مع هذا الانفجار الحضاري لابد أن نكون على يقين مطلق بمقدرات العقل الهائلة التي من خلالها ننقل الأفكار إلى أرض الواقع لتصبح مبانٍ جميلة و مشاريع ضخمة في مجالات جمة، إلا أن العقل يميل في بعض الأحيان للالتصاق بمعتقدات خاطئة تجعل نظرته محدودة بشكل يتنافى مع مقدراته. فيما يلي أخطاء يرتكبها دماغنا:
1- وهم التكرار:
هل اشتريت سيارة و شعرت أن الجميع يملك منها؟ هل قصصتي شعرك ولاحظتي نفس القصة على العديد من النساء؟ الحقيقة أن هذه الأمور موجودة منذ البداية إلا أن انتباهنا لها أصبح انتقائيا و ذلك بعد قيامنا بها أو سماعنا عنها.
2- التناقض في مسألة الخيار:
يفضل الناس وجود عدد خيارات قليل مما يسهل عليهم الاختيار بسرعة, و الغريب أنه كلما زادت الخيارات لدينا كلما قلت قدرتنا على الاختيار.
3- التأكيد على معتقداتي يؤكد صحة خياري:
فنحن نميل لاختيار الأمور التي نعتقد أنها صحيحة و عند التأكيد عليها نصبح على يقين من صحتها، إلا أنه ثمة حقائق أخرى لا تدخل في مسألة التأكيد لأننا نرفضها سلفاً باعتبارها خارج معتقداتنا فنصبح بذلك غير موضوعيين.
4- تأثير التركيز:
يقول علماء النفس بأن تجاربنا السابقة بخصوص أي أمر تجعلنا نحسم قراراتنا بشأنه في حال مصادفته لاحقا، فالحكم جاهز لدينا مسبقا بالاعتماد على معلوماتنا السابقة فنهمل أية معلومات أخرى بشكل غير واعٍ.
5- تأثير بيجماليون-Pygmalion Effect:
و يدرس هذا التأثير وجود الرابط بين توقعاتنا من أداء الآخرين و انعكاس ذلك على أدائهم الفعلي، فإذا كنت رب عمل و تريد تحفيز الموظفين لديك، لا تتوقع الفشل, ولا تذكر مفردات محبطة أمامهم لتنعم بنتيجة مُرضية.
6- التفكير الجماعي:
المنطق يقول أن القرارات أفضل عند وجود عدة أشخاص يناقشون المسألة ذاتها، إلا أننا نتساءل عن وجود قرارات خاطئة بالرغم من وجود مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يفكرون بتلك القرارات, و السبب هو الخوف من طرح الأفكار تجنباً للخلافات و الصدامات.
7-وهم ’’جسم السبَّاح‘‘:
هل تحصل على جسم السباح بالتمرين أم أن السباح يولد بجسد ملائم للسباحة و يحافظ عليه بالتمرين؟ سأوضح الصورة بمثال آخر، هل الجامعات الأعلى تقييما جيدة لأنها تقدم تعليم جيد؟ أم لأنها تختار النخبة من الطلاب؟
8- رؤية أشكال في أشياء عادية:
هل سبق و تخيلت وجها في الغيوم أو في فاكهة أو أي مكان آخر؟ تقوم منطقة الفص الصدغي في دماغك بمساعدك على التعرف على الأشكال و الوجوه فتوهمك برؤية هذه الأمور.
9- شرط التشغيل:
مثلا نحن مبرمجون على أن ضغط زر المصعد سيؤدي لوصوله إلى طابقنا و عند عدم حصول ذلك سندخل في نوبة هيستيرية قصيرة بالضغط المتكرر على نفس الزر حتى تحصل نتيجة متوقعة و مألوفة لدينا، و الأمر ذاته ينطبق على أجهزة التحكم بالتلفاز و غيرها.
10- الانحياز نحو الذات في التقييم:
فمثلاً عند النجاح سنربط الأمر بمقدراتنا و كفاءتنا أما عند الفشل سنسرع بإسقاط الأمر على عوامل خارجية و قد نبدأ بلوم الآخرين.
المصدر
اضافة تعليق