إسبانيا. بعد افتتاح قناة السويس، ازدهرت التجارة في مصر، مما جذب إليها الأشكناز الذين بدؤوا في الوصول إلى مصر في أعقاب المذابح التي دبرت لليهود في أوروبا في الجزء الأخير من القرن التاسع عشر، حيث وجدوا الملاذ الآمن في مصر ليشكلوا نخبة تجارية وثقافية في المجتمع المصري الحديث. إليك بعض الحقائق عن يهود مصر في مقالنا هذا.
1. علاقتهم مع إسرائيل
مع بداية قيام دولة إسرائيل ودعوتها لليهود من مختلف بقاع العالم للهجرة إليها، بدأ المسلمون في حرق المحلات اليهودية الشهيرة، حيث كانوا يشكلون طبقة غنية في مصر بذلك الوقت مثل شيكوريل وعدس وغيرها.
ونتيجة لذلك ازداد انتماء اليهود لإسرائيل أكثر من مصر وبدأت هجرتهم إليها. وفي ضوء ذلك أعلن الدستور المصري أنّه بمجرّد حصول هؤلاء اليهود على الجنسية الإسرائيلية سوف يتم تجريدهم من الجنسية المصرية بشكل نهائي، بالإضافة لرفض طلبات الرحيل والنزوح إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية.
2. الإرث الثقافي
برع اليهود المصريون في الفنون الجميلة والفلسفة والأدب و الثقافة الإغريقية والفضائل الدينية، كما بنوا العديد من المعابد اليهودية. ولعل التأثيرات الثقافية المشتركة بين اليهود واليونانيين أدت إلى تطور اليهودية الإغريقية في مصر بشكل كبير. وفي حديثنا عن أبرز الأيقونات الثقافية، يأتي الطبيب الملكي مايمونيدس في مقدمتهم، فهو واحد من أعظم الحكماء اليهود ومعروف باسم الحاخام موسى بن ميمون، شكل أيقونة لتاريخ اليهود على الأراضي المصرية بعد فراره من غرناطة بسبب الطوائف الإسلامية التي خيرت يهود قرطبة ما بين اعتناق الإسلام أو الموت. وفي ذات السياق واجه الحاخام سعيدة غاون اضطهاداً متزايداً من القرويين الذي حرقوا منزله وكتبه ومؤلفاته، قبل أن يصبح رئيساً للأكاديمية اليهودية الشهيرة لسورة بابلونيا (Babylonia).
3. القاهرة جنيزا (Geniza)
أقدم كنيس في مصر والبعض يقول أقدم كنيس في العالم، هو كنيس بن عزرا في القاهرة. يقول المؤرخون أنه تأسس بواسطة عزرا الناسخ في القرن السادس قبل الميلاد. وأنه موجود في الموقع الذي تم فيه العثور على النبي موسى في النيل حيث لا تزال مياه نهر النيل تغمر قبو الكنيس. تم تجديد مبنى الكنيس في السنوات الأخيرة وتم بيعه إلى الجالية اليهودية في القاهرة.
4. عدم الرجوع
شكلت قصة خروج اليهود من مصر وعدم رجوعهم الشغل الشاغل للرأي العام، كما أنه أصبح لغزاً يتغنى به المؤرخون لمئات السنين على مر العصور. وحسب ما هو شائع فإن إسرائيل تزعم أن كتاب التوراة يمنع اليهود من العودة إلى مصر، حسب ماورد في كتابهم المقدس “لأن الله قال لك لن تعود على هذا الطريق مرة أخرى، إلى الأرض التي استعبدت فيها” 17:16. حيث ترى إسرائيل أن مصر فاسدة ولم يتم التعامل مع اليهود بإنسانية كبيرة حتى عندما استقروا في أراضيهم المجاورة لإسرائيل.
اقرأ أيضًا:
حقائق لا تعرفها عن رونالد ريغان
كلمات ذات صلة: الطائفة اليهودية – المجتمع المصري
[…] حقائق لا تعرفها عن يهود مصر […]