ببساطة كان عليه أن يعزز علاقة طيبة مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لأنها في ذلك الوقت كانت مؤسسة قوية في إيطاليا، بينما كان موسوليني يحكم الجانب السياسي لإيطاليا فقد حكمت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الجانب الروحي، وبسبب هذا كان موسوليني لا يستطيع إغضاب الكنيسة.
ولكن كان موسوليني لا يحب قوة الكنيسة وكان يشير على كهنتها بالجراثيم السوداء، ومع ذلك بعد عام 1922 كان عليه أن يكون اكثر توجيهًا وقد اعترف بأن البابا يمثل 400 مليون شخص حول العالم وكانت هذه قوة كبيرة.
وبمجرد أن اصبح قائدًا كان عليه أن يقرر ما إذا كان سيتولى سلطة الكنيسة الرومانية ام سيعمل معها، وقرر بأنه سيتولى سلطة الكنيسة ومع ذلك، كان يعطي الكنيسة ما تريد للحصول على مصداقية الكنيسة كما قام بتعميد ابنائه ايضًا عام 1923 كما قام بعمل حفل زواج ديني مع زوجته راشيل بالرغم من انهما تزوجا عام 1915 زواج مدني كما قام بإغلاق محلات النبيذ والنوادي الليلية.
وللحصول على مصداقية اكبر كان يؤيد الكنيسة في وجوب إبقاء المرأة في بيتها ورعاية الأسرة وأعرب ايضًا عن رفضه لوسائل منع الحمل والطلاق وهو ما كنت تنادي به الكنيسة الرومانية ومع ذلك فإن العلاقة لم تكن متناغمة دائمًا.
وعلى وجه الخصوص، اشتبك موسوليني والكنيسة الرومانية حول من يتحكم في التعليم ولضمان إنشاء أطفال فاشيين جيدين أراد موسوليني السيطرة على التعليم وسيطر عليه بالفعل، ولكن رأت الكنيسة أنه يجب ان تكون هي من تسيطر على التعليم، وعمل الطرفان لحل هذا النزاع حتي تم توثيق معاهدة لاتيران – Lateran Treaties – عام 1929.
وكان قد فقدت الدولة البابوية – وهو الأسم الذي كان يطلق على الأراضي التي تمتلكها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في ايطاليا – جميع أراضيها التي توجد في إيطاليا عام 1870 وفي عام 1929 تم إعطاء الكنيسة مبلغ 30 مليون جنية استرليني و109 فدان في روما لأنشاء دولة بابوية جديدة.
وكان جزء اخر من المعاهدة يُسمى بالكونكوردات وتنص على جعل الدين المسيحي الكاثوليكي هو الدين الرسمي للدولة وكان هذا أمر واقع على أي حال، كما يتعين تدريس الدين الكاثوليكي في المدارس الابتدائية والثانوية على السواء، وكذلك منح الكنيسة الكاثوليكية السيطرة التامة على الزواج.
وعندما تمت هذه الاتفاقية في عام 1929 كانت شعبية موسوليني في أعلى مستوياتها، لقد حصل على ما أراده وهو الدعم من أفراد الجمهور والسيطرة على الدولة وهذه الاتفاقية خلقت قبول لحكومة موسوليني.
اضافة تعليق