فيلم لعبة التزييف أو لعبة التقليد The Imitation Game هو فيلم إثارة تاريخي بريطاني أمريكي عن عالم الحاسوب والرياضياتي ومحلل الشفرات آلان تورنغ، الذي كان له الدور الرئيسي في فك شفرة الإنجما الألمانية التي ساعدت الحلفاء على الإنتصار في الحرب العالمية الثانية، لكن لاحقاً تم محاكمته بسبب مثليته الجنسية. الفيلم من بطولة بينيديكت كامبرباتش بدور آلان تورنغ ومن إخراج مورتين تيلدوم مع سيناريو من كتابة غراهام مور، مأخوذ عن كتاب السيرة آلان تورنغ: اللغز Alan Turing: The Enigma من كتابة أندرو هودجز.
يصف غراهام مور بنفسه تحوّل آلان لرجل مهووس: فقد ذهب إلى معسكر الفضاء ومعسكر برمجة الحاسوب عندما كان مراهقاً، فلاح سيطه في الأفق كعالم رياضيات ’’كنار مخيم إسطورية أو ما شابه‘‘.
كانت حياة تورينغ ملهمة بالنسبة لمور لدرجة أن تجسيدها وعرضها على التلفاز أصبح هدف حياته.
يقول مور: «عندما أصبحت كاتباً كنت أذهب للوكلاء على الدوام لأحدثهم عن الفيلم وأقول ‘ انظروا إليكم هذا الفيلم عن عالم رياضيات انكليزي يقوم بالانتحار بعد الحرب العالمية الثانية ‘ وعند سماعهم بذلك لم يقولو ‘ إنه فيلم هوليوودي ناحج’ بل كانو يرفضون الفكرة قائلين ‘ رجاءً لا تكتب هذا الفيلم؛ لأنك لن تجد من يموّله’.»
على الرغم من هذا، عندما حصل المنتجون نورا غروسمان وآدو أوستروسكي على حقوق كتابة السيرة الذاتية لآلان تورينغ من آندور هودجيز كتاب آلان تورينغ: اللغز وقّع مور لكتابة النص وبالمجان.
إليكم بعض أسرار فيلم لعبة التزييف أو لعبة التقليد The Imitation Game التي كشف عنها مور:
1- سيناريو مور هو في الواقع لغز يتعين على الجمهور حله:
واحد من أهم عناصر الفيلم هو تركيبته تنظيمه: فالفيلم مليئ بالانتقالات مابين الماضي و الحاضر وبين حياة تورينغ في بليتشلي وأيامه الأخيرة قبل الموت وبين طفولته عندما قابل كريستوفر موركوم وكرايبتوغرافي ووقع في غرامهم.
كان المعني من بناء هذا النص بهذ الشكل هو إعطاء صورة شاملة لتورينغ وما كان عليه ولماذا فعل الأشياء التي فعلها، فستتمكن من خلال النص فهم كل ذلك لإن استطعت تجميع الأفكار بالشكل الصحيح. يقول مور: «أردت أن يكون الفيلم بالمجمل عبارة عن لعبة إيماء وتقليد نحصل فيها على جواب اللغز من دماغ آلان تورينغ.»
2- بالواقع لم يكن اسم آلة تورينغر لفك الشيفرة ” كريستوفر”:
واحد من أكثر اللحظات تأثيراً في الفيلم عندما يقول تورينغ لجون كلارك أنه قد سمّى الحاسوب الذي يعمل عليه ” كريستوفر” ( بعد حبّه الأول لكريستوفر- ولم يكن جون يعلم بذلك). فقد كان اسم الآلة الحقيقي بومب (أو فيكتوري) ويقول مور «كان هذا من ابتكاري».
وقد كانت الفكرة مبنية على الإيمان من قبل كاتب السيرة الذاتية هودجيز والعديد من المؤرخين بأن سحر تورينغ وبراعته في استخدام الحواسيب وذكاءه الفني نتج عن صداقته بهم، والتي انتهت باكراً بعد وفاة موركوم عن عمر ناهز ال١٨ بعد إصابته بمرض السل.
