أوضحت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها ضرورة أخذ تدابير وقائية تجاه أمراض مزمنة كالسكري مثلاً، وذلك من خلال فرض ضريبة على السكر.
وتناول تقرير منظمة الصحة العالمية “السياسات المالية للنظام الغذائي والوقاية من الأمراض غير السارية” عدة توصيات لتحسين نمط الغذاء.
فبالنسبة للسكريات، وجدت المنظمة أن زيادة أسعار المشروبات الحاوي على السكر بنسبة 20% سيساعد في الحد من استهلاك الناس للسكر المضاف بمقدار كافٍ. وقد يؤدي هذا الإجراء بدوره إلى تحسين صحة الناس.
أوضح الدكتور (دوغلاس بيتشر) مدير إدارة الوقاية من الأمراض غير السارية في منظمة الصحة العالمية في بيانٍ له قائلاً: “إن استهلاك المنتجات السكرية عاملٌ رئيسي في الزيادة العالمية لعدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومرض السكري. ويمكن للحكومات عن طريق فرض الضرائب تقليل معاناة هؤلاء الأشخاص وإنقاذ حياتهم. كما يؤدي ذلك إلى خفض تكاليف الرعاية الصحية وزيادة الإيرادات للاستثمار في الخدمات الصحية.”
وهناك دليلٌ كافٍ على نجاح هذه السياسة في المكسيك، حيث طبق ما يشبهها في عام 2014 حسبما ذكرت منظمة الصحة العالمية. حيث وجدت دراسة سابقة أن الضريبة –التي تعادل بيزو واحد (0.06 دولار أميركي) لكل لتر من المشروبات الغازية –ساعدت في خفض مبيعات المشروبات الغازية بمعدل 6%، ولكنها زادت في المقابل مبيعات المياه وغيرها من المشروبات غير الخاضعة للضريبة بنسبة 4%.
انخفض استهلاك جميع الفئات الاجتماعية والاقتصادية للمشروبات السكرية، ولكن فئة الفقراء كانت الأكثر تأثراً –وهي فئة معرضة بشكل خاص للسمنة وغيرها من الأمراض المرتبطة بالسكر. ولكن من غير الواضح إن أدى انخفاض استهلاك السكر إلى نتائج صحية أم لا.
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى معاناة 39% من الناس في جميع أنحاء العالم من زيادة الوزن (وذلك حتى عام 2014) وأن 11% يعانون من السمنة المفرطة. ويعاني 42 مليون طفل دون سن الخامسة من زيادة الوزن أو السمنة، حيث كان العدد 11 مليون طفل منذ بداية القرن.
وفقاً لأقوال (فرانشيسكو برانكا) مدير إدارة التغذية والصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن خفض هذه الأرقام سيتطلب تخفيضاً حاداً في السكر.
حيث أوضح: “من الناحية الغذائية، لا يحتاج الناس إلى أي كمية من السكر في نظامهم الغذائي. وتوصي منظمة الصحة العالمية الناس باستهلاك السكريات بأقل من 10% من إجمالي احتياجاتهم للطاقة. وأقل من 5% إن أرادوا الحصول على فوائد صحية إضافية. وهو ما يعادل أقل من حصة واحدة (أي أقل من 250 مل) من المشروبات السكرية التي تُستهلك عادة في اليوم الواحد.
تشير تقديرات “جمعية السمنة” إلى أن متوسط استهلاك الفرد الأمريكي من السكر يزيد عن 300 سعرة حرارية في اليوم.
وتشمل السياسات الأخرى التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية دعم شراء الفواكه والخضروات الطازجة بنسبة تتراوح بين 10 و30 في المائة، وتشجيع الضرائب الغذائية الأخرى عن طريق استخدام أموال هذه الضرائب لتمويل برامج أخرى للوقاية من السمنة. وهو ما فعلته المكسيك مسبقاً.
اضافة تعليق