هي من أقوى الكوارث التي شهدها العالم، حيث تعمدت الحكومة السوفيتية إخفاء هذه الحادثة حتى لا تؤثر على الناس، حتى إن اسم الحادثة فيه بعض التضليل فهي لم تحدث في كيشتيم بل حدثت في مدينة تشيليابينسك، التي تم تغيرها لاحقًا إلى أوزايورسك.
خلال الحقبة السوفيتية كانت شركة ماياك تدير منشأة لإنتاج البلوتونيوم في تشيليابينسك في روسيا والتي كان موقعها سريًا، حيث تم بناؤها بعد الحرب العالمية الثانية لإنتاج الأسلحة النووية، ضمت المنشأة 6 مفاعلات نووية وفي ذلك الوقت لم يعرف أحد أضرار المواد المشعة على العاملين بالمنشأة، وحتى الأضرار المعروفة اخفتها الحكومة السوفيتية عن العاملين من أجل تطوير الأسلحة.
المحطة كانت خطيرة للغاية فقد كانت تتخلص من النفايات المشعة في نهر قريب، ودفن النفايات الصلبة في الموقع، ونفث الدخان الملوث إلى الهواء، وأول حادثة تم تسجيلها كانت في عام 1953 عندما اُصيب أحد العمال بأمراض الإشعاع والتي أدت إلى بتر قدمه في النهاية.
ثم بدأت الكارثة في 29 سبتمبر 1957 عندما فشلت أحد أنظمة التبريد في العمل، لم يلاحظ أحد هذا الخلل إلا عند فوات الأوان وانفجار خزان النفايات، مما أدى إلى انبعاث المواد المشعة إلى الهواء والتي سقطت على منطقة مساحتها 20 ألف كيلومتر مربع، ومن بين 270 ألف شخص كانوا يعيشون هناك نجى منهم 11 ألف فقط، وبالطبع تكتمت الحكومة على هذه الحادثة حتى أن الفلاحيين في قرية مجاورة ظنوا أن حربًا نووية قد نشبت، وفي خلال أيام قليلة تُوفي 300 شخص من هذه القرية نتيجة التسمم بالإشعاع.
بعد هذه الكارثة، تم إخلاء المنطقة من الأصول الروسية فقط، بينما تُرك باقي السكان من التتار، واليوم ترتفع نسبة الإصابة بالسرطان في هذه القرية بمعدل 5 مرات أكثر من أي مكان مجاور غير ملوث، كما تم تسجيل حالات إصابة بالسرطان والتشوهات الوراثية في قرى مجاورة، ففي قرية Muslumovo كشف طبيب الأطفال بأن 90% من أطفال القرية عانوا من التشوهات الوراثية و7% منهم فقط كانوا بصحة جيدة.
بعد ذلك توقفت محطة ماياك عن تصنيع أسلحة البلوتونيوم عام 1987، لكنها لا تزال تعمل في إعادة إنتاج الوقود النووي، وإلى حد ما تم اتخاذ اعتبارات السلامة والأمان، اما المنطقة المحيطة بالمفاعل فأُطلق عليها المنطقة الأكثر تلوثًا في العالم.
اضافة تعليق