10 من أفضل علماء العرب في العصر الذهبيّ

10 من أفضل علماء العرب في العصر الذهبيّ. عندما يُسئل الناس عن أشهر العلماء على مرّ الزمن، يذكر معظمهم أسماء مثل آينشتاين وداروين وغاليليو أو نيوتن. لكنّ القليل منهم سيذكر كيف يُدين أولئك العلماء الأوروبيين لمَن سلَفهم من علماء العرب الذين قدّموا القسط الوفير من المعرفة حينما كانت أوروبا تعاني من انحطاطها الثقافيّ في العصور المظلمة الممتدة من القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر للميلاد.

غالبًا ما يتمّ التغاضي عن هذا الانتقال في جذوة العلم بسبب الحملات الصليبيّة ربّما، أو كما وصف إحسان مسعود في كتابه –العلم والإسلام- أن “من المحتمل أيضًا، أن قام العديد من العلماء في عصر النهضة بطمس هويّتهم التي تربطهم بالإسلام لأسباب سياسيّة ودينيّة مختلفة.”

1- حسن ابن الهيثم، العراق (965 – 1040)

يُعتبر ابن الهيثم أحد مؤسسي علم البصريّات الحديث. اعتقد كلّ من أرسطو وبطليموس أن النور يشع من العين لإضاءة الأشياء أو أن الضوء يصدر من الأشياء ذاتها.

لكنّ ابن الهيثم اقترح أن الضوء يصل إلى العين عبر أشعّة تنعكس من مصادر مختلفة على شيء من الأشياء. على الرغم من عبقريته، انتهت مسيرة ابن الهيثم العلميّة فورًا بعد أن قام بتهوّر بإعطاء وعد لحاكم القاهرة فحواه أن باستطاعته إيقاف فيضان نهر النيل عن طريق بناء سد في مدينة أسوان.

لم يستطع لذلك سبيلاً، فقام بادّعاء الجّنون لكي يتجنب العقوبة. مما يدعو للسخرية، أنه قد تم تطبيق خطته تلك بعد مرور مئات من الأعوام، وفي الموقع الذي اقترحه إيّاه، في وقت توصّلت فيه مقدرات البشر الهندسية من إتمام العمل على الصورة الكافية.

2- عمر الخيّام، إيران (1048 – 1131)

أحد علماء العرب. توصّل الخيّام لحساب طول السنة الضوئية وقدّرها لتعادل عشرة فواصل عشريّة، لكنّه جاء متأخرًا بجزء من الثانية مقارنةً بحسابات يومنا هذا. استخدم حساباته تلك في تأليفه لتقويم أكثر دقّة من التقويم الغريغوريّ الذي صدر بعده بخمسمئة عام. تخوّله مهاراته التواصليّة وشغفه للعلم ليكون من روّاد الدّعاة العلمانيين، ويُحكى أنّه قد أقنع أحد علماء المتصوّفة بأن الأرض تدور حول محورها.

3- البتّاني، تركيّا (858 – 929)

على الرّغم من تأسيسه كفرضيّة لأول مرّة في بلاد الإغريق، طوّر البتّاني علم حساب المثلثات بوصفه فرع مستقلّ عن الرياضيات، بتطويره علاقات ومعادلات مثل tanø=sinø/cosø. كان شغفه ودافعه وراء العلم هو أن يحدد ’القبلة‘ من أيّ مكان في العالم، وهو أمر سيساعد الإسلام في طقوس الدفن والصلاة، والتي تتطلب من القائمين بها أن يتوجّهوا صوب مكّة المكرّمة.

4- الرّازي، إيران (865 – 920)

أحد علماء العرب عرّف الرّازي الحُمّى كونها آليّة دفاع يستخدمها الجّسم في مواجهة الأمراض، وكان أوّل من وصف أعراض مرض الحصبة والجدريّ. قد تحدّى أيضًا نظريّة ’النّزيف‘ الطبيّة المقبولة آنئذ، وهي آلية شفاء كانت شائعة في ذلك الحين.

لشرح منهجيّة تجريبيّة خُطّط لها بدقّة، يتمّ فصل المرضى المصابون بالتهاب السّحايا بشكل عشوائيّ إلى مجموعتين، حيث يتمّ ضمن إحدى المجموعات ممارسة آلية النزيف، بعكس المجموعة الأخرى. وعلى الرغم من محاولاته في دحض تلك النظريّة، أظهرت المجموعة التي تمّ فيها تطبيق تلك الآلية نتائج أفضل من المجموعة الأخرى.

