عادة ما ترتبط الدموع بالمرأة، فهي تدل على ضعفها في مواجهة أي ازمة تعترض حياتها، أو تدل قوتها عندما تستخدمها سلاحا لنيل ما تريد. لكن متى يبكي الرجال؟ وما المواقف التي تفجر أحاسيسهم الى درجة ذرف الدموع؟ وما هي أسباب بكاء الرجل أصلاً؟
قبل الخوض في معرفة أسباب بكاء الرجل، أعرض فيما يلي آراء للرجال والنساء في بكاء الرجل: يرى بعض الرجال أن البكاء ليس من شيم الرجال وأنه يجب على الرجل أن يكون قوياً وغليظ القلب ولا يعرف البكاء أبداً مهما كان الأمر صعباً عليه وبالتالي فإنه محرم وممنوع على الرجل أن يبكي مطلقاً.
في حين يرى بعض الرجال أيضاً أن بكاء الرجل ما هو إلا رحمة وأن الرجل ليس المرأة ليبكي لأتفه الأسباب وإنما الرجل عندما يبكي يكون ذلك عن معاناة حقيقة وألم حقيقي قد ألم به وهذا أمر لا ينتقص أبداً من قدر الرجل. فيما ترى بعض النساء أن بكاء الرجل أمر غير محمود لأن الرجل بالنسبة للمرأة هو السند والأمان وبالتالي فبكاء الرجل وضعفه يجعلها تشعر أن هذا السند قد أصبح ضعيفاً لا يمكنها الاعتماد عليه في حين ترى بعض النساء الأخريات أن بكاء الرجل ما هو إلا رحمة ولا ينتقص من قدره أبداً خصوصاً إذا كان سبب بكاء الرجل سبباً قوياً.
أسرار بكاء الرجل و متى يبكى الرجل
عندما يفقد شخص عزيز عليه
من أهم الأوقات التي يبكي فيها الرجل هو عندما يفقد شخصاً عزيزاً عليه سواء كان الأب أو الأم أو الأبن أو الأخ أو الصديق أو غيرهما، حيث أنه من أصعب الأوقات التى قد تمر على أي شخص هو سماع خبر فقدان شخص عزيز عليه ولذلك فبعض الرجال قد يعبرون عن حزنهم في هذا الموقف من خلال البكاء.
عندما يتعرض للظلم
إذا تعرض الرجل إلى ظلم شديد ولم يتمكن من الدفاع عن نفسه أو إظهار الحقيقة فهذا من ادعى الأسباب لبكاء الرجل حيث أن الظلم هو أسوأ شعور قد يشعر به أي شخص خصوصاً إذا كان غير قادراً على رفع هذا الظلم عن نفسه أو إظهار الحقيقة مثلاً ولذلك فنجد أن بعض الرجال أيضاً يعبرون عن مشاعرهم بالبكاء عند الشعور بالظلم.
نتيجة ضغوط الحياة
حيث أنه هناك مقولة تقول “إذا بكى الرجال فاعلم أن الهموم فاقت قمم الجبال” وهي مقولة صحيحة حيث إنه عندما يتعرض الرجل إلى ضغط الحياة وتتزايد الضغوط عليه سواء من المنزل أو أمر الأسرة والعائلة أو كان ذلك بخصوص العمل فهو لا يجد متنفسا ينفس به عن نفسه سوى من خلال البكاء في معظم الأحيان.
لا يبكي الرجل امام المراة وعندما يضعف الرجل ولا يجد أمامه سبيل سوى البكاء فهو يبذل قصارى جهده حتى يخفي دموعه عن زوجته واولاده لأن الرجل يحب دائماً ان يظهر في صورة السند والملجأ لزوجته وأولاده لذلك فهو لا يحب مطلقاً أن يبكي أمام الزوجة والأبناء وبالتالي فقد يبكي الرجل عندما يجلس وحده وعندما يريد أن يبكي فإنه يذهب إلى مكان لا يراه فيه احد في معظم الأحيان.
عندما يعجز عن حل مشكلة ما
وقد تعترض طريق الرجل أيضاً مشكلة لا يجد لها حلاً ويبذل الجهد الكبير لحلها دون جدوى وهنا يعتبر الرجل أن عجزه نوعاً من الضعف الذي لا يحبه وبالتالي فهو لا يجد له سبيلاً للتنفيس عن نفسه سوى من خلال البكاء خصوصاً إذا كانت مشكلة كبيرة أو مصيرية وسوف يترتب عليها تغيير في حياته أو حياة من حوله.
عند الشعور بالندم
من اهم المواقف أيضا التى يبكي فيها الرجل هو عندما يتسرع في أمر ما أو يتخذ قرار بشكل سريع أو يصر على رأي ما ثم يكتشف خطأه وبالتالي يشعر بالندم والشعور بالندم هو شعور قاتل لا يمكن لأي شخص تحمله خصوصاً إذا تسبب فى حدوث مشكلة كبيرة ولذلك فبعض الرجال يعبرون عن شعورهم بالندم من خلال البكاء.
البكاء من الفرحة
بعض الأشخاص لا يتمالكون أنفسهم عند الفرحة سواء بالنجاح أو الإنجاب أو الزواج أو غيرها من الأمور السعيدة وبالتالي فبعض الرجال يعبرون عن فرحتهم من خلال الدموع وهذا أمر نادر في الرجل حيث أن الرجال يحبون دائماً البحث عن طرق اخرى للتعبير عن الفرحة غير البكاء.
صرخة الحياة الأولى
بعض الرجال لا يبكون مهما كلفهم الأمر بل يفضلون أن يعبروا عن حزنهم أو ما يجول بخاطرهم من مشاعر من خلال الحديث أو العصبية أو غيرها من الأمور الأخرى والبكاء بالنسبة إليه خيار غير مطروح أبداً وبالتالي تكون المرة الوحيدة التى يبكي فيها هذا الرجل هو صرخة الحياة الأولى فقط.
فالعرف المجتمعي والتقاليد تحث الرجل على أن يكون قوياً دائماً وسنداً لأسرته وبالتالي فقد تجد أن عدد كبير من الرجال لا يحبون أن يبكوا وإذا كان الأمر خارج عن إرادتهم وبكوا فإنهم يحرصون على أن لا يراهم أحد وهم يبكون وإن كان البكاء ليس له علاقة في حقيقة الأمر بالرجولة لأنه ما هو ألا رحمة إلا أن العادات الاجتماعية تفرض على الرجل بعض القيود في هذا الأمر.
اضافة تعليق