هل تمتلك ملكة بريطانيا جواز سفر وهل تحتاجه فعلا ؟ كملكة متربعة على عرش الممكلة المتحدة، وعلى رأس دول الكومنولث وبعض الدول الأخرى التي قد أعلنت استقلالها ولكنهم فضلوا بقاء صور الملكة متدولة على عملاتهم النقدية، تتمتع اليزابيث بعدد من المزايا الخاصة بها.
والتى تتمثل فى تحصينها من المقاضاة فى أى جريمة يمكن أن تحدث أو ترتكب حيث أن العدالة تححق بإسمها فهى ليست مضطرة أبدا إلى تقديم أى أدلة الى المحكمة.
كما أن كل الدلافين والحيتان وأسماك الحَفش الموجودة فى المياه البريطانية (أيضا كل الإوزالموجود فى المياه المكشوفة فى بريطانيا) تقع فى ملكيتها وتحت تصرفها, وعند الرغبة فإنها تمتلك قرار إعلان الحرب على أى أمة أخرى.
ومايتعلق بحديثنا هنا هو حقيقة عدم حاجتها إلى جواز سفر, إذن لماذا؟
والإجابة تكمن فى أن جوازات السفر للمواطنين البريطانيين تمنح باسمها, الصفحة الأولى فى جواز السفر البريطانى بها الرسالة التالية ” بأسم جلالة الملكة يطلب وزير خارجية بريطانيا من كل من يهمه الأمر السماح لحامل هذا الجواز بالعبور بحرية ودون عوائق وتوفير المساعدة والحماية لحامل هذا الجواز إذا تطلب الأمر”
بوجيز العبارة,جواز السفر البريطانى مجرد طلب من الملكة للسماح لحامل هذا الجواز بالسفر خارج حدود دولته بحرية ودون عوائق, لذلك فهى لا تحتاج إلى جواز سفر إذ يمكنها طلب هذا-السماح لها بالسفر – شخصيا.
بالطبع هناك غرض اخر لجواز السفر وهى تمييز مالكه أو تعريف شخصية حامله. كذا فإن ملكة بريطانيا ليست بحاجة إلى تعريف نفسها مثل الاشخاص العادىيين فعندما تُسأل عن اسمها وتاريخ ميلادها ووظيفتها عند وصولها الى دولة أجنبية من قبل الموظفين فإنها وبكل بساطة تجيب بعبارة مقتضبة “ملكة”.
ومما يجعل الأمور معقدة أكثر, فبجانب أن الملكة لا تمتلك جواز سفر فإنها أيضا لا تحمل أى نوع من وثائق تحقيق الشخصية الرسمية.
لذلك يتولى كبار مساعديها تنظيم رحلاتها مع أجهزة الدولة المختلفة قبل وصولها. وهذا قد يفسر وصولها السريع وعدم تأخيرها من قبل الموظفين بسبب عدم حيازتها لوثائق تحقيق الشخصية. وعند السفر إلى الخارج فإنها تصل مع حاشيتها فى طائرة خاصة,فلو لم تكن الملكة فى المقدمة فإن هذا لا يمثل مشكلة إذ أن الطائرة خاصة بها وبحاشيتها فقط.
ماذا عن اعضاء الاسرة الملكية؟
وإذا كان وضع أعضاء الأسرة الملكية يثير فضولك فلتعلم أنهم فى حاجة الى حيازة جواز سفر مثل اى شخص اخر لكن جوازات سفرهم الملكية تحمل تعليمات خاصة توضح وضعهم الدبلوماسى وتسمح لهم بتخطى بعض الفحوصات الامنية. بالنسبة للمكلة فهى الشخص الوحيد فى المملكة المتحدة الذي لا يحتاج الى جواز سفر ولا رخصة قيادة أيضا. هذا لان رخصة القيادة مثل جواز السفر تصدر باسم الملكة. لذا فهى تضمن قدرتها على القيادة شخصيا حينما يُطلب منها هذا.
الان نظرا لوضع الملكة وثرائها فيمكنك ان تظن انها بأى حال من الاحوال لن تحتاج الى القيادة, بالطبع انت مخطئ. في أثناء الحرب العاملة الثانية فان الملكة (وقتها كنت اميرة) طلبت من والدها السماح لها بتأدية واجبها تجاه دولتها وبالتالى فقد خدمت فى الجيش البريطانى كخبير فى الميكانيكيات وسائق مع خدمة مصالح الجنديات المرابطات فى عمر الثمانية عشر(فى الحقيقة هى قد سجلت كعضو فى عمر السادسة عشر ولكن الملك جورج لم يكن يسمح لها بالانضمام للجيش فى هذا السن).
الملكة والملك عبد الله بن عبد العزيز
وقد تولت الملكة مهمتها بجد وحزم كسائق وميكانيكى كفء مؤهل ومدرب لاصلاح وقيادة مجموعة كبيرة من المركبات العسكرية والمركبات المدنية.
وبالمرور سريعا عبر التاريخ ننتقل الى قصة هزلية فى عام 1998 عن براعة الملكة فى القيادة عندما زارها الملك عبد الله بن عبد العزيز الملك العاشر للملكة العربية السعودية فى بالمورال سكتلندا القصةالتى نشرت فيما بعد عن طريق السفير السعودي.
تبدأ القصة بأن عرضت الملكة على ضيفها الملكى التجول فى اسكتلندا, وبالنظر الى موقف الملك عبد الله من حقوق المراة وحقيقة منعها من قيادة السيارة فى المملكة العربية السعودية (ليس هناك قانون ينص على منع المرءة من القيادة لكن الرخصة تمنح فقط للرجال) وافق الملك واتجه مع الملكة إلى الخارج حيث السيارة اللاند روفر التى تحمل شارة المليكة أمام القصر الملكى منتظرة صعد الملك إلى مقعد الركاب حيث وبلا شك افترض ان هناك سائق سيقود السيارة بهما,وإذا به فوجئ بصعود الملكة الى كرسي القيادة وباشرت الملكة بنفسها عملية قيادة السيارة مما أثار دهشة الأمير, وفقا للسفير فقد كان الأمير مستاءا جدا حيث لم تجر الرياح بما تشتهى الملك.
الملكة ذات ال72 عاما تعلم أن ضيفها الملكى لم يسبق له وان ركب سيارة تحت قيادة امرءة من قبل لاحظت الملك عدم ارتياح الملك لها, فأرادت أن تمزح معه حيث قامت بزيادة السرعة الى اقصى حد وبينما هى كذلك إذ صاح الملك-عن طريق مترجمه- مطالبا الملكة بتخفيض السرعة ولكن الملكة تجاهلت هذا وظلت فى القيادة بسرعة جنونية, هل يمكن تخيل كيف ستكون ردة فعل الملك حينها لو أن الملكة أخبرتها بأنها لا تمتلك رخصة قيادة!
معلومات اضافية:
- عادة ما تفضل الملكة أن يقود لها أحد السائقين السيارة عند التجوال لا أن تقود بنفسها.
- عند نقل مومياء رمسيس الثانى من مصر إلى باريس فى عام 1974 أصدرت السلطات المصرية جواز سفر لهذه المومياء حتى وكانت الوظيفة ملك( متوفى)!
- على الرغم من أن النساء فى السعودية غير مسموح لهم بقيادة السيارت الا انه يمكنهم قيادة الطائرة لكن لكى تصل الى المطار تحتاج الى سائق يقود لها السيارة!
اقرأ أيضًا: لماذا القيادة في أغلب دول العالم على اليمين وفي بريطانيا على اليسار ؟
اضافة تعليق