عُرفتْ تحت اسم “ملكة روايات الغموض”، تأسر أغاثا كريستي قرّائها بقصص الجرائم الملغزة منذ عقود، مع مبيعات تصل إلى المليارين كتاب حول العالم. أغاثا كريستي مسؤولة عن ابتكار أكثر القصص والشخصيّات الأيقونيّة، من بينها شخصيّة المحقق هيركيول بوارو، لم يشهد الإرث الأدبيّ الذي قدّمته الكاتبة البريطانيّة أيّ مثيل. لقد وضعت الروائيّة الأشهر على الإطلاق أساس هذا النوع الأدبيّ الغامض في نصوصها الغريبة والصّادمة. إلى جانب الحبكات التي لا تنتسى، ليس للشخصيّات التي ألّفتها أغاثا كريستي أيّ ندّ. إليكم بعض الحقائق الغريبة حيال هذه الروائيّة الغامضة.
1- كتبت أغاثا كريستي روايتها الأولى بفضل تحدٍّ:
وهي في سنّ المراهقة، جرّبت أغاثا كريستي يدها في الشّعر والقصص القصيرة. لذا، لم تكتب أول رواية كاملة إلا بعد أن تحدّتها أختها على كتابة عمل روائيّ أطول. وروايتها تلك، بعنوان The Mysterious Affair at Styles من عام 1920، تعرّفنا فيها على شخصيّة المحقق (بوارو)، الذي غدا رمزًا أدبيًا شهيرًا بعدئذ.
2- اختفت أغاثا كريستي مدّة 11 يومًا، وارتفعت شائعات اختطافها من قبل الفضائيين:
في عام 1926، أصبحت حياة أغاثا كريستي قصّة غامضة بحدّ ذاتها، حينما اختفت فجأة بعد فقدانها لأمّها وطلاقها من زوجها الكولونيل (آرتشيبالد كريستي). تاركةً عائلتها وأصدقائها والشّرطة في حيرة تامّة. وذلك أدّى إلى حملة بحث طويلة لم تنجح. بعد 11 يومًا، تمّ العثور عليها في منتجع كانت قد بقيت فيه طيلة فترة غيابها، تحت اسم عشيقة زوجها. ادّعت (كريستي) أنها فقدت ذاكرتها، واختفاءها العجيب بقي دون مبرر حتى اليوم. خلال تلك المعضلة كلّها، وفي محاولة لمنْطَقةِ ما حدث، بعض النّاس قالوا أنها حيلة إعلاميّة لبيع المزيد من الكتب. أمّا آخرون، من مثيل أحد الكتّاب لدى BBC يُدعى (غاريث روبرتس)، قال إن (كريستي) عانت بالفعل من فقدان الذاكرة بعد حادثة صادمة مع “دبّور فضائيّ”.
3- حاولت أغاثا كريستي التدخين، لكنّها فشلت:
على الرغم من أن ملايين النّاس في أيامنا هذه يحاولون الإقلاع عن التدخين، حاولت (كريستي) أن تتبنّى تلك العادة السّيئة. أشاعت الحرب العالمية الأولى التدخين، لذا كان يُنظر إلى التدخين كصيحة من صيحات الموضة، على غرار الموقف الذي يأخذه النّاس منه اليوم. أرادت (كريستي) الانخراط في هذه الصيحة، لكنها ما استطاعت.
4- لدى أغاثا كريستي اطّلاع واسع على السمّوم:
أثناء الحرب العالمية الأولى، عملت (كريستي) كمساعد صيدلانيّ، وكانت تتعامل مع مجموعة متنوّعة من السموم، ممّا أدى بها إلى تطوير معرفة واسعة حول هذا العلم السامّ. واهتمامها هذا نراه مُترجمٌ في نصوصها، بما أنه كان أداة القتل المفضلة لديها ضمن العديد من رواياتها. لكن هذا التفضيل يأتي أيضًا لقرفها من مشاهد العنف. ولربّما السمّ يجعل المشتبه به أكثر غموضًا كذلك.
5- كانت أمها وسيطة روحانيّة:
والدة أغاثا كريستي، (كلاريسا بومر) ادّعت أنها مستبصِرة، وكانت تُقنع أولادها بأنها تستطيع رؤية المستقبل. أدّت معتقداتها الباطنة تلك إلى رفض تعليم أغاثا كريستي القراءة وهي في عمر صغير، مع العلم أن كاتبتنا قامت بتعليم نفسها بنفسها.
6- حافظت أغاثا كريستي على رقم “غينيس” قياسيّ لأثخن كتاب في العالم:
نشرت دار HarperCollins في العام 2009 مجموعة قصص Miss Marple الخاصّة بـ(كريستي)، المؤلَّفة من 12 رواية و20 قصّة قصيرة. وصل عدد صفحات المجموعة إلى 4032 صفحة، وبوزن يزيد عن 15 باوندًا بسعر 1500 دولار. تم تحطيم هذا الرقم القياسي عام 2013 عندما نُشر في الدانمارك أكبر قاموس في العالم، بعدد صفحات يصل إلى 89471 صفحة.
