قبل أن يقدّم أروع فصل في أعمال مارفل، استطاع (ريان كوغلر) تحقيق شيئاً شبه مستحيل في هوليوود، لقد وجد طريقة لإحياء سلسلة أفلام صدئة. في عالم واسع أرهقه عطش الإبداع وعمليات التكرار المقيتة، استطاع بشكل أو بآخر أن يلفّق بطريقة خلّاقة وأنيقة إعادة سلسلة أفلام روكي بـ Creed، وهو فيلم ذو إحساس كلاسيكي لكنه بالوقت ذاته جديد، حميميّ وضخم، وقد حقق عودة مهيبة من مقبرة النسيان.
على الرغم من أنه ليس بروعة سلفه، لا يزال Creed II قطعة فنيّة رائعة أخرى. هناك إدراك حادّ لما مكّن Creed من النجاح دون أن يُشعرنا بأنه عمل أُعيد قوْلبته بكسل. هذه المرة، (أدونيس) الذي يلعب دوره (جوردان) هو بطل العالم بالوزن الخفيف، وهو في علاقة حميميّة مع خليلته الموسيقيّة الحبْلى (بيانكأ) والتي لعبت دورها (تيسّي تومسون)، (أدونيـس)، الذي بقي يقطن بالقرب من (سيلفيستر ستالون) بدور (روكي) الذي يكافح نحو التعافي. هناك استياء من قبل نقّاد الملاكمة، فهم يشعرون أنه اكتسب لقبه نتيجة عدم وجود تحدٍّ حقيقي. على الجانب الآخر من العالم، عدوّ (روكـي) الأسبق، (آيفان دراغو) الذي يلعب دوره (دولف لاندغرين)، وهو الرّجل الذي قتل (أبولو) في الحلبة، يقوم بتدريب ابنه (فيكتـور) الذي يلعب دوره (فلوريان مونتيانو)، وعندما يعرض وكيل ملاكمة عليهم فرصة مواجهة (كريـد)، يقرّر صاحب اللقب أن يخاطر بلقبه وبحياته.
مع أن كثرة من المشاهدين سيتمكنوا من توقّع اتّجاه الفيلم، على الرغم من محاولة مبكرة في بثّ المفاجأة، ليس في ذلك أي تأثير مناوئ على متعة المشاهدة. هناك شيء مريح في تركيبة الفيلم، وبالأخص حينما تُعرض بهذه الحيوية، كما لدى (كريـد)، إنسانيته الدافئة. هناك حميميّة رقيقة بين الشخصيات والتي تبثّ شعوراً واقعياً خاماً، ومثل (كـوغلر)، بدايات (كابـل جونيـور) المستقلة تبدو أنها تقوده نحو صنع فيلم ضخم بلحظاته الضئيلة. كما تدّعي إحدى الشخصيات: “لا يكفي الحزام (اللقب)، أنت بحاجة قصّة.”
تمّ تنسيق وأداء المشاهد القتالية في Creed II بفنيّة مطلقة، والتي لقت أوْجُها مع لقطات (كـوغلر) الفرديّة الآسرة، حيث أن أي شيء آخر أقل إبهاراً يبعث حسّ الفشل. إذاً فيما تبقى مشاهد القتال أخّاذة بشكل لا يمكن إنكاره، هناك شرارة مفتَقدة ولا شيء يثير الروعة بنفس القدر. الخيار في إرجاع (دراغـو) وتقديم ابنه يرجع بالفائدة بطرقٍ شتّى، من لفتة صارمة من قِبل (لاندغريـن) إلى الثيمة المؤثرة الشاملة حيال كيف أن الآباء، أحياءاً أم موْتى، يأسروننا جميعاً. هنالك أيضاً المنعطف المتسلّط لنموذج (مونتيانـو) الشديد، الذي يستطيع بأسلوبه أن يقنعنا بدوره كغريم صارم وكرجل يكافح ثقل التوقعات أيضاً، بأنه يدفع ثمن ماضٍ لم يكن فيه.
بالأخذ بخط إنتاج لا متناهٍ من سلاسل الأفلام الكسولة، إنه من داعي الإسعاد أن تشاهد فيلماً يحقق ضرورته. مرموقاً بأداء ثلاثيّ ناجح ومخرج يقدّم وزناً دراميّاً مكافئاً داخل الحلبة وخارجها، يستحقّ Creed II تهليله.
التريلر:
اضافة تعليق