10 أسباب أن الحياة قد تكون محاكاة حاسوبية. منذ آلاف السنين، تكهن الفلاسفة بأن ما نراه قد لا يكون حقيقيًا على الإطلاق. ومنذ ظهور أجهزة الكمبيوتر ، أخذت الفكرة منحنيات جديدة، وخاصة مع ظهور أفلام مثل دارك سيتي Dark City والماتريكس Matrix في السنوات الأخيرة. هل من الممكن أن يكون العالم مجرد محاكاة كمبيوتر؟ نقدم لك بعض النظريات التي تناقش إمكانية أن الحياة قد تكون محاكاة حاسوبية.
1- محاكاة الأسلاف:
تعالج أجهزة الكمبيوتر الآن كميات هائلة من البيانات، وتشمل بعض المهام الأكثر كثافة وهي المحاكاة. تتكيف المحاكاة مع التغيرات وتستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليلها ودراسة النتائج. بعض المحاكاة هي الألعاب، وبعضها نماذج لحالات الحياة الحقيقية، مثل انتشار الأمراض. بعضها عبارة عن محاكاة التاريخ، والتي يمكن أن تكون ألعابًا أو يمكن أن تحاكي تطور الحياة الواقعية للمجتمع مع مرور الوقت.
هذه هي الطريقة التي تعمل بها المحاكاة الآن، لكن تستمر أجهزة الكمبيوتر بالتطور مع مرور الوقت. وسيتطور معها نظام المحاكاة. إذا أصبحت أجهزة الكمبيوتر قوية بما فيه الكفاية، فإنها ستخلق محاكاة حقيقية للتاريخ بحيث لن تدرك الكائنات في داخلها أنهم داخل برنامج. أتظن أن هذا بعيد جدًا؟ يمكن لحاسوب الأوديسي العملاق في جامعة هارفارد أن يحاكي 14 مليار سنة في غضون بضعة أشهر فقط.
2- إذا استطاع شخص ما، سوف يفعلها:
حسنًا، قد يكون من الممكن إنشاء كون داخل الكمبيوتر. لكن هل سيكون ذلك أخلاقيا؟ البشر هم كائنات معقدة مع مشاعر وعلاقات. هل سيكون من الخطأ إنشاء عالم مزيف تمامًا؟ ألا تقع المسؤولية عن كل عمل في هذا الكون على عاتقنا؟ لكن هذا لا يهم، لأن الفكرة بحد ذاتها ستكون مغرية للغاية لبعض الناس. سيتطلب الأمر مجرد شخص واحد لفعل ذلك، والذي قد يعتبر أن المسألة ليست أكثر أهمية من لعبة ذا سيمز The Sims.
قد يكون لدى الأشخاص أيضًا أسبابًا وجيهة لإنشاء مثل هذه المحاكيات، حتى لو كانت مختلفة عن الترفيه فقط. قد تواجه البشرية الموت، مما يجبر العلماء على خلق عالمنا كاختبار تشخيصي شامل. سوف تساعدهم المحاكاة في العثور على الخطأ في عالمهم الحقيقي ومعرفة كيفية إنقاذه.
3- عيوب مرئية:
إذا كانت المحاكاة متقدمة بما فيه الكفاية، لن يدرك من في داخلها أنها محاكاة على الإطلاق. ولكن حتى المحاكاة المتقدمة يمكن أن يكون بها عيوب، أليس كذلك؟ ألن نلاحظ بعض تلك العيوب، بعض “الخلل في الماتريكس”؟ ربما نرى مثل هذه الأخطاء في حياتنا اليومية. قدم الماتريكس مثال الديجا فو déjà vu – عندما يبدو شيء ما أو موقف ما مألوفًا لنا وكأننا رأيناه من قبل.
العناصر الخارقة للطبيعة، مثل الأشباح أو المعجزات، يمكن أن تحدث أيضًا بسبب الخلل. ووفقًا لنظرية المحاكاة، يشاهد الأشخاص هذه الظواهر بالفعل وذلك بسبب الأخطاء في شفرة المحاكاة. يقدم الإنترنت الكثير من الأدلة القصصية عن هذه الأخطاء. ابق عقلك وعينيك مفتوحين، وربما سترى بعضها بنفسك.
4- الرياضيات تصنع الحياة:
كل شيء في الكون قابل للقياس بطريقة ما، ويتم حل جميع أسرار الكون باستخدام الرياضيات. في الواقع، يمكننا أن نفسر الكون بشكل أفضل باستخدام الرياضيات أكثر من الكلمات.
