بين التدين والروحانية .. لماذا لا يمتلك اليابانيون أي دين ؟ اليابان تُعد أرضًا خصبة للثقافات الدينية المختلفة، فطبقًا لهيئة الشؤون الثقافية بلغ عدد المجموعات الدينية نحو 180000 مجموعة مختلفة في عام 2011.
لكن اليابانيون قد يكونوا روحانيون أكثر من كونهم متدينون، معظم اليابانيون لا يؤمنون بديانة محددة أو مذهب محدد لكنهم في المقابل يذهبوا للأضرحة والمزارات الدينية خلال المناسبات المختلفة كبداية العام مثلاً وقبل الامتحانات المهمة ومقابلات العمل وأعياد الميلاد وعند اختيار الزوج أو الزوجة.
وكهنة ديانة الشينتو Shinto دائمًا ما يباركون فريق البيسبول مثلاً وذلك قبل التدريبات في بداية الموسم وكذلك عند احالة بعض السيارات أو الماكينات القديمة للتقاعد وعند افتتاح المباني الجديدة. يقول بعض المراقبون الغربيون أن تلك الممارسات خرافية لكنها في الحقيقة متأصلة بشكل قوي في الثقافة اليابانية، فزيارة الأضرحة هي إرث ثقافي وليس ديني فهي جزء من ثقافة المجتمعات اليابانية على مدار عقود.
ويقول كريس بيتروس:
«عندما جئت لأول مرة لليابان في عام 1980 كنت أعرف القليل عند ديانتي الشينتوا والبوذية. ويومًا ما قال لي عجوز ياباني أن اليابانيون يولدون شينتو ويموتون بوذيون. لكن بالنسبة لي فإن الكاثوليك الذين يذهبون للكنيسة كل أحد ظننت أنهم فقط من يعتبرون متدينون لكنني عرفت فيما بعد أن اليابانيون ليسوا بالضرورة متدينون.»
بشكل عام يُعامل اليابانيون الديانات المختلفة المحلية والأجنبية مثلما يعاملون الثقافات الأجنبية يقتبسون ويتأقلمون ويحترمون ويقلدون متى تتطلب الأمر، مثال على ذلك هو انتشار اقامة الأفراح على الطريقة المسيحية في الكنائس، وعلى الرغم من أن اليابانيون قد لا يكونوا على دراية كبيرة بالأديان المختلفة لكنه يحترموها بشكل كبير.
ويستكمل كريس بيتروس قائلاً:
«على مدار ثلاثون عامًا لم أرى يابانياً واحداً يسخر من معتقد أو إيمان أي شخص آخر أو يسخر من شخص يؤمن حتى بالأساطير الخرافية مثلما يفعل بعض المرضى سلوكياً من غير اليابانيون، لكنهم فقط ينتقدون عندما يقوم أتباع بعض الديانات أو الثقافات بأعمال عنف على سبيل المثال»
ويقول كريس بيتروس أيضًا:
«منذ حوالي سبعة وعشرون عامًا قامت كنيستنا في روبونجي Roppongi ببدأ حملة الأرز حيث نطعم الذين بلا مأوى كل يوم في العام. وعلى الرغم من أن الحملة بدأت عن طريق الكنيسة الكاثوليكية إلا أنها انتشرت بشدة لتشمل غير الكاثوليك وضمنهم اليابانيون الذين رأوا الحملة بمثابة توعية لهم عن الدور الخيري الذي يجب عليهم لعبه. وكانوا في البداية مندهشون لماذا نحن نفعل هذا ولكن بعضهم تقدم للمشاركة معنا بسعادة لاطعام من هم بلا مأوى. لم يكن هناك وعظ أو أي نية أو اتجاه لتغيير ديانة أي شخص، كان فقط عملاً خيرياً يُسعد أي شخص سوي»
ويستكمل كريس قائلاً:
«منذ كارثة تسونامي في مارس 2011 بدأت في رؤية الاحساس الروحاني يتزايد بشدة بين اليابانيين رغم أنني متأكد أنه موجود من البداية، فأنا أراه في كل مرة أشاهد تجمع العائلات بعد الكوارث.»
اقرأ أيضًا: 8 أشياء في اليابان ستُفاجئك إن لم تزر هذا البلد من قبل
اضافة تعليق