أصدر الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) أحدث ملخص له حول حالة الغلاف الحيوي المحيط بالأرض. وبالتأكيد ليس هناك حاجة لقراءة العناوين المحبطة لتعرف أن الوضع أصبح سيئاً.
بين عامي 1970 و2014، انخفضت أعداد الحيوانات الفقارية بنسبة بلغت 60%. أما حيوانات الماء العذب فقد تناقصت أعدادها بشكل أكبر، حيث وصلت النسبة إلى حوالي 83٪. وارتفعت نسبة النفايات البلاستيكية. كما ارتفعت نسبة إزالة الغابات. وأوصت المنظمة بوجوب أخذ إجراءات حاسمة.
حيث أوضحت في بيان لها:
«لقد حان الوقت كي يجتمع العالم لتقديم اتفاقية عالمية فعالة من أجل البيئة، كما حدث في باريس عام 2015.»
وبغض النظر عن الجدل القائم حول اتفاقية باريس المتعلقة بالتغير المناخي، فمن الواضح أن هناك حاجة إلى القيام باتفاقية مماثلة لتجنب هذه الكارثة البيئية.
ويقوم الصندوق العالمي للطبيعة كل عامين بإلقاء نظرة على الصحة العامة للنظام الإيكولوجي على كوكب الأرض، ومن ثم يقوم بإجراء تقييم مؤلفٍ من 6 مؤشرات يتعلق بالنظام البيئي العالمي.
وتتضمن المؤشرات التغييرات في حجم السكان وانقراض مساكن الكائنات ومخاطر الانقراض والتنوع البيولوجي والتوزع السكاني على سطح الكوكب ومدى تأثيرنا على البيئة.
وبغض النظر عن التقييمات في كل من هذه المجالات، فإن التقرير مليء بمعلومات محبطة عما يحدث على سطح كوكبنا.
فهل تعلم مثلاً أن أقل من 10% من مساحة الكوكب ستصبح خالية من الأثر البشري بحلول عام 2050؟ وأن 90% من الطيور البحرية تملك شظايا بلاستيكية في معدتها، بينما لم تتجاوز هذه النسبة حاجز الـ 5% عام 1960؟
إن هذه الأرقام محبطة للغاية، خصيصاً أننا نعتمد على التنوع البيولوجي كمصدر غذائي ودوائي وفي عزل الكربون (أي تخزينه لفترات طويلة). حيث يعود التنوع البيولوجي علينا بما يقدر سنوياً بنحو 125 تريليون دولار.
وبالرغم من ضخامة هذا الرقم، فهو لا يظهر فعلياً مدى التأثيرات الاقتصادية التي يتسبب بها انخفاض عدد السكان وتلاشي التنوع البيولوجي على المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
إن المتوسط العالمي لنسبة الخسائر في الحياة البرية يبلغ 60%. ولن تكون هذه الخسارة متساوية في جميع أنحاء الكوكب مما سيجعلها قضية سياسية تتماشى مع قضايا أخرى كالتجارة والهجرة. ففي المناطق المدارية مثلاً، أصبحت الأرقام محبطة للغاية، حيث عانت أمريكا الجنوبية والوسطى من انخفاض بنسبة 89 في المائة بين عامي 1970 و2014.
يصف أحد مؤشرات التقرير الحدود الكوكبية –أو المناطق الآمنة التي ترسم حدود العمليات الحيوية والتي يعتمد عليها البشر. من ضمنها أمورٌ مثل سلامة طبقة الأوزون وحموضة المحيطات ومستويات التلوث وتوافر المياه العذبة.
ولسوء حظنا، فـ 4 من هذه الحدود أصبحت في خطر حاد. وهي تغير المناخ وسلامة التنوع البيولوجي وتدفق العناصر الحيوية مثل النيتروجين والفوسفور والتغيرات في الأرض نفسها.
هذه هي الطبعة الثانية عشرة من تقرير الكوكب الحي الذي أنتجته WWF، حيث شارك فيه أكثر من 50 خبيراً من الأوساط الأكاديمية والسياسية والتطوير الدولي والمنظمات البيئية.
وبدأ العالم يولي اهتمامه مؤخراً تجاه قضية التغير المناخي، والتي أصبحت قضية ملحة في السياسة الدولية. أما الآن، فنحن بحاجة إلى نفس الزخم عندما يتعلق الأمر بالمحيط الحيوي.
ولدينا ما يشبه اتفاقية التغير المناخي والمسماة اتفاقية التنوع البيولوجي، وهي معاهدة صادقت عليها نحو 200 دولة بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي واستخدام موارد الكوكب بشكل عادل ومستدام.
إلا أن الاتفاقية بحد ذاتها ليست كافية، فنحن بحاجة إلى أهداف واضحة، بالإضافة إلى التعهد بالالتزام التام بهذه الأهداف.
حيث يوضح الصندوق العالمي للطبيعة:
«نحتاج إلى مجموعة من الإجراءات الجماعية بالإضافة إلى خارطة طريق للأهداف والمؤشرات والمقاييس لوقف هذه المشكلة البيئية.»
نتوقع أن تزداد الأمور سوءاً في تقرير عام 2020 قبل أن تتحسن في النهاية. ونأمل أن نكون مخطئين في ذلك.
اضافة تعليق