كم من الوقت يمكن للبشر البقاء مستيقظين ؟ قام أستاذ الطب النفسي كريستيان جيلين المختص بإجراء أبحاث حول اضطرابات النوم وعلم الكرونوبولوجيا والمزاج في جامعة كاليفورنيا في مدينة سان دييجو بالإجابة عن هذا السؤال: والجواب المبدئي هو 264 ساعة أي بما يعادل الـ 11 يوماً، ووفقاً لتجربة تم اجراءها في عام 1965 على مجموعة من الطلاب في الثانوية الذين قد حرموا من النوم لمدة 10 أيام والنتيجة كانت كالتالي: لم يعاني هؤلاء الأشخاص من أي مشاكل خطيرة على الصعيد النفسي والجسدي والعصبي ولكن من ناحية أخرى تم ملاحظة ظهور بعض المشاكل في التركيز والإدراك وغيرها من العمليات العقلية ولكن في غضون ليلة أو ليلتين من النوم الهادئ استعاد هؤلاء الأشخاص حياتهم الطبيعية.
وفقاً لدراسة أجراها ميشيل جوفيت وزملائه في ليون بفرنسا على شاب يبلغ من العمر 27 عاماً مصاب بمتلازمة مورفان التي تتجلى أعراضها بالألم العضلي والتعرق المفرط وفقدان في الوزن والهلوسة والأرق والهذيان حيث أنه لم يتمكن من النوم لمدة عدة أشهر ولكن الأمر المفاجئ هو أنه لم يظهر عليه أي نوع من التعب أو اضطراب في المزاج أو الذاكرة ولكن في كل ليلة بين الساعة الـ 9 والـ 11 كان يعاني من نوع من الهلوسة السمعية والبصرية والشمية بالإضافة للشعور بالألم وتضييق الأوعية في أصابع يديه وقدميه.
كما يوجد اضطراب آخر يدعى الأرق العائلي المميت (FFI) وهو مرض وراثي يندرج تحت فئة أمراض البرايون (جزيء بروتيني) التي تصيب الدماغ، يُحرم صاحبه من النوم لمدة تتراوح بين الـ 6 والـ 30 شهر وللأسف فإن النهاية هي الموت الحتمي وذلك بسبب فشل العديد من الأعضاء الداخلية ولكن الأمر غير متعلق بالحرمان من النوم بل إن الموت ناجم عن تدهور أجزاء معينة من الدماغ بالإضافة لفرط نشاط الجهاز العصبي وارتفاع في ضغط الدم وفقدان الوزن وتوقف عمل الغدد الصماء في الجسم والحمى.
نعود للسؤال الأصلي “كم من الوقت يمكن للبشر البقاء مستيقظين ؟”
للأسف الإجابة حتى الآن لا تزال غير واضحة ودقيقة للغاية بالرغم من التجارب والدراسات التي تجري على الفئران وبالإضافة للتمويل الذي تقدمه وزارة الدفاع الأميركية لمراكز البحوث وذلك بهدف الحفاظ على حياة المقاتلين والطيارين في الحروب المستدامة.
اضافة تعليق