ويقول مور: «كتب تورينغ الكثير حول إن كانت هذه التكنولوجيا قادرة على الاحتفاظ بعقل الإنسان يقظاً وحياً أو لا، واعتقد أن مسعاه من استخدام ذكاءه الفني هو استرجاع كريستوفر، بالنسبة لنا كانت تسمية الألة باسم كريستوفر وسيلة درامية لإظهار هذا هذا الهوس الحقيقي الدائم لتورينغ.»
3- المشاهد التي تم تصويرها في بليتشلي بارك هي فقط المشاهد التي حصلت في الحانة:
إن ثلث مشاهد الفيلم تقريباً تم تصويرها في بليتشلي بارك عندما عمل تورينغ وجون كلارك والأشخاص المرافقين لهم بلا كلل لفك رمز شيفرة الجيش الألماني. ف معظم اللقطات التي صورت في بليتشلي كانت قد صورت في استوديوهات عازلة للصوت والمشاهد المتبقية كانت في البار عندما كان تورينغ وزملائة يشربون ويتجاذبون أطراف الحديث. تقول مصممة الإنتاج ماريا دجوركوفيك «كان البار واحد من أصعب مواقع التصوير، لقد عانينا كثيراً وكان من آخر مواقع التصوير هو موقع بليتشلي بارك ووجدنا بالنهاية أنه خياراً صحيحاً أن نقوم بالتصوير هناك.»
4- بعض أجزاء الفيلم تم تصويرها في مدرسة تورينغ التي تحتفظ بصورة له على الحائط:
إرتاد تورينغ مدرسة داخلية كالعديد من أبناء جيله في بريطانيا بأوائل القرن العشرين، وتم تصوير اللقطات التي تجسد أيامه في المدرسة بمدرسة شيربورن التي تكون مدرسة تورينغ الحقيقة، وهذا ما جعل مور يتأثر قليلاً، فيتحدث مور قائلاً: «وأنت تمشي بين القاعات تستطيع رؤية رسومات الأطفال في الصف فتأخذك بالزمن لعام١٩٢٠ وتتمكن من تخيّل آلان تورينغ وكريستوفر موركوم، أنا استطيع أن أتذكر كيف رأيت ذلك بدقة وكم كنت خائفاً.»
5- واحد من أفضل مصادر مور هو كاتب جيمس بوند إيان فليمينغ:
بسبب تكتم تورينغ على عمله مع أذكياء بريطانيا ومع MI6 كان مور شغوفاً لترصّد تفاصيل أعمال تورينغ وكم كان مؤثراً على أشغال المنظمة. وتمكن مور من الحصول على نتائج مفاجئة، فهو يقول: «إن الدليل القاطع الذي يثبت عمل آلان تورينغ مع MI6 بعد فكهم للشيفرة يأتي من يوميات إيان فليمينغ، وهذا أمر غريب.»
6- إن العديد من شخصيات The Imitation Game مبنية على أكثر من شخص واحد:
يقول مور: «إن الهدف كان سرد حكاية آلان بصدق ومسؤولية ودقة، مما يعني أننا في بعض الأحيان توجّب علينا أن نعطي الأحداث طابعاً درامياً أو أن نجمع الأشياء التي حدثت على مدى أشهر ووضعها في مشهد، مما يعني أن العديد من الأشخاص وأفعالهم تم تكثيفها ووضعها في شخص واحد.»
يتابع مور: «على سبيل المثال، شخصية هيو أليكساندر والتي قام بأدائها ماثيو غود كانت عبارة عن نصفين، نصف مأخوذ من هيو أليكساندر ونصف من غوردون ويلشمان وهو عالم رياضيات آخر في الفريق، لقد توجّب علينا فعل حيل كهذه. لكن احتفظ الفيلم بالأحداث الرئيسية جميعها.»
اضافة تعليق