5- الزهراوي، قرطبة (936 – 1013)

يُعد الزهراوي أحد مؤسسي الجراحة الحديثة. فكان استخدام الأمعاء الحيوانيّة في الخياطة الجراحيّة وليد فكره، وهي ألياف لا تستحثّ مناعة مضادّة وتتميّز في أنها تتحلّل بشكل طبيعيّ، مما لا يستوجب القيام بعمليّة جراحيّة أخرى، وهذه آلية لا تزال تُستخدم إلى يومنا هذا في بعض البلدان. يُعزى الفضل أيضًا للزهراويّ في ابتكاره العديد من الأدوات الطبيّة، منها الملقط الذي يُساعد في الولادات المهبليّة.

6- نصير الدين الطّوسي، العراق (1201 – 1274)

أحد علماء العرب كتب الطّوسيّ -الخازن في علم الفلك- وهو جدول دقيق بشكل باهر لحركة الفلك، والذي أبدل الأنموذج الفلكي الذي وضعه العالم الروميّ بطليموس عن طريق عرضه للحركة الدائرية المستوية لدى جميع الكواكب ضمن مداراتها.

اقتبس بعض العلماء مثل كوبرنيكوس الكثير من أعمال الطوسيّ وتلامذته في بحوثه، دون أيّ عرفان، كما عبّر مسعود. فالتعديلات التي أقيمت على النظام الذي وضعه بطليموس مهّدت الطريق أمام الفكرة الثوريّة في أن الأرض تدور حول الشمس.

7- ابن سينا، أوزباكستان (980 – 1037)

ساهم ابن سينا في العديد من الاكتشافات في مجالات الفيزياء وعلم البصريات والفلسفة والطب. كتب –قانون الطب- وهو كتاب درسته التلامذة من الأطباء في أوروبا حتى القرن السابع عشر. لذلك يعد واحد من أهم العلماء في عصره
وقد تعرّف إلى أن الخلايا العصبيّة هي المسؤولة عن نقل إشارات الألم، وملاحظاته الدقيقة في ناقلات الأمراض، من بينها التراب والهواء واللمس والجنس، أثّرت على الاتجاه الذي يسلكه الطب في المستقبل.

8- ابن النفيس، سوريا (1213 – 1288)

أحد علماء العرب البًا ما يتمّ وصف هذا العالم بأنه مؤسس فيزيولوجيا الدورة الدموية، وصف ابن النفيس آلية التهوية الرئوية، حيث أن الدم يدخل إلى القلب من الأذين الأيمن ليخرج من بطينه الأيمن، ليصل إلى الرئة حيث يتم مدّه بالأكسجين، ومن ثمّ يعود ليدخل القلب عن طريق الأذين الأيسر ليكمل مسيرته عبر الجسم. قبل ذلك، كان من السّائد الاعتقاد بأن الدم يدخل ببساطة عبر الفوهات بين حجرات القلب دون أن يمرّ خلال الرئتين.

9- جابر ابن حيّان، إيران (721 – 815)

كان ابن حيّان خيميائيًا، والذي قام، في مسعاه ليصنع الذهب من معادن أُخرى، باكتشاف أحماض قويّة مثل الأحماض الكبريتيّة والهيدروكلوريكيّة والنتريكيّة. وكان أول شخص يتعرّف إلى المادة الوحيدة التي تُذيب الذهب، الماء الملكيّ، وهو خليط بخاريّ من الأحماض النتريكيّة والهيدروكلوريكيّة.

ولكيّ يتحكّم بالوحش الذي خلقه، ابتكر جابر القلويّات التي ثبّطت نظيرها الحمضيّ. هناك جدل حيال المسألة في أن ابن حيّان كان أول من استعمل أو وصف عمليّة التقطير، لكنه دون شك أول من استخدم هذه الآلية ضمن مخبره باستخدام العبوات الإنبيق الشهيرة.

10- الخوارزمي، إيران (780 – 850)

هل يمكنك تخيّل محاولة ضرب أو قسمة رقمين على ورق إن كانا مكتوبين بالأرقام الرومانيّة؟ الفضل يعود للخوارزميّ في عدم اضطرارك للقيام بذلك. فقد قام بإنتاج دليل مفهوم للنظام العدديّ، والذي استعارها من النظام البراهميّ في الهند، باستخدامه 10 أرقام فحسب، والتي تُدعى بالأرقام العربيّة بالخطأ.

استخدم الخوارزمي أيضًا كلمة ’الجبر‘ في وصفه للعمليات الرياضية التي قدّمها، مثل حلّ المعادلات التي تدخل في سياق حياتنا اليوميّة. يقول مسعود في كتابه: “المثير للاهتمام هو أن الجّبر تطوّر بسبب الحاجة لحلّ مشكلة دينيّة: نظام الإسلام المعقّد في تقسيم التّركة.”

المصدر

9 حقائق مثيرة للاهتمام معظم الناس لا يعرفونها عن الكارما