شاهد تريلر و مراجعة فيلم Storm Boy . هنالك عناصر من كتب الأطفال الكلاسيكيّة فتى الصّاعقة – Storm Boy – لكاتبها (كولين ثيل) – Colin Thiele – والتي إن لم يتمّ اقتباسها في الفيلم بالطريقة الحسّاسة المثلى، يُخاطَر في خلقها لتجربة معبّرة عن قصّة مدمني المخدّرات وهُم يفقدون وعيهم في الحواري الضيقة والإبر لا تزال في عروقهم.
أصاب المخرج (هنري سافران) – Henri Safran – في موازنته بين القصص وفيلمه الرّائع من عام 1976، بدمجه فيلم مبنيّ بلياقة مع العناصر المظلمة والمليئة بالأمل التي تجد مكانها لتناسب جميع الأجيال، والتي تُخرج الرّجل من الطّفل والطّفل من الرّجل. أمّا الفيلم المستحدث هذا، فيقوم ببعث الكآبة مرّات ومرّات، وبشكل صريح، الفيلم فاشل بحقّ. وهو أيضًا من جهة أخرى، يعكس مجريات عصرنا هذا، بمراياه السياسيّة، ليؤكّد رسالة حماية البيئة التي كان يتمّ التلميح إليها في الأعمال المُقتبسة السّابقة.
يلعب الممثل (جوفري راش) – Geoffrey Rush – دور الشخصيّة التي تحمل اسم عنوان الفيلم البالغة (مايك “فتى الصاعقة” كينغلي) – Mike “Storm Boy” Kingley – وهو مدير في مجلس، يتحضّر لضمّ صوته فيما إذا كان سيتمّ السّماح لشركة تنقيب بإعطاء حقوق الحفر في مناطق ساحليّة كان قد ترعرع فيها في صغره.
في غرفة عالية من المبنى، يلاحظ (كينغلي) المدينة الرّماديّة الباعثة على الشّؤم، وهي في تباين تامّ مع الماء البرّاق والرّمال الحريريّة في (كورونغ) جنوب أستراليا، حيث تقع معظم أحداث الفيلم. هناك غيوم كثيفة داكنة، وهدير رعدٍ ومطرٍ منهمر. يتحطّم زجاج النّافذة الممتدّة من أرض المكتب إلى سقفه ويُسرع الجّميع بالخروج، إلا (كينغلي)، الذي يمشي باتّجاهها وهو شريد الذّهن حيث يلاحظ وجود بجعة في الخارج تجلس فوق عمود إنارة.
لا نرى أيّ أثر لعلاقة الأب بابنه هنا. لكن بينما يشرح (كينغلي) لحفيدته، في محادثة أصبحت بمثابة قصص ما قبل النوم بينهما، يقول: “في يوم من الأيام، جاءني العالَم.” نرى شخصيّته كطفل وهي ترعى بجعات صغيرات، والذي يصبح إحداها حيوان العائلة الأليف، (مستر بيرسيفال). هذه الشخصيّة المحبوبة، والتي تجمع السينما والأدب الوطنيّ خاصّتنا، هي طائر اجتماعيّ محبّ للبشر، وهو يحبّذ أن يحنو بمنقاره باتّجاه الناس بدلاً عن الماء والطبيعة. يتلقّى بطل الفيلم الصّداقة والاستشارة الرّوحيّة من الرّجل المحليّ (فينجربون بيل)، الذي يؤدّي دوره السّاحر (تريفور جيميسون) – Trevor Jamieson –
يأخذ الفيلم خطىً متعثّرة، بالأخصّ في مشهده الأخير. ففي الفيلم الأصليّ، تقوم شخصيّة (فينجربون) الذي قام بأداءها الممثل (ديفيد غالبيلي) – David Gulpili – بقول جملتها الآسرة: “طير مثله، لا يموت.” هذه المرّة وبشكل مزعج، تُعطى لـ(راش)، كما لو كانت شخصيّته ندًّا روحيًا لشخصيّة (فينجربون). تترك هذه الجملة لـ(كينغلي) حكمةً لم يكتسبها أو يستحقّها. ينظر فيلم (سافران) الأصليّ نحو السّماء ليمثّل المخلوق الطّائر السّاحر كرمز للجمال الأبديّ، بأجنحة ترفرف في خلد البشر كما ترفرف في الكون. لكن الفيلم الجديد هذا، عن طريق اختلاق الطائر حرفيًا من الحجارة والبلاستر، وكأن ذلك سيعادل حقيقة الأجنحة والرّيش، يفقد المغزى دلالته، فإن كانت الرواية تحكي قصّة شيء لا يموت، أصبحت تحكي قصّة شيء لن يعيش مجددًا.
تريلر الفيلم:
اضافة تعليق