تعرض العالم الحديث منذ نشأته حتى يومنا هذا للعديد من الحروب الضارية التي أنهت حياة الملايين ودمرت الكثير من المدن، لكن ما يحدث على أرض المعركة لا يعرفه إلا الجنود المشاركين فمن كان يتوقع بأنه يمكن للأعداء المتحاربين أن يتناولوا الطعام سويةً، أو ربما يلعبون مباراة كرة ودية!
لا تصدق هذا؟ إذاً تابع معنا هذا المقال واكتشف بنفسك.
لنضع الأسلحة جانباً ونتناول عشاء عيد الميلاد معاً: في عام 1944م ضاع 3 جنود أمريكيين في إحدى الغابات النرويجية وبدلاً من الوصول إلى معسكرهم وجدوا كوخاً صغيراً في الغابة، ونظراً لإصابة أحدهم بجروح خطيرة دخلوا هذا الكوخ، استقبلتهم سيدة ألمانية مع ابنها بشرط ترك الأسلحة في الخارج، وبعد فترة قصيرة طرق الباب جنود ألمان فلم يكن من السيدة العجوز إلا استقبالهم أيضاً بشرط ترك الأسلحة في الخارج، وتناول الجميع عشاء عيد الميلاد معاً وذهب كل منهم في سبيله في الصباح التالي.
معركة جوية تنتهي بجلوس العدوين على طاولة الطعام: بعد معركة جوية عنيفة بين طائرة بريطانية وطائرة ألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، تحطمت الطائرتان بالقرب من قرية نرويجية نائية تدعى غروتلي، وصل الطياران البريطانيان إلى أحد الأكواخ المهجورة واستعملاه كمأوى لهما لكن سرعان ما انضم إليهم ثلاثة أشخاص من طاقم الطائرة الألمانية وتشارك الجميع حصص الطعام، لكن بعد فترة من هذه الهدنة وجدت دورية نرويجية أفراد الطائرة الألمانية وقتلت أحدهم عن طريق الخطأ في حين ألقت القبض على باقي أفراد الطاقم، من الغريب أيضاً أنه في عام 1977م التقى أحد أفراد االطاقم الألماني مع أحد الطيارين البريطانيين وتذكروا تلك الحادثة بطيب خاطر وأصبحا صديقين.
“الدم ما بصير ماء”: في عام 1936م اندلعت الحرب الأهلية في إسبانيا بين بعض الموالين للجمهورية الإسبانية وإحدى الجماعات المتمردة بقيادة الجنرال فرانكو، لكن كيف للأصدقاء أن تفرقهم الحرب! لم يستطع الأصدقاء إيذاء بعضهم على الرغم من الخلافات الشديدة بينهم، بل كانوا يطمئنون عن أحوال بعضهم البعض بعد كل معركة كما كانوا يحذرون بعضهم من الهجمات المفاجئة، بالإضافة إلى الحادثة الشهيرة التي التقى فيها مئات المتقاتلين ليتبادلوا الصحف فيما بينهم.
الذئاب الطرف الأقوى في الحرب العالمية الأولى: في شتاء 1916-1917م كان الألمان والروس مشغولين بقتال بعضهم البعض ونسوا الذئاب المتوحشة التي لم يبق لها ما تتغذى عليه نتيجة الحرب، بدأت الذئاب بمهاجمة الجنود الألمان والروس معاً ولم تنجح محاولات الطرفين في ردع هذه الذئاب حيث أنه ما إن تقتل مجموعة من الذئاب حتى تظهر مجموعة جديدة، فلم يكن هنالك حل إلا أن يتوحد كل من الألمان والروس معاً للوقوف في وجه هذه الحيوانات المفترسة، وبعد معركة مضنية قضى الجنود على جميع الذئاب في المنطقة وعاد كل منهما إلى طرفه واستؤنفت الحرب.
العثمانيون والحلفاء في صف واحد تكريماً لقتلاهم: في الصيف الحار لعام 1915م وتحديداً في معركة غاليبولي، حاول العثمانيون إجبار الحلفاء على العودة إلى البحر لكن الطائرات الأسترالية والنيوزلندية كانت بالمرصاد وبدأت بضرباتها الجوية بشكل عنيف مما أدى إلى وفاة آلاف العثمانيين ومئات الحلفاء، فاتفق كل من الطرفان المتحاربان على هدنة من أجل دفن القتلى قبل أن تتعفن جثثهم، وبعد الانتهاء من هذه العملية قام كل منهم بالعودة إلى القتال لصالح الطرف الذي يدافع عنه.
مباراة كرة قدم أثناء الحرب العالمية الأولى: عندما كانت الساحات الفرنسية والبلجيكية ممتلئة بالجنود والمقاتلين في عام 1914م، قام الغزاة الألمان في الرابع عشر من شهر كانون الأول بنصب أشجار عيد الميلاد بلفتة غريبة من نوعها قبل أن ينضم إليهم جنود الحلفاء لتبدأ هدنة غير متوقعة على الإطلاق بين هذين الطرفين. تجاهل الجنود أوامر قادتهم بعد أن اتفقوا فيما بينهم على هدنة عن طريق بعض العبارات مثل “إن أوقفتم نيرانكم سنوقف نيراننا” وبدؤوا بإنشاد الترانيم وتبادل الهدايا مثل الخمور وألواح الشوكولا، ولعب الجنود معاً مباراة ودية في كرة القدم.
اضافة تعليق