بالنّسبة لشيء بَسيط (حتًّى للأَطفال) فالنَّوم ليسَ بالأمر السَّهل عمومًا، حيثُ أن النَّوم لِساعات طَويلة جدًا أو قَصيرة جدًا مُرتبط بالمشاكِل الصّحّية من البَدانة وأمراض القَلب إلى الخَرف والسُكّري كما أن وضعيات النَّوم يُمكن أن تَلعب دورًا في الشّخير، الحَرقة في المَعِدة، وحتَّى التَّجاعيد! تابع القراءة لترى إن كان عليكَ أن تُبدِّل عاداتك في السَّرير، وتذكّر أنَّنا نَتحدَّث عن النَّوم هنا:
النَّوم على الظَّهر: إيجابيات: إنَّ أَخذ غَفوة في وضعيّة سافاسانا Savasana (وهي وضعيّة الإستلقاء على الظهر في اليوجا) تُعتَبر هِبة لِراحة العَمود الفَقري والرَّقبة لأن الظَّهر يكون مُستقيمًا ولا يَتعرَّض لأية التواءات وتُساعد الفِراش في تَقديم الدَّعم للعمود الفَقري، ففي عالم مِثالي سَينام الجميع بهذه الوضعيّة وبدون وسادة حتى على اعتبار أنّ ذلك يُمثِّل الوضع الطَّبيعي للرَّقبة، وعلى أيّة حال فإنّ استِعمال أكثَر من وسادة يَجعَل من التَّنفُّس أكثر صعوبةً أثناء النّوم.
ويميل النّوم على الظّهر أيضًا لأن يكون تجميليًا كون الوجه سيبقى حرًا في الهَواء بَدلًا من أن يكون مَضغوطًا على الوسادة ما يقلّل من التَّجاعيد.
سلبيات: تتكرّر حالات الشّخير وتوقُّف التَّنفس أثناء النّوم عند الأَشخاص الذين ينامون وفقَ هذه الوضعيّة، وفي الحَقيقة إنّ النوم على الظَّهر مُرتبط إلى حد بعيد بتوقُّف التَّنفس، ويصف الأطبّاء النّوم الجانبي أو على جنَب (يمين – يسار) لعِلاج هذه الحالة، حيث أنّهُ وفي حالة النّوم على الظّهر تُجبِر الجاذبيّة قاعدة اللِّسان على التَّقلُّص وإغلاق القَصبة الهَوائية ما يُعيق التَّنفس ويُصدر أصوات شَخير مُزعجة تُبقي الجيران مُستيقظين في اللَّيل. ومن المهم هُنا الإشارة إلى أنّ دعم العمود الفَقري لا يعني بالضَّرورة ساعات نوم جيّدة في اللّيل، حيثُ أشارت دِراسة أُجريت لمُقارنة عادات النّوم أنّ من ينامون على الظهر لِوقت أطول يحظون بِجودة نوم أقل.
النّوم على الجانب: إيجابيّات: سَواء كانت كَوضعيّة الجَنين المُريحة أو تَمدُّد كامِل على جانب واحد فإنَّ مَجموعَة كَبيرة مِنَ النَّاس يُصَرِّحون بِأنَّهُم ينامون بِهذهِ الطَّريقة (ولأنَّ الإِنسان يكون غير واعي أَثناء نَومِه فَلا يُمكِن اعتبار هذه المَعلومات دَقيقة بِشكل كامل). يُشجِّع العُلماء النَّوم على الجانِب الأيسَر أثناء الحَمل لتَحسين الدَّورة الدَّموية التي تعود بالمَنفعة على الأُم والجَنين، ولأنَّ النَّوم على الظَّهر أثناء الحَمل يُسبب المَزيد مِنَ الضَّغط على أَسفل الظَّهر ومِنَ المُمكِن أن يتسبَّب بِفِقدان الوعي أو الإِغماء، كما أنَّ هذِه الوضعيّة تُهدئ الحَرقة والارتجاع المَعِدي وتُساعد النَّاس على النَّوم بِشكل أسرع.
سلبيَّات: في نَفس الوقت فإِنَّ النَّوم على الجانب الأيسَر يضغَط على المَعِدة والرِّئَتين (التَّبديل بين الجانِبين يحول دون الضَّغط على الأَعضاء) وكما يعرِف أغلَب مَن ينامون على جانِبِهِم فإِنَّهُ مِنَ المُمكن أن ينتُج عن هذِه الوضعيّة إِحساس بِالخَدَر في الذِّراع. إنَّ الاستِلقاء في السَّرير مّع وضع اليد خَلفَ الرَّأس هو أيضًا أمر شائِع ولكنَّه يُؤثر سَلبًا على العَضلات والأَعصاب، كما أنَّ حَمل الرَّأس أو كامِل الجِسم على ذِراع واحدة يُقيّد ضَغط الدم ويضغَط على الأعصاب ويتسبَّب بالإِحساس بِما يُشبه الإبَر والدَّبابيس المُؤلِمة، ويُسبِّب انقِباضًا في عَضلات الذِّراع والرَّقَبة.
النَّوم على المَعِدة أو البَطن: إيجابيات: النَّوم على البَطن يُخَفِّف الشَّخير و احتمال تَوقُّف التّنفُّس أثناء النَّوم، لكِن بالتَّأكيد هذِه هي الفائِدة الوحيدة مِن هذِه الوضعيَّة. سلبيات: يُعتَبر النَّوم على البَطن أسوأ وضعيّات النَّوم على نِطاق واسِع لأنَّهُ يجعَل الإنحناءات الطَبيعيّة للعَمود الفَقَري مُسطَّحة ويُؤدي لآلام في أسفَل الظَّهر كما أنَّ توجيه الرَّأس بِاتجاه واحد طَوال اللَّيل يُجهِد الرَّقَبة، إذا كُنت ممَّن ينامون بِهذِه الوضعيّة جرِّب استعمال الوسادات لتُعوِّد جَسدَك على النَّوم الجانِبي، وإذا كُنت تُعاني من وخزات في أسفَل الظَّهر جرِّب أن تضَع وسادة تَحت الفَخذين وأسفل البَطن لتَعزيز العَمود الفَقري.
الفكرة الرئيسية: ينام النَّاس بالوضعيَة التي تُريحهُم أكثر بِغَض النَّظر عَن الفَوائد الصّحيّة، وإنَّ التَّبديل بَين الوضعيّات لا يُسبب أي ضَرر لِذلك عَليك تَجربة كُل وضعية لِعدة لَيالٍ لِتَعرف أيُّها يُناسِبك أكثَر، ويميل النَّاس إلى الاستيقاظ على نَفس الوضعيّة التي بَدؤوا نَومهم بِها، وينصَح الأطِبّاء بِالتَّبديل بَين الوضعيّات، على أنَّ الأفضَل هو النَّوم بِالطَّريقة التي تُعطي إحساس أكبَر بِالرّاحة.
اضافة تعليق