يدعي العرب أن لغتهم كنزٌ من المفردات والمصطلحات والعكوس والأضداد. ويدعى الإنجليز أيضاً كذلك. ونعلم جميعاً صعوبة تعلم لغاتٍ كاليابانية والكورية والصينية.
إذاً ما هي اللغة التي تحتوي على أكبر عددٍ من الكلمات؟
من غير المفاجئ أن يفاخر كل مرء بلغته الأم، لكن ما هي الطريقة الصحيحة والعلمية لنعرف أي اللغات تحوي كنزاً هائلاً من المفردات.
فإن أردت تعلم لغة ما، سيكون تعلم المفردات من الأمور الأساسية الواجب مراعاتها.
قبل البدء بتصنيف اللغات ومعرفة موقع اللغة العربية منها، علينا أن نطرح هذا السؤال: هل عدد الكلمات هو المقياس الوحيد؟
فلنأخذ مثلاً كلمة Run بالإنجليزية
إنها كلمة واحدة أليست كذلك؟ الجواب هو لا، تملك كلمة Run الإنجليزية 645 معنى مختلفاً. فهي تعني (جرى، شغل، شَغّل، حكم، طارد…) إن كانت فعلاً، إما إن كانت اسماً فهي تشير إلى مفردات عديدة أخرى (ركْض، مسار، طريق…). وإن أتت في صيغة الماضي فهي تعطي معانٍ مختلفة أيضاً. لقد بدأت الأمور تصبح معقدة أليس كذلك؟
تحوي العديد من لغات العالم (ومنها لغتنا) ألفاظاً متجانسة، فهي تدل على مجموعة من الكلمات المتشابهة لفظياً ولكن بمعانٍ مختلفة.
ما زلنا نتحدث عن الإنجليزية، فهي تحوي على العديد من الكلمات المأخوذة من لغات أخرى. ويعود السبب في ذلك إلى الأصول الهجينة للغة الإنجليزية وتأثرها على مر التاريخ بعائلات لغوية كالجرمانية (الألمانية والهولندية وغيرها…) والرومانسية (الإيطالية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والرومانية).
وكمثال آخر على صعوبة عد الكلمات، نقدم لكم اللغة الألمانية. فعدد الكلمات لا يهم طالما تستطيع تكوين عدد كبيرٍ جداً من الكلمات بمجرد إضافات بسيطة. بإمكانك مثلاً وصل كلمات مختلفة فينتج مصطلحٌ جديد قد لا نستطيع ترجمته إلى لغتنا.
ومثالنا هنا هو كلمة Brillenbrillanz، حيث تعني الكلمة الأولى Brillen (نظارة طبية)، أما Brillanz فتعني (تألق). أما إن جمعتهما معاً فينتج مصطلحٌ جديد يترجم إلى التالي: (الوضوح عند وضع نظارات طبية جديدة). ووفقاً لذلك، ربما تحوي اللغة الألمانية عدداً لا نهائياً من الكلمات!
أما اللغة التركية، فهي تملك أموراً ستفاجئك بأكثر من ذلك. حيث تعني كلمة واحدة –مؤلفة من 70 حرفاً –التالي: “لو كنت مكان هؤلاء الذين ننتقدهم قد تكون غير قادرٍ على فعل ما تتحدث عنه وتنصحهم به بسهولة ونجاح”.
أما اللغة الصينية، فتحتوي على آلاف الأحرف التي يُمكن اعتبار معظمها كلمات كاملة بالرغم من كونها حروفاً، كما يمكنك دمج حرفين أو أكثر لتحصل على كلمة. تخيل إذاً عدد الكلمات الناتجة.
وأخيراً، نستنتج من هذا كله أن حساب عددٍ الكلمات لا يُتم عشوائياً، بل عليك أخذ مجموعة من المقاييس والبارامترات في عين الاعتبار. فكما لاحظت سابقاً، تتميز اللغات عن بعضها وتختلف كثيراً فلا يمكنك تطبيق جميع المقاييس معاً.
اضافة تعليق