قال فريق من الباحثين الصينيين إنهم طوروا طريقة تخفي الاتصالات العسكرية السرية في الأصوات المنبعثة من حيتان العنبر في محاولة لمساعدة الغواصات في البلاد على تجنب الكشف، حسب ما أفادت به صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” في هونج كونج.
باختصار، يمكن للباحثين تعديل وإدراج إشارات صوتية في أصوات الحيتان المسجلة، ثم بناء نظام ترميز حول هذه الإشارات لجعلها أكثر أمانًا.
في حين أن التكنولوجيا جديدة، فإن مفهوم إخفاء الرسائل السرية في صورة أكبر ليس كذلك. تم استخدام علم الإخفاء منذ العصور القديمة، على سبيل المثال عندما رسم دا فينشي رمزًا خفيًا في الموناليزا أو عندما أرسلت الجيوش البريطانية والأمريكية رسائل باستخدام الحبر غير المرئي أثناء الحرب الثورية.
في تطور أكثر حداثة، اتخذ قراصنة البرمجيات(hackers) تكتيك الحرب القديم عن طريق إخفاء الرموز الضارة في برمجيات حميدة.
في محيطات اليوم، تقوم أنظمة استطلاع الغواصة بالمسح المستمر ومسح المناطق تحت الماء لإشارات الغواصات، ولكنها في هذه العملية تقوم بتصفية أصوات حيتان العنبر وغيرها من الثدييات البحرية.
بما أن حيتان العنبر توجد في المحيطات حول العالم، فإن استخدام إشاراتها هو حصان طروادة المثالي. الحيتان المسننة (Odontocetes) مثل حيتان العنبر تستخدم تحديد الموقع بالصدى للمطاردة والصيد والانتقال في المناطق التي يصلها الضوء بالطريقة المماثلة التي تتبعها الخفافيش العمياء لرؤية العالم من حولهم.
ينبعث الصوت من جبهة حوت الميلون وينعكس عن الأشياء. تستخدم غواصات الملاحة التنقل الصوتي (SONAR) بنفس الطريقة، التي تنبعث منها موجات صوتية تنعكس عن الأشياء وتعود إلى السفينة للإشارة إلى المكان الذي يمكن أن يكون الهدف فيه.
وقال الباحث الرئيسي جيانغ جياجيا للجنة SCMP إن الغواصات يمكنها الحفاظ على نبضات الصوت والاتصالات الأخرى من رادارات العدو بإحدى الطريقتين.
ويمكنهم إما تغيير خصائص سمعية معينة تحولهم في الأساس إلى شفرة يصعب فكها أو إرسال إشارات أضعف يصعب التقاطها، فكلتا الاستراتيجيتين لها عيوبها.
أولاً، يمكن لتشفير الإشارات الصوتية أن ينصح أعداء الاستماع الذين يبحثون عن أصوات غير طبيعية. من ناحية أخرى، تصبح الإشارات الضعيفة أضعف عندما تنتقل لمسافات أطول، مما يخلق احتمال فقدان هدفها.
يقول جياجيا إن علم الإخفاء مفيد في التشفير وأساليب التمويه الأخرى لأنه ببساطة لا يجذب الانتباه. يمكن للتكنولوجيا التي تقوم بتشفير الرسائل أن تجعل الاتصالات تحت الماء أكثر أمانًا، بحيث أنه حتى إذا تم اكتشاف هذه الإشارات السرية، فمن الصعب كسرها وفهمها.
ومع ذلك، فإن تحديد الموقع بالصدى هو عملية بالغة الحساسية، وليس من الواضح كيف تؤثر هذه الأصوات المتغيرة على تجمعات الحيتان.
[…] […]