7- كان لدى أغاثا كريستي شغف بعلم الآثار:
(ماكس مالوان)، زوج (كريستي) الثاني، كان عالم آثار، وغالبًا ما دعاها لتذهب معه في بعثاته إلى الشرق الأوسط. أثّرت تلك البعثات على أسلوب كتابتها كثيرًا. كانت تذهب مع زوجها أحيانًا على متن قطار الشّرق السريع، وهو الذي ألهمها بعد ذلك لكتابة روايتها الناجحة “Murder on the Orient Express” لعام 1934. يمكن رؤية الكثير من التأثيرات التي تعرّضت إليها أثناء بقائها في الشرق الأوسط، ومنها “Murder in Mesopotamia” من عام 1936 و”Death on the Nile” من عام 1937 و”They Came to Baghdad” من عام 1951.
8- كانت (كريستي) أوّل امرأة تركب الأمواج واقفةً:
على الرغم من أن أكثر الكتّاب الشهيرين من أمثال (جي دي سالينغر) كانوا يفضلون عزل أنفسهم مع أعمالهم عن العالم، لم تكن أغاثا كريستي منهم قطّ. كانت تحبّ قضاء وقتها بالخارج وكان لديها شغف خاصّ بركوب الأمواج. زاد شغفها هذا أثناء بقاءها في (هاواي)، ويُعتقد أنّها أول امرأة بريطانيّة تقوم بركوب الأمواج وهي واقفة.
9- خوف أغاثا كريستي من الفقر هو ما أوحى تمثيل المال كدافع للجريمة في رواياتها:
مع أنّها ولدت لعائلة من الطبقة المتوسّطة، كانت (كريستي) مُدركة لأثر المال وحدوده كيلة طفولتها بعد خضوع والدها لمشاكل ماليّة مُربكة. بعد أن توفيّ والدها وهي في عمر الحادية عشرة، بدأ قلقها يزداد حيال وضع عائلتها المعيشيّ.
10- دعتْ أغاثا كريستي نفسها بكونها غزيرة الإنتاج:
على الرغم من اختلاف العدد المحدّد للأعمال الكتابيّة التي أنتجتها (كريستي) بين المصادر المختلفة، بوسعنا القول أنّها كتبت عددًا ضخمًا للغاية. لا تُعرف “ملكة روايات الغموض” لقصصها الأخّاذة فحسب، بل للعدد الهائل من أعمالها الأدبية أيضًا. في ذروة مسيرتها الفنيّة، أشارت (كريستي) لنفسها بأنها “A sausage machine” –أو أنّها غزيرة الإنتاج- في قدرتها على صنع أعمال أدبيّة بسرعة.
11- بقي اسمها المستعار (ماري ويستماكوت) سرًا لأكثر من عقدين من الزمن:
مع أن اسم أغاثا كريستي يعرفه الجميع، كتبت الروائيّة الشهيرة ست روايات تحت الاسم المستعار (ماري ويستماكوت) بدءًا من عام 1930. على غرار قصص الجرائم المرتبطة باسمها، اختلقت المؤلّفة سمعة جديدة لها في انغماسها بالنوع الأدبيّ الرومنسيّ بإصدارها كتب مثل “Giant’s Bread” لعام 1930. لم يتم الكشف عن اسمها المستعار ذاك لأكثر من 20 عامًا.
12- يفوق عدد مبيعات كتبها التعداد السكانيّ لكلّ من الصين والولايات المتحدة سوية:
باعت أغاثا كريستي أكثر من ملياري نسخة من أعمالها المكتوبة، مثبّتة بذلك مكانتها كأكثر الروائيين مبيعًا على الإطلاق.
13- كانت (كريستي) تكره مربّى البودنغ:
لم تحبّ أغاثا كريستي مربّى البودنغ، إلى الحدّ الذي استعملته كأداة للجريمة في روايتها “A Pocket Full of Rye” من عام 1953. ربّما كانت تريد قراءها من تجنّب هذه الحلوى؟ لسنا أكيدين.
14- أحبّ الجميع بطل رواياتها المحقق (بوارو)، عدا أغاثا كريستي نفسها:
لا بدّ أن أكثر الشخصيّات الأدبيّة أثرًا وأيقونيةً في أعمال أغاثا كريستي هو المحقق (هيركيول بوارو)، الذي ظهر أكثر من مئة مرّة في قصصها. على الرّغم من أن الجميع أحبّه، كرّرت أغاثا كريستي كرهها له مرّات عدّة، ووصفته بأنه “وقح ومرهق ومتبختر غريب”. وهذا السبب الذي كان ناشروا أغاثا كريستي يطلبون منها تقديم روايات يظهر فيها (بوارو)، لذا إن كنتم تظنون أنها تُدخله في كلّ لغز لديها لأنها تُحبّه، فكروا مجددًا.
اقرأ أيضًا:
- لمحبي أغاثا كريستي … 7 أفلام عليك مشاهدتها
- 9 روايات عالميّة وعربيّة عليك قراءتها ولو مرّة واحدة خلال حياتك! (مع روابط التحميل)
- 13 فيلم رعب تستند قصصها على قصص حقيقية
- الواحد والعشرون كتابًا الأكثر مبيعًا على الإطلاق
اضافة تعليق