ربما كنت تعتقد كما الكثير منّا بأنّ الحدود بين الدول قد لا تكون عبارة عن خطوط مرئية أو مرسومة، ولكنها على الرغم من ذلك تكون واضحة وسهلة الفهم، بحيث إن كنت تقف على هذا الجانب فأنت في هذه الدولة، وإن عبرت للجانب الآخر فأنت في الدولة الأخرى، ومع ذلك هذه القائمة تضم خمسة حدود لسبب أو لآخر الأمر فيها ليس بتلك البساطة.
1- التداخل الحدودي بين الهند وبنغلاديش: ربما لا يكون النزاع الحدودي بين هاتين الدولتين هو الأشهر في العقود الماضية، ولكنه ربما الأغرب أو الأكثر إرباكًا من نوعه، تخيّل معي؛ مقاطعة هندية (جيب) تقع ضمن أراضي بنغلاديش، وفي داخل هذه المقاطعة الهندية يوجد مناطق تعود لبنغلاديش، وداخل هذه الأخيرة يوجد أيضًا مناطق تعود للهند، وبالرغم من كل هذا التعقيد، تم التوصل إلى اتفاقية بين الدولتين في عام 2011 تنص على التخلّص من كل هذه الجيوب، ورسم خط حدود واضح بين الدولتين مع السماح للمواطنين في كل مقاطعة باختيار الجنسية التي يرغبون.
2- التداخل الحدودي بين هولندا وبلجيكا: ربما قد تكون سمعت أو شاهدت صورًا لقرية بارل Baarle التي تمتد عبرها حرفيًا الحدود بين هولندا وبلجيكا، أي أنّ الخط الحدودي قد يمر عبر الممتلكات من المطاعم والأبنية وحتى البيوت، بحيث يمكن لشخصين أن يكونا جالسين على طاولة وكلٌّ منهما في دولة مختلفة، أو أن يكون جزء من البيت في الدولة والجزء المتبقي في الدولة الأخرى، فهذه القرية التي تقع عمليًا في هولندا تحتوي على 22 قطعة أرضية تابعة لبلجيكا وهذا الأراضي تحتوي بدورها على 7 قطع أرضية تعود لهولندا، وهذا التداخل ربما يعود لمئات السنين عندما تقاسمت العائلات النبيلة الأراضي فيما بينها.
3- البلدة الأمريكية التي تقع فعليًا في كندا: بلدة نورثويست أنجل Northwest Angle تابعة لولاية مينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لا يمكن الدخول إليها إلا عن طريق كندا، وذلك لأنّ الخرائط التي تم استخدامها خلال اتفاقية باريس عام 1783 والتي حددت الحدود وأي الأراضي تعود للولايات وأي منها لكندا البريطانية لم تكن صحيحة تمامًا.
4- جزيرتا ديوميد تفصلان بين القارات ويفصل بينهما التاريخ: تقع جزيرتا ديوميد الكبيرة والصغيرة اللتان تبعدان عن بعضهما بنحو 2.5 ميل في مضيق بيرينغ الذي يفصل بين قارتي آسيا وأمريكا الشمالية، ولا تشكل المسافة بين هاتين الجزيرتين الحدود الدولية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية فحسب، وإنما خط التاريخ الدولي أيضًا، وهو الخط الذي يبدأ عنده اليوم وينتهي إليه ويلزم على المسافر الذي يعبره بتعديل الوقت 24 ساعة أو يوم كامل.
5- الأرض التي لا يرغب بها أي أحد: عندما سيطرت الامبراطورية البريطانية على مصر والسودان في الماضي عام 1899، وضعت خريطة صغيرة ترسم الحدود بين البلدين، ولكن بعد ذلك بثلاث سنوات جاء بعض البريطانيون ووضعوا خرائط أخرى مشابهة للخرائط السابقة ولكن ليس تمامًا، ففي خرائط عام 1902 أصبحت أراضي مثلث حلايب الخصبة تابعة للسودان بدلًا من مصر بينما نسبت منطقة بئر الطويل الصحراوية لمصر، ومنذ ذلك الوقت يتنازع كل من مصر التي تصر على أنّ خرائط عام 1899 هي الحقيقية والسودان التي تقول بأنّ خرائط عام 1902 هي الأكثر دقة، وكلاهما –بالطبع- يرغبون بمنطقة مثلث حلايب بينما يرفضون أخذ منطقة بئر الطويل بغية الحصول على الأولى.
اضافة تعليق