10 من أغرب الأعمال الفنية على الإطلاق. لئن كان الفن السّورة التي يعبر بها الفنان عن رؤيته للواقع، أو كان الواقع الخبيئ في ذهن حبيس الإدمان، لا يزال مقياس حضارة وثقافة الشعوب على مستوى التاريخ والبشرية جمعاء. إليكم بعض أغرب أعمال الفنّ التي وجدت مكانها في أبرز متاحف العالم.
1- هاتف الكركند، سالفادور دالي (1936)
آمنت حركة السريالية التي ظهرت في ثلاثينيات القرن الماضي أن الثورات تبدأ من الأحلام. آخذة الوحي من أعمال مؤسس التحليل النفسيّ سيغموند فرويد، بشكل جزئيّ، انطلق فنانو هذه الحركة ليختلقوا أعمالهم من مهد اللاشعور.
يُمثّل عمل الفنّان دالي هذا أيقونة لأكثر اكتشافات هذه الحركة غرابةً، فالشيء السرياليّ، الشيء الجاهز أو تركيبة من الأشياء التي تحكي بصورة هوسيّة غير مفهومة عمّا يجول في ذهن الفنان. بالنسبة لدالي، الهواتف هي رسلاء مشؤومة من الماورائيّة، بينما الكركند يمثّل رمزًا جنسيًا. وبهاتف كركند، يمكنك الاتصال بحلم.
2- الاستحالة الفيزيائيّة للموت في ذهن الأحياء، داميان هرست (1991)
يبقى الشيء السريالي، كقرش محنّط بالفورمالديهايد يبدو وكأنه يسبح على خلفيّة بيضاء ضمن صالة عرض فنيّة. هناك كلمة واحدة لوصف منحوتة الفنان هرست، والتي تتفرّس بمظهرها وهي تبدو وكأنها تلاحقك، حيث أُعطيتْ هذه العيّنة من التاريخ الطبيعيّ وهم الحركة عن طريق الأشعّة المنعكسة للفيترين الزجاجيّ: سرياليّة.
3- تمثال قسطنطين الضخم (القرن الرابع للميلاد)
لطالما كانت البقايا الضخمة من تمثال الأمبراطور قسطنطين التي تُعرض في المتحف الوطنيّ في روما محطّ هوس العديد من الفنانين. فالمقياس الذي تمّ فيه بناء هذه المنحوتة يثير ذهول المنطق، لتكون قطعة سرياليّة محضة.
4- موضوع، جون ميرو (1936)
ابتكر العبقريّ الكاتالانيّ جون ميرو شيئًا سرياليًا بالجوهر حينما جمع أشياء غريبة تخصّ القراصنة، بالإضافة إلى ببغاء وقدم مانيكان ترتدي الجورب النسائيّ وخريطة وقبّعة وكرة متأرجحة. موكبه المؤلف من صور حلميّة نجدها في حياتنا اليوميّة تبعث فينا حسًّا من السّحر والغموض الذي يفتح العقل.
5- المونوغرام، روبرت روشنبرغ (1955)
عندما وجد روشنبرغ دُمية ماعز بينما كان ينقّب عن اللّقى المثيرة في مكبّات نيويورك ومتاجرها العتيقة، لم يكد يتجاهل الدافع الغريزيّ الجنسيّ المرتبط بدلالاتها الميثولوجيّة، ففي الأساطير الإغريقيّة، كانت المخلوقات النصف بشر-نصف ماعز تلاحق الحسناوات عبر السهول، وفي المعتقدات المسحيّة، يصوّر الشيطان بكونه على هيئة ماعز. أكمل روشنبرغ تحفته هذه بدفع الماعز عبر إطار، وكأنه عمل جنسويّ مبهر. وكانت النتيجة أحد أغرب الأعمال الفنية على الإطلاق.
6- مُمرّضني، ميراي أوبنهايم (1936)
كانت لدى الفنانة السريالي أوبنهايم عين تُحب تقديم الغرائب الإيحائيّة من العالم المحيط بنا. فقد قامت، على سبيل المثال، بتغطية كوب قهوة وصحن بالفراء لتخلق صورة مرتبطة باللذة الجنسيّة الفمويّة. الجنس والغذاء هما أمران متشابكان في عملها المُسمّى –مُمرّضتي- تُقدم لنا أوبنهايم زوجًا من أحذية الكعب العالي على طبق من الفضة كوجبة لذيذة لمحبي التميميّة.
7- أغنية الحبّ، جورجيو ديشيريكو (1914)
بشكل مثير للجدل، ظهرت أولى الأشياء السريالية في لوحات الكآبة التي تحتويها مساحات العصر الحديث وأيقوناته الآسرة التي رسمها جورجيو في أمسيات الحرب العالمية الأولى. في –أغنية الحب- يتدلّى قفّاز مطاطيّ بشكل غريب إلى جانب رأس رخاميّ. صرّح الشاعر غيلوم أبولينير، وهو أول من ابتكر كلمة ’سرياليّ‘، أنّه رأى جورجيو يشتري هذا القفاز ذاته. في تعبير آخر، العمل ليس تخيّل مرسوم مثلما هو بالقدر ذاته شيء سرياليّ من عالم الواقع.
8- قفّاز، ماكس كلينغر (1881)
في هذه السلسلة من اللوحات التي رُسمت في أواخر القرن التاسع عشر، يرى الفنان أن امرأة أسقطت قفّازها. في سلسلة من التخييلات المتزايدة الغرابة، يُسقط كلينغر توقه وشغفه للمرأة المجهولة على قفّازها الفقيد. تُثبت تحفة كلينغر هذه أن العديد من الأفكار السريالية، بالإضافة للأشياء الهوسيّة التي تدخل ضمن هذه الحركة، تمّ توقّعها في المنعطف عند نهاية القرن المنصرم.
9- لويز بورجوا، روبرت مابلثورب (1982)
في هذه الصورة الخادعة، تحمل لويز بورجوا الباسمة بإيحاء غرض سريالي بحت، واحدة من منحوتاتها الشبقة التي تميّزها تقنيّة تصوير مابلثورب بالأبيض والأسود. في حياتها الخلاقة الطويلة، ربطت بورجوا عمر السريالية بزمننا الحالي بشكل مباشر. تحمل هذه الصورة الشحنة السريالية للمرأة تلك وأعمالها.
10- مُقدّمًا عن اليد المكسورة، مارسيل دوشامب (1915)
قبل أن يتملّك الفنانين السرياليين هوس الأشياء التي وجدوها في أسواق باريس، اختار دوشامب تحفه الجاهزة. الفرق بين تحف دوشامب الجاهزة وأيّ شيء سريالي آخر هو الفرق بين سخرية دوشامب الماكرة وهوس دالي النشوانيّ. تبعث تُحف دوشامب القوى اللامنطقية ذاتها التي نراها تموج في الحركة السريالية جمعاء. يتألف هذا العمل من رفش يحمل العنوان الآتي: “يد من سوف تُكسر؟ هل هي يدي؟” فهذا الرفش بمثابة نذير هزليّ. ونعد من أحد أغرب الأعمال الفنية.
اقرأ أيضًا:
اليوم العالمي الأغرب الذي يحتفل به البشر سنوياً
اضافة تعليق