تعداد الحيوانات المنوية في إنخفاض في المجتمعات الغربية حسب تقارير حديثة، و هذا يعني أن الحالة الصحية لدى الرجال في معاناة من ناحية التكاثر، فكيف يمكن تحسين هذه الحالة؟ ينصح بعض الباحثين على إتباع حمية صحية معززة بالمكسرات لكونها قد تساعد في الحل.
في عام 2017، عدد كبير من التقارير فى الصحة الإنجابية في الدول الغربية إكتشفت أن تركيز الحيوانات المنوية وعددها في حالة إنخفاض بشكل ثابت خلال 30 سنة الماضية.
وهذا يعني أن مستوى الخصوبة لدي الرجال في إنخفاض بمعدل مثير للقلق، و من المهم إيجاد حل لهذه المشكلة.
هناك بحث حديث تم من قبل فريق في وحدة التغذية البشرية من جامعة روفيرا اي فيرجل في مدينة ريوس، إسبانيا، تقترح أن ما يدخله الرجال في حميتهم الغذائية اليومية يؤثر بشكل كبير على جودة السائل المنوي لديهم.
كما نوه المحققين أن العوامل البيئية مثل الثلوث، التدخين، و ميولهم للاتجاه إلى الحميات ذو الطابع الغربي قد تكون سبب في أزمة الخصوبة للرجال.
المشروع الحديث كان يركز على تأثير تناول المكسرات على صحة الحيوان المنوي.
و تم عرض النتائج في المجتمع الأوروبي للتكاثر البشري وعلم الأجنة، في لقائهم السنوي في برشلونة إسبانيا من قبل الدكتور ألبرت سالاس هيتوس.
هل المزيد من المكسرات تعني المزيد من التحسن للحيوان المنوي؟
الدكتور ألبرت سالاس هيتوس و زملائه عملوا مع 119 من الذكور الصحيين، و كانت أعمارهم ما بين 18-35 من أجل هذه الدراسة، وتم تقسيم المتطوعين إلي قسمين بطريقة عشوائية.
و طلب من مجموعة إضافة نحو 60 غرام من المكسرات (البندق، اللوز، الجوز) إلي الحمية الغربية المعتادة. و بالنسبة للمجموعة التانية فطلب منهم إتباع حميتهم ذو الطابع الغربي المعتادة، من دون الإكتراث إلى المكسرات.
و للمقارنة، تم جمع عينات للدم و السائل المنوي لكل المشتركين في بداية و نهاية التجربة.
في نهاية التجربة لاحظ العلماء أن المشاركين في التجربة الذين اتبعوا الحمية المعززة بالمكسرات قد تحسنت جودة السائل المنوي لديهم بشكل كبير.
وبشكل مفصل أكثر، فإن هؤلاء المشاركين كان لديهم تعداد أكبر للسائل المنوي بنسبة 16%، و نسبة 4% حيوية أعلي للسائل المنوي (كمية خلايا الحيوانات المنوية الحية و الصحية الموجودة في السائل المنوي)، و 6% تحسن في القدرة على الحركة، 1% تحسن في التشكل للسائل المنوي (و هو الشكل و الحجم الصحي للخلايا).
و الأهم هو أن الرجال اللذين تناولوا حفنة من المكسرات المشكلة يومياً ظهر لديهم تهشم و تكسر أقل في الحمض النووي لسائلهم المنوي في نهاية التجربة، و هذا يعني أن السلامة الجينية محفوظة بشكل أفضل في عينات السائل المنوي لدي هؤلاء المشاركين.
عندما يكون الحمض النووي للسائل المنوي مكسر و متهشم كثيراً، فهذا يعني أن نسبة الخصوبة أقل، أو قد يعني أنه من المحتمل حدوث إجهاض.
و من هذه الإكتشافات، نوه الدكتور ألبرت سالاس هوريتس و زملائه «أنها تدعم دور مفيد للإستهلاك المزمن للمكسرات في جودة السائل المنوي.»
الحمية الصحية قد تساعد على الإدراك
وقد فسر العلماء هذه التحسينات قد يكون سببها المكسرات لكونها غنية بالمواد الغذائية المهمة، بما فيها البروتين، الفيتامينات، و الأوميغا-3.
ومع ذلك، فإن المحققين وضحوا أنه من الصعب القول أن المكسرات وحدها هي الحل في تحسن الخصوبة لدى الذكور.
يقول الدكتور ألبرت سالاس هيوتس: «ليس بوسعنا بعد قول ذلك، بناءاً فقط على هذه الدراسة. و لكن الأدلة تجمع على أن نمط الحياة الصحية يتغير مثلما أن إتباع نمط حمية صحية قد يساعد على التصور أو الإدراك – وبالطبع، فإن المكسرات هي مكون أساسي في الحمية ذو طابع منطقة البحر المتوسط.»
كما أنه وضح الباحثين أن الدراسة أجريت مع ذكور في مرحلة الشباب و في حالة صحية جيدة، و لذلك فإنه يجب تفادي تعميم هذه التجربة إلى أن تتم دراسات أخرى مع قطاع أكثر تنوع من الناس.
و أخيراً، فإن هذه الدراسة تم تمويلها من قبل مجلس الأكل الجاف و المكسرات العالمي، و لذلك فهي لم تقيم تأثير المأكولات و الأغذية الأخرى على الصحة الإنجابية للذكر.
[…] […]
[…] […]