يوجد كمٌ هائل من النصائح عندما يتعلق الأمر بالصحة العامة وخسارة الوزن، لكن معظمها للأسف فظيع، ومضلل، وعفا عليه الزمن، وغير مثبتٍ علميًا، ويمكن لهذه النصائح الرديئة والمنتشرة أن تشكل عائقًا أمام خسارتك للوزن، وتضر صحتك في الوقت نفسه، لذلك إليك أربع خرافات شائعةٍ مضللة حول الحميات وفقدان الوزن:
1) جميع السعرات الحرارية متساوية: السعره الحرارية هي سعرة فحسب، أليس كذلك؟ خطأ، الأمر ليس كذلك!
تمنع هذه الخرافة الناس من البقاء بصحة كاملة ورشاقة تامة،وذلك بسبب تأييد مجال صناعة «فقدان الوزن» الذي يكسب مليارات الدولارات من الناس لهذه الكذبة، وتعتمد عليها في الواقع لتبقى رائجة، إلا أن الاعتقاد بأن خسارة الوزن ما هو إلا موازنة الطاقة أو السعرات الحرارية التي تدخل جسمك وتخرج منه، يبسط الحقيقة بشكلٍ كبير، وتميل شركات الصناعات الغذائية والوكالات الحكومية لهذه الخرافة لأنها تدفعك لشراء الوحبات السريعة أكثر.
لكن في الحقيقة يوجد سعرات حرارية جيدة وأخرى مضرة، فجسم الإنسان معقدٌ أكثر من مسألةٍ حسابية بسيطة، إذ يتفاعل الطعام مع جسمك الذي في الواقع هو نظامٌ متكيف معقد يحول كل لقمةٍ تأكلها بشكلٍ فوري عند تناولك إياها، فالطعام أكثر من مجرد سعراتٍ حرارية ونكهات فحسب، بل معلومات تملي على خلايانا ما تفعل، فالسعرات الحرارية القادمة من السكر على سبيل المثال تسبب تخزين الدهون في الجسم وتحفز شعور الجوع، أما عن سعرات الدهون والبروتينات فتعزز حرق الدهون، فنوعية السعرات الحرارية وليس كمها هي التي تحدث فارقًا، وفي الواقع كل لقمةٍ من الطعام تتناولها تؤثر على هرموناتك،و كيمياء دماغك، وعمليات الأيض.
يحتوي الطعام الكامل على أجود أنواع السعرات الحرارية، إذ تحوي الأطعمة الكاملة عالية الجودة على سعراتٍ حراريةٍ أقل بالمقارنة مع الأطعمة المعالجة، ولهذا لا يعد حساب السعرات الحرارية أمرًا مهمًا عند استهلاكك للأطعمة الطازجة كالتي تحضرها جدتك، وتتضمن هذه الأطعمة البروتينات عالية الجودة، مثل منتجات الحيوانات المغذية بالعشب (وليس التي تأكل العلف في المصانع)، والبيض العضوي، والدجاج، والأسماك البرية الصغيرة، والمكسرات، والحبوب، بالإضافة إلى الدهون الجيدة كالأفوكادو، وزيت الزيتون البكر الممتاز، وزبدة جوز الهند، والأحماض الدهنية أوميغا-3 من السمك، والكاربوهيدرات الجيدة كالخضار الملونة، والفواكة كالتوت البري، والتفاح، والكيوي، والأطعمة «الخارقة» الغنية بالعناصر الغذائية كبذور الشيا والقنب.
2) جيناتك تحدد صحتك ومن أنت: ما زال يعتقد معظم الأطباء التقليدين أننا معرضون لاكتساب الوزن بسبب تاريخ العائلة، وبعباراتٍ أخرى، إن كانت والدتك بدينة وكذلك جدتك، فأنت بدينٌ بسبب ذلك، وكمؤمنٍ متشدد بأن الطعام هو دواءٌ ومعلوماتٌ لخلايانا، أستطيع أن أؤكد لكم أن جيناتنا لا تفرض علينا مستقبلًا صحيًا معينًا، إذ أننا نمتلك قوة أكبر منهم، إذ يوجد 32 جينٍ مرتبطٍ بالسمنة في عامة السكان الذين يمثلون 9% فقط من حالات السمنة، فحتى لو امتلكت ال32 جينًا كاملين، سيزداد وزنك بمقدار 22 باوند فقط.
كما أن جيناتنا تتغير بمقدار 2% فقط كل 20 ألف سنة، ونحو 35% من الأمريكين بدناء في الوقت الحاضر، وبحلول العام 2050 سيرتفع ذلك الرقم لأكثر من50%، إلا أن جيناتنا لا تتطور بهذه السرعة لتجاري تلك الزيادة.
إلا أن ما اختلف جذريًا لم يكن جيناتنا، بل كان تحولنا من استهلاك 10 باوند من السكر للشخص الواحد كل سنة في العام 1800، إلى استهلاك 150 باوند من السكر (146 باوند من الطحين) للشخص الواحد كل سنة، وتطيح جرعات السكر والطحين تلك بعمليات الأيض الخاصة بنا، وتجعلنا بدناء ومرضى، وتسهم عوامل كثيرة في الواقع في السمنة، ولذا يعد العامل الجيني الأقل