ما الرابط بين العلاقة الناجحة والإشباع الجنسي؟ من قال أن الرجال ليسو في حاجة للعناق فهو مخطئ، إذ وجدت الباحثون في دراسة للأزواج في العلاقات طويلة الأمد، أن الرجال يقدرون العناق والمداعبة بصفتها مكونًا هامًا لسعادة علاقتهم أكثر مما تقدره المرأة. تقول جوليا هيمان؛ الباحثة والمديرة في مؤسسة كينسي لأبحاث الجنس والإنجاب وبرفسورة في جامعة إنديانا، أنه بالنسبة للمرأة، يشكل الأداء الجنسي مؤشرًا على سعادة العلاقة.
تضمنت الدراسة حوالي 200 رجل تتراوح أعمارهم بين الأربعين والسبعين عامًا وشركاءهم من الجنس الآخر، وكانوا من خمس دول مختلفة وهي الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، وألمانيا، وإسبانيا، واليابان. وكانت الاكتشافات بخصوص الاختلافات الجنسية بين ما يساهم في سعادة كل جنس مفاجأة، إذ تقول جوليا «في العلاقات طويلة الأمد، لم نكن نتوقع اختلافات كبيرة بين الرجل والمرأة، لكنها كانت موجودة، إذ تبين أن المرأة أبدت إشباعًا جنسيًا أكبر من الرجل، وأن الرجال أبدوا سعادة بعلاقتهم بصورة أكبر من المرأة، ما أبدى تناقضًا عن المعتاد.».
أجاب الأزواج عن استبيانات منفصلة تتعلق بسعادة علاقتهم ورضاهم الجنسي، وكان معظم الازواج متزوجون، وامتلك 90% منهم أطفالًا، وكان الوسيط لأعمار الرجال 55 عامًا، والوسيط لأعمار النساء 52 عامًا، وكان وسيط عمر العلاقة 25 عامًا. وعندما ألقى الباحثون نظرة على مؤشر سعادة العلاقة، وجدوا اختلافات واضحة بين الرجل والمرأة، إذ تقول جوليا «ما الذي شكل أهمية أكبر لدى الرجل؟ إن الإجابة عن هذا السؤال هي كالتالي: أولى الرجل أهمية كبرى للرعشة الجنسية لشريكه، ولتقبليه، وعناقه، وملامسته، وأداءه الجنسي، ومداعبته، ودوام صحته. أما بالنسبة للمرأة، فقد شكل طول العلاقة وأداءها الجنسي لها دورًا أكبر في سعادة العلاقة.»
عندما نتحدث عن الإشباع الجنسي، فإن الحميمية الجسدية والأداء الجنسي شكلا أهمية لكل من الرجل والمرأة. وبالنسبة للرجل، مثل عددًا أقل من الشركاء الجنسيين إشباعًا جنسيًا أكبر، ولا تستطيع جوليا تفسير الرابطة بين عدد أقل من الشركاء وإشباع جنسي أكبر، لكنها خمنت أن هؤلاء الذين امتلكوا عددًا أكبر من الشركاء الجنسيين ليسو مشبعين جنسيًا عادة، وهم دائمًا ما يبحثون عن شركاء جدد.
وبالحديث عن الرجال، فإنهم كلما استغرقوا وقتًا أطول في علاقة ما، كلما كان مستوى سعادتهم بتلك العلاقة أكبر وكلما كان الإشباع الجنسي لديهم أكبر. إلا أن النساء الذي يستغرقن في علاقات طويلة الامد تتراوح من 20 إلى 40 عامًا هم أقل عرضة من الرجال لأن يشعروا بسعادة في علاقتهم، إذ تميل المرأة لإظهار مستويات أقل من الإشباع الجنسي في بداية العلاقة ومستويات أكبر بعد مضي وقت طويل عليها.
تقول جوليا «تكون المرأة في بداية العلاقة-أي بين صفر إلى 15 عامًا- مشبعة جنسيًا بصورة أقل، ثم تميل إلى أن تكون مشبعة جنسيًا بصورة أكبر بعض مضي 35 عامًا أو أكثر، وتعوز جوليا ذلك إلى المسؤوليات التي تترتب على المرأة لاحقًا من تربية الأطفال وإنجابهم.»
وتضيف جوليا «قد تؤثر فترة بقائك مع شريكك على سعادتك وإشباعك الجنسي.» وفي المحصلة، فإنه وبالرغم من وجود الاختلافات الجنسية بين الأزواج في هذه السلوكيات، إلا أن ما من شيء كالأشياء الصغيرة التي نقوم بها في علاقتنا يساعد في إنجاحها وسعادتها.
اضافة تعليق