من الأمور المحورية التي يحتاجها الإنسان في حياته أن يتمكن من تحديد صدق مشاعر الأشخاص التي يتعامل معها، فهو يرغب أن يكون علاقات حميمية مع بعض الناس ويبتعد عن البعض الآخر. لذلك كان من الضروري أن يتمكن من التعرف على العلامات والإشارات التي يستخدمها الكاذب أو الذي يبطن مشاعر عكس التي يظهرها حتى يحصل على شيء ما. وبالرغم من حيوية هذه المهارة إلا أن القليل من الناس يمتلكونها.
يمتلك الناس معتقدات خاطئة عن المفاتيح التي يمكنهم استخدامها حتى يحددوا ما إذا كان الشخص يكذب أم لا. فالشخص العادي يعتمد على علامات مثل التصرفات العصبية لتحديد كذب الشخص من عدمه، ولكن الكاذبون لديهم علامات غير كلامية قليلة للغاية لكي نتمكن من خلالها معرفة الكذب.
وفي طريقة أخرى لمعرفة علامات الكذب وكشفها، حاول الباحثون اختبار الفرضية التي تعتمد على تعبيرات الوجه أثناء الكلام. فقاموا باختبار ابتسامات الأشخاص وسؤال غيرهم عن تحديد الكاذب من الصادق، فلاحظوا أن الأغلب لا يتمكن من تحديد ذلك؛ فإنك عندما تتعامل مع أحدهم تتوقع أن هذا الشخص سيعاملك باحترام وود لذلك تفترض أن الابتسامة صادقة.
ومما أدهش الباحثون أن تلك القدرة على كشف الكاذبين تزداد إذا كان الكاذب يزيف مشاعر سلبية، مثل الغضب والحزن، فهنا تزداد قدرتنا على كشف الأشخاص الكاذبين تزايدًا ملحوظًا. يعزي الباحثون ذلك إلى عدم قدرتنا على تزييف المشاعر السلبية بمهارة كما نزيف المشاعر الإيجابية، كما أن المشاعر السلبية تنتقل إلى الملاحظ، ومن المعروف أن الأحكام تزداد دقة عندما يكون الشخص في مزاج سيء، فذلك يساعد الملاحظ على كشف الكذب بسهولة أكبر.
كيف يمكن استخدام هذه النتائج لتساعدك في حكمك القادم؟
يظهر من هذه النتائج أننا نخدع بسهولة عندما نطرح السؤال الخاطيء، فنحن نسأل: هل هذا الشخص كاذب أم صادق؟ وفي الواقع فإننا مدعومون بعدد من المعتقدات المسبقة التي تشوش قدرتنا على الحكم كما ذكرنا. لذلك فبطرح السؤال الصحيح يمكننا معرفة الكاذب، بدلا من أن تسأل السؤال السابق عليك بسؤال: ما هي المشاعر التي تعتقد أن الشخص الذي أمامك يمر بها؟ وقارن إجابتك على هذا السؤال بالانطباع المبدئي الذي اتخذته عن هذا الشخص وحينها ستتعرف هل يختبر مشاعره حقًا أم يزيفها.
المصدر
اضافة تعليق