عندما نتحدث عن أفلام الخيال العلمي، قد يتبادر إلى ذهننا أفلام الفضاء كـ Interstellar أو Gravity أو The Martian، وجميعها أفلام مميزة ستصبح “كلاسيكيات” مع مرور الوقت. أما هذه السنة، فيبدو أن أفلام الخيال العلمي لم تكن ضمن المستوى المرجو، بالطبع، إن لم نأخذ بعين الاعتبار أفلام الأبطال الآخرين.

لسنا بصدد الحديث عن الأفلام التي انتظرناها وخيبت آمالنا، بل سنتحدث عن فيلمٍ لم يكن حتى ضمن قائمة “الأفلام المنتظرة” الخاصة بي: إنه فيلم تطوير Upgrade. فيلم خيال علمي دموي قادر على جعلك تتساءل عند انتهائه عما إذا كان الذكاء الصناعي سيغير حياتنا للأسوأ أم للأفضل.

يحكي الفيلم قصة (غري تريس) الكلاسيكي وغير المحب للتكنولوجيا في عصر المستقبل القريب، والذي أدى دوره الممثل (لوغان مارشل غرين). يتعرض (غري) وزوجته لحادث وتُقتل الأخيرة على يد عصابة من الأشخاص. ففي المستقبل القريب، يملك العديد من البشر أدوات وآلات مزروعة في أجسادهم.

وقد تستنتج من هذه النقطة أن المخرج (لي وانيل) أراد تعريفنا عن العلاقة المتداخلة بين الإنسان والآلة. ولكن ذلك ليس كل شيء، فلا يملك مخرج أفلام الرعب Saw وInsidious الصبر الكافي ليقدم لنا فيلماً درامياً ويبني أفكاراً كبرى متصاعدة عن كيفية تعامل الإنسان مع الآلة.

هناك العديد من الأفكار الأخرى التي يقدمها الفيلم. وإن كنت من محبي الأكشن، فإن هذا الفيلم سيرضي رغباتك الدموية بلا شك. يحكي الفيلم قصة انتقام (غري) وبحثه عن العصابة التي قتلت زوجته وجعلته مشلولاً. يساعده في بحثه شخص يدعى (إيرون)، يمكن وصف شخصيته ودوره بذلك العالم المجنون الذي يجري تجارب مروعة، وهو كذلك بالفعل.

يقدم له (إيرون) فرصة عملية زرع رقاقة ذكاء اصطناعي يلبي الأوامر التي يرسلها دماغه إلى أطرافه المشلولة، مما سيمكنه من المشي والتحرك بسهولة فائقة بشرط ألا يفصح لأحد عن قدراته الجديدة حتى لا تصل الدولة إلى الرقاقة. لا يقوم (إيرون) بشرح تفاصيل هذه الرقاقة، بل يترك (غري) متفاجئاً بقدرة الذكاء الاصطناعي على التحدث معه، بصوت يشبيه صوت HAL من فيلم (أوديسا الفضاء).

سيساعد الذكاء الاصطناعي (غري) في البحث عن المجرمين، ولكن هل هذا كل شيء؟ هل سيكون الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان؟ أم أنه أذكى بآلاف المرات من البشر كي يعمل تحت إمرتهم؟

لن نستطيع الحديث أكثر عن الفيلم، بل سنتركك تكتشف بنفسك هذه الجوهرة الغير مطورة بالشكل الكافي بعد ولكنها كادت أن تصبح بمستوى أفلام عملاقة. كان التمثيل جيداً بما فيه الكفاية، أما الحبكات المتغيرة والمفاجئة فهي عنصر جذب لجمهور واسع من المتابعين. كان التصوير السينمائي أحد الإيجابيات المميزة في هذا الفيلم أيضاً. بالطبع، لا يخلو هذا العمل من بعض الهفوات أو المشاهد التي من الممكن تحسينها. لكنه عمل مبدع عموماً يستحق الكثير من التقدير.

التريلر:

المصدر

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة مؤخرا

error: Content is protected !!