فيت جيدليكا هو الزعيم المقترح ل «أصغر دولة في العالم»، وفي هذه الدولة المقترحة سوف تتحرر الأرض المتنازع عليها بين كرواتيا وسيبيريا من أية ضوابط والتزامات.
عندما غرز علماً عند هضاب الدانوب وأعلن ولادة جمهورية ليبرلاند الحرة، نبذته الحكومات ووصفته وسائل الإعلام بالأضحوكة، لكن بعد مرور سنة واحدة جرت فيها العديد من المهمات الدبلوماسية، ولدت رؤيته على قطعة أرض غير مرغوب بها والتي تمتلك أربعمئة ألف نسمة مقترح أن يقطنوا فيها، وعملت على حركات سياسية واسعة النطاق، بل حتى أعلنت مشروبها الوطني.
بفضل جهود شرطة الحدود الكرواتية، لا تزال ليبرللاند خالية من أي نسمة، ولا يتواجد على أرضها البالغة مساحتها سبع كيلومترات مربعة لا شيء سوى أراضٍ رطبة، ومبنى واحد آيل للسقوط، وكوخ صيد مهجور. تقع ليبرللاند على الحدود الكرواتية الصربية، وبالتحديد بين زغرب وبيلغراد، وهي نتاج نزاع حدودي بين دولتين دام أكثر من ربع قرن، يمكننا القول إن موقعها المقترح لم يبد أي من الدولتين نية في الاستيلاء عليه.
يقول رئيس الدولة المقترح: « لقد جعلوها أرض لا أحد»، وقد ألقى هذا الخطاب في معهد الشؤون الاقتصادي في لندن، على مسامع أصحاب البنوك، ومتصرفي السوق الحرة والمحافظين الجدد، يجدر الذكر أنه في السنة التي أسست فيها ليبرللاند – في إبريل الثالث عشر، عينت كرواتيا شرطة جوالة في المنطقة وألقت القبض على عشرات الأشخاص بتهمة محاولة الولوج المقاطعة المتنازع عليها.
وعندما لم يتمكن رئيس الدولة من دخول دولته، شغل نفسه بمقابلة السياسيين المتعاطفين مع موقفه حول العالم، كما أسس موقعاً إلكترونياً ليتسنى بأفراد الدولة متابعة شؤونهم والتبرع إلى هذه القضية، وفي هذا الصدد يضيف الرئيس: « لقد احتجنا سنة أخرى لاكتشاف كل شيء وجب فعله حتى يتسنى لنا أخذ عناية مرموقة بحدودنا، ولنوقع اتفاقية مع وكالة أمنية خاصة ولكي نتصور ما يجب فعله، وإننا لنقدر ما تفعله كرواتيا في هذه المرحلة، وهو ببساطة حماية حدودنا من الآخرين الراغبين بالاستيلاء على المقاطعة» ولكن هذا على وشك التغيير، فقد عقد الرئيس مع وزراءه المتطوعين مؤتمرا لمناقشة مستقبل ليبرللاند في فندق كرواتي يبعد خمسة كيلومترات عن الحدود، وفي هذا الصيف، يخطط الرئيس لإقامة احتفال قريب من المقاطعة، وإن توفق الرئيس في احتفاله، فإنه قد يفتح آمالاً جديدة.
ما من شيء ساهم بتقدم مشروع ليبرللاند أكثر من ثقة جيدليكا وحماسه وحيث فشل الآخرين استمر هو في التقدم، فقد استحوذت رؤيته المستقبلية لملجأ محمي من الحكومة وخالي من الضرائب على أذهان الناس من جميع بقاع العالم، « لا يوجد دولة في العالم لم يتقدم أحد منها للانضمام إلينا، – ثم يصحح مقولته ويقول – لكننا حقيقية لم نتلق طلبات من بنما، لكني ذهبت هناك ووجدت مندوبين لاستقبالي في أقل الأحوال، والآن أصبح لدينا العديد من الأشخاص من بنما بسبب قدرتنا على الترويج لهذه الفكرة نحن وأصدقائنا» يضيف الرئيس.
اضافة تعليق