ربما العنوان غريب قليلاً إلا أن السؤال واقعي وحقيقي، فبعد العديد من الحوادث التي جمعت بين المياه والحرائق بدأ السؤال البديهي بالظهور “هل يمكن لقارورة ماء أن تسبب حريق؟” سنجيبك على هذا السؤال في الحال.
إن البلاستيك الذي تتكون منه زجاجة الماء يمكن أن تكون عدسة خاصة لتركيز الضوء وتجميعه على شكل حزمة كبيرة من الطاقة كافية لحرق الكثير من المواد كالأوراق وأعواد الثقاب وأثاث المنزل أو السيارات.
ويثبت هذه التجربة مقطع فيديو نشرته فونتانكا رو الذي يتضمن إحدى قارورات الماء كروية الشكل التي كانت تباع خلال كأس العالم في روسيا، في الفيديو تعمل القارورة الكروية على تجميع الضوء وإحراق علبة من الثقاب مما يسبب حفرة في الأرضية الخشبية.
أودن مادن عالمة مواد في معهد جيتي في لوس أنجلوس، صرحت هذه العالمة بخطورة قوارير المياه البلاستيكية التي تتصرف مثل العدسات التي تركز الضوء، وتقول أيضاً مادن أن الضوء عبارة عن العديد من الفوتونات (جسيمات دون ذرية) والبلاستيك يستطيع تركيز كمية كبيرة من الفوتونات في نقطة صغيرة للغاية مما يسبب حريق أو ذوبان المادة التي تم تركيز الفوتونات عليها.
الأمر المفاجئ حتى بالنسبة لعالمتنا هذه أنه حتى لو كانت القارورة البلاستيكية داخل السيارة وحتى لو اخترق الضوء زجاج السيارة –الذي يرشح الضوء- أولاً ثم اخترق القارورة ثانياً، فإن الطاقة التي تركزها القارورة البلاستيكية لا تزال كافية لإشعال حريق!
باختصار يمكن القول أن قارورة المياه البلاستيكية تستطيع تجميع الطاقة والضوء وتركيزها في نقطة واحدة مسببة حرق في تلك القطة أو ذوبان بعض المواد إلا أن التسبب بحريق كامل داخل السيارة مثلاً يعتبر أمراً مستبعداً وذلك لأن كل قطع السيارات مصنوعة من المواد المثبطة للحرائق بما فيها بلاستيك السيارات بالإضافة إلى أنه من أجل حصول الحريق لابد من وجود عامل رئيسي في القارورة البلاستيكية وهو أن يكون السائل الموجود فيها نقياً للغاية مثل المياة الصافية أو المياه الفوارة أما في حال وجود مياه غازية أو عصائر أو مشروبات ساخنة فلا تقلق أنت وسيارتك ستكونان بمأمن من الحرائق.
اضافة تعليق