إذا كان كل شيء رياضيًا، يمكن تقسيم كل شيء إلى رموز ثنائية. إذن، إذا كانت أجهزة الكمبيوتر وبياناتها تتقدم بدرجة كافية، فهل يمكن إنشاء كائن بشري وظيفي باستخدام تسلسل الجينوم داخل الكمبيوتر؟ وإذا كان بإمكانك بناء كائن واحد، فهل ستنبي له عالمًا كاملاً؟
يعتقد العلماء أن شخصًا ما قد فعل ذلك بالفعل وخلق عالمنا. ولتحديد ما إذا كنا نعيش في محاكاة، يجري الباحثون تحقيقات جدية – من خلال دراسة الرياضيات التي تشكل عالمنا.
5- المبدأ الإنساني:
من المدهش أن البشر موجودون. كنا بحاجة إلى الظروف المناسبة حتى تبدأ الحياة على الأرض. نحن على بعد مسافة مثالية من الشمس، وقوى الجاذبية مناسبة. إذا كانت بعض العوامل الكونية مثل المادة المعتمة أقوى قليلاً، ربما لن تكون الحياة التي نعرفها موجودة، سواء هنا أو في أي مكان آخر في الكون. يسأل المبدأ الإنساني، “لماذا؟ لماذا كانت هذه الظروف مثالية بالنسبة لنا؟”
أحد التفسيرات هو أن هذه الظروف تم وضعها عمدا بنية توفير الحياة لنا. كل عامل مريح كان شرطًا ثابتًا في بعض التجارب المعملية الواسعة، هذا يسمح للوجود وكوكبنا بالتطور بالطريقة التي يتواجد بها.
ونتيجة لذلك، ليس من الضروري أن يكون من يقف وراء المحاكاة بشر على الإطلاق. قد تكون بعض الكائنات الأخرى، وربما اختاروا إخفاء وجودهم عنا. ربما يعرف أولئك الغريبون كيف يتلاعبون ببرنامج الكمبيوتر وجعل نفسهم غير مرئيين.
6- الكون الموازي:
تفرض نظرية العوالم المتوازية أو الأكوان المتعددة عددا لا حصر له من الحقائق مع عدد لا حصر له من الاحتمالات داخلها. تخيل مبنى سكني بعدة طوابق. تشبه العوالم المرتبطة بالأكوان المتعددة هذه الطوابق إلى حد كبير – فهي تشترك في تخطيط مشترك، ولكن يتميز كل منها عن الآخر، ويحتوي على أشياء مختلفة.
يقول جورج لويس بورخيس Jorge Luis Borges أن الكون المتعدد يشبه المكتبة. يوجد داخل هذه المكتبة عدد لا نهائي من الكتب. قد يختلف كتابين منهم عن بعضهما بمجرد حرف، في حين قد يتضمن البعض الآخر قصص مختلفة تمامًا.
لكن إذا كانت هناك حقًا أكوان متعددة، فلماذا وجدو؟ وكيف يكون هناك الكثير منهم؟
إذا كنا في حالة محاكاة، فإن الأكوان المتعددة هم عبارة عن عمليات محاكاة متعددة تعمل في وقت واحد. تحمل كل محاكاة مجموعة من المتغيرات الخاصة بها، وهذا ليس عشوائيًا. يقوم منشئ المحاكاة بتوصيل متغيرات مختلفة لاختبار سيناريوهات مختلفة ومراقبة النتائج المختلفة.
7- مفارقة فيرمي أو متناقضة فيرمي:
كوكبنا هو أحد الكواكب التي تملك الظروف المناسبة لدعم الحياة، وتعتبر شمسنا صغيرة جدا بالمقارنة مع باقي النجوم في الكون. بالتالي يوجد توقعات بوجود الحياة في مكان آخر.
وعلاوة على ذلك، سافر البشر إلى الفضاء، لذلك ألا ينبغي أن تكون الحضارات التي في أماكن أخرى أيضا قد حاولت السفر عبر الفضاء؟
مع وجود بلايين المجرات الأخرى، وبعضها أكبر بملايين السنين من مجرتنا، ألم تتقن واحدة منهم على الأقل السفر إلى الفضاء؟ ومع ذلك لم نجد أي أثر لأي شكل آخر من أشكال الحياة الذكية في الكون.
يمكن تلخيص مفارقة فرمي ببساطة إلى سؤال واحد “أين الجميع؟” وهذا يرجع إلى نظرية المحاكاة في عدة طرق مختلفة. إذا كان يجب أن توجد الحياة في مكان آخر ولكنها موجودة فقط على الأرض، فقد يكون ذلك دليلاً على أننا في محاكاة. اختار أولئك الذين يقفون وراء المحاكاة أن يحصروا محاكاة الحياة في كوكبنا فقط، ربما من أجل البساطة، أو لرؤية كيف يعيش البشر بمفردهم.
8- نظرية الإله المصمم:
آمن الناس منذ أمد طويل بفكرة الإله كمصمم وخالق للعالم. لكن نظرية المحاكاة تقول أن هذا الإله قد يكون بدلاً من ذلك مبرمجًا يجلس وراء لوحة مفاتيح.
والسؤال الوحيد إذن هو ما الذي يدفع المبرمج ليزرع فينا الرغبة في عبادة الخالق، وهو جزء أساسي من معظم الأديان. ربما أراد المبرمج أن نعلم أنه موجود، وكتب رمزًا لإعطائنا شعورًا فطريًا بذلك. ربما لم يقصد المبرمج شيئًا من هذا القبيل، ولكننا كنا نميل إلى فكرة وجود الخالق.
حتى فكرة الإله كمبرمج تتوافق مع فكرة التصميم الذكي بطريقتين مختلفتين. الأولى هي أن الحياة بدأت بشيفرة، وتركت كل شيء يتطور داخل جهاز محاكاة إلى ما نحن فيه اليوم. والثانية أنه قد يجعل من الخلق الحرفي صحيحًا تمامًا – تمامًا كما تقول الأديان السماوية، خلق الله العالم والحياة في سبعة أيام، ولكنه كان يستخدم الكمبيوتر بدلاً من القوى الكونية وفقًا لهذه النظرية.
9- خارج الكون:
ما هو خارج عالمنا؟ تقترح نظرية المحاكاة أن الجواب هو حاسوب عملاق محاط بالكائنات المتقدمة — لكن توجد نظرية أكثر جنونًا. قد تكون الكائنات التي تدير هذه المحاكاة مزيفة مثلنا. قد يكون هناك طبقات متعددة من المحاكاة.
وكما يقترح فيلسوف في جامعة أكسفورد، نيوك بوستروم Nick Bostrom ، فإن “ما بعد البشر الذين يديرون محاكاتنا هم أنفسهم كائنات محاكية. في المقابل، قد يكون مبدعوها أيضًا كائنات محاكية. قد تكون هناك مساحة لعدد كبير من مستويات الواقع، وقد يتزايد العدد بمرور الوقت.”
الأمر كأنك تلعب ذا سيمز إلى أن تقوم شخصيات اللعبة بصنع لعبة ذا سيمز الخاصة بهم، ليقوموا بدورهم، بصنع لعبة خاصة بهم أيضًا، وهكذا، بينما تكون أنت سراً جزءاً من محاكاة أكبر. هذا يجعلنا نتساءل: ماذا يوجد خارج الكون “الحقيقي” لمنشئ المحتوى؟ إنها فكرة بعيدة عن حياتنا لدرجة أنه من المستحيل التكهن بها. ولكن إذا كان من الممكن أن توضح نظرية المحاكاة حجم الكون المحدود على الأقل وملاحظة ما هو موجود خارجها على الفور. ستكون بداية جيدة في تحديد طبيعة الوجود.
10- الناس الوهميين يجعلون من المحاكاة سهلة:
حتى لو أصبحت أجهزة الكمبيوتر أكثر قوة، يبقى الكون معقدًا جدًا ليتناسب معها. حيث سيكون من الصعب للكمبيوتر معالجة تعقيدات كل شخص من بين السبعة مليار شخص على قيد الحياة حاليًا. بالإضافة لأننا مجرد جزء صغير في كون واسع، يحتوي على مليارات المجرات إلى جانب مجرتنا.
لكن ليس من الضروري أن يكون عالم المحاكاة بذلك التعقيد. سوف تحتاج المحاكاة المقنعة إلى بعض الشخصيات الرئيسية ثم العديد من اللاعبين الثانويين. فكر في ألعاب مثل سلسلة جراند ثفت أوتو Grand Theft Auto، إنها تحتوي على مئات الأشخاص، لكنك لا تتفاعل إلا مع عدد قليل منهم.
قد يتشابه ذلك مع الحياة بشكل كبير – لديك نفسك، ولديك عائلتك المقربة وأصدقائك، ولكن قد لا يكون كل شخص تراه في الشارع حقيقي. يمكن أن يعمل الواقع بنفس الطريقة.
يمكن أن يتم تخزين المناطق الخارجة عن الأنظار في الذاكرة ولن يتم عرضها إلا عند الحاجة، مما يوفر كميات هائلة من طاقة المعالجة. وماذا عن المناطق البعيدة التي لن تزورها، مثل كل تلك المجرات الأخرى؟ لا تحتاج المحاكاة إلى تشغيل هذه المناطق على الإطلاق.
ليس لديك أي دليل على وجودك، نعتقد أن الماضي قد حدث لأن لدينا ذكريات، وبسبب السجلات مثل الصور والكتب. ولكن ماذا لو كان كل ذلك مجرد رمز كُتب حديثًا؟ ماذا لو تم تشغيل حياتك في المرة الأخيرة التي رفت عيناك فيها؟ الشيء المزعج هو أنه من المستحيل إثبات ذلك أو دحضه.
اقرأ أيضًا:
أفضل الأفلام المقتبسة من كتب على الإطلاق
اضافة تعليق