اليأس شعورٌ ربما كان أكثرَ تدميرًا من مواجهة الانهيار والفشل. عندما تحاولُ أن تنجزَ أهدافك، وتخفقُ في ذلك، فإنّك -ما دمتَ تملك الأمل والإيمان بأنّك في النهاية ستحقق أهدافك- ستستمرّ في المحاولة. عندما يصيبك اليأس، تكونُ في خطرٍ هو خطر الاستسلام عن أحلامك. فلنأخذْ نظرةً على هذا الشعور وماذا يمكن أن نفعل لنتغلّب عليه.
من أهمّ أسباب إخفاق الناس في تحقيق أهدافهم وجودُ العقبات. ولكنّك إذا فكّرت في الأمر مليًّا، فأيّ هدفٍ في الحياة ذلك الذي لا عقبات فيه؟ هل قيامُك من مجلسك وتناولك كأسًا من الماء صعبٌ عليك؟ طبعًا لا. فلذلك لا نعدُّهُ هدفًأ.
عندما تحاولُ أن تحقق شيئًا فيه احتمالٌ للفشل، فإنك تسعى لأمرٍ يستحقّ الاهتمام. ما دمتَ تعتقد أنّ الهدف في متناولك، سيكون لديك فرصة لإنجازه.
إن مشاعر اليأس تصيبك غالبا عندما تواجهُ الهزيمة وراء الهزيمة. بعد الإخفاق عدّة مرّات، يصبح سهلًا على المرء أن يعتقد أنه لا معنى للاستمرار. ما الفائدةُ إذا كنتَ ستنتهي إلى الفشل مرةً أخرى؟ يمكنك أن تقعد آسفًا على أحلامك الفاشلة، ويمكنك أن تقوم فتقول: “ثُمَّ ماذا؟”. ثُمّ ماذا إذا لم تحقق أهدافك في أوّل مئة مرّة تحاول فيها؟ إذا أردتَ أن تحقق أهدافك، فإنّ عليك أن تتبع منهج “لا أبرح حتى أبلغ”. إلى متى ستقوم وتحاول من جديد؟ إلى أن تصل وتحقق هدفك.
اليأس ليس إلا مرادفًا للاستسلام. إذا كنتَ تشعرُ أنّه لا شيءَ وراء الاستمرار، فلماذا تهتمّ؟ إنّ عليك أن تفهمَ أنّ كثيرًا من أعظم النجاحات في الأرض لم يكن إلا بعد الوقت الذي صار فيه الأملُ صعبًا جدًّا.
إنّه سهلٌ أن تشعرَ بالأمل عندما تبدأ باتّباع أحلامك أول مرة.
سيبقى سهلًا كذلك عندما تواجهك أوّل عقبتين، أو أوّل تحديين. إنّه يصعُب عندما تلقى العقبة العاشرة، أو الخامسة والعشرين، أو المئة. في ذلك الوقت: لا تيأس، لأنّك حينئذ تكون قريبًا جدا.
أن تكون آملًا يعني أن تكون مؤمنًا. والإيمان يعني أنّك تعرف أن الأشياء ستصبح جيّدة حتّى عندما لا تملك دليلا على هذا.
إذا كنتَ تعرف امرأً -حيًّا أو ميتًا- أنجزَ الأهداف التي تسعى إلى إنجازها، فيمكنك أن تقوّي به همّتك، وتدعم إيمانك أنّه ما دامَ قد أمكن لأحدهم، فسيمكن لك.
اليأس سهل. كلّنا يستطيع أن ييأس. إنّما يحقق أهدافهم في الحياة الذين يستمرّون، ويمنعون أنفسهم من فقدان الأمل.
اضافة تعليق