غالبًا ما يركز الناس على التهديدات التي يطرحها المحيط على الإنسان وعلى الكوكب، سواء كانت العواصف أو الفيضانات أو ازدهار الطحالب الضارة أو التلوث، ولكن ايضًا اظهرت البحوث ان قضاء الوقت أمام المحيط له العديد من الاثار الإيجابية على صحة الفرد.
حقيقة أن الشاطئ يجعل المرء يشعر بالحيوية والصحة ليست جديدة، ففي وقت مبكر من القرن الثامن عشر، كان الأطباء يصفون رحلات إلى الشاطئ، كذلك العيادات الخاصة التي كانت تقدم علاجات عن طريق حمامات البحر، وقالت العالمة لورا فليمينغ – Lora Fleming – من جامعة إكستر -Exeter – انه في الآونة الاخيرة فقط بدأ العلماء في دراسة الفوائد الصحية للمحيطات.
بدأ زملاء فليمينغ في المركز الأوروبي للبيئة والصحة بجامعة إكستر مشروعًا يسمى بصالة الجيم الزرقاء – Blue Gym – لدراسة كيف يمكن استخدام بيئة المحيطات والشواطئ والمياه الطبيعية في تحسين صحة الإنسان ورفع معنوياته.
وفي إحدى التجارب، عُرض على المشاركون في الدراسة صورًا مختلفة لمناظر من المحيطات والحقول الخضراء والمدن، وسألوهم عن مدى استعدادهم للدفع مقابل غرفة في فندق تطل على الصور التي تم عرضها، والنتيجة أن الناس كانوا على استعداد لدفع المزيد مقابل غرفة تطل على المحيط. من الممكن أن يكون الناس الذين يعيشون على مقربة من الساحل أكثر ثراء من غيرهم ويحصلون بشكل أفضل على الرعاية الصحية، ولكن الدراسة وجدت ايضًا أن الفوائد الصحية للعيش بقرب المحيطات كانت أعظم بالنسبة للمجتمعات المحرومة اجتماعيًا واقتصاديًا.
كما وجد الباحثون بأن الانتقال للعيش بجوار البحر يحسن بشكل كبير من رفاهيه الناس، واضافوا بأن البيئة الساحلية قد تقلل من التوتر وتشجع على ممارسة الرياضة ورفع النشاط البدني. ويقوم الباحثون الآن بتجارب جديدة لدراسة الفوائد الفسيولوجية للحياة الساحلية، ففي المواقف العصيبة مثل جراحة الأسنان على سبيل المثال، ينظر المريض إلى صورة شاطئ واقعية، وتشير نتيجة هذه الدراسة إلى أن الناس شعروا بألم أقل عندما اندمجوا في مشاهدة الشاطئ.
ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة كثيرة تحتاج الدراسات المستقبلية الإجابة عنها، ما إذا كان الأطفال وغيرهم من السكان يتأثرون بنفس الفوائد الصحية، وما هو الوقت المناسب الذي يجب قضاءه أمام المحيط، وما هي مدة استمرار تلك الآثار الصحية.
اضافة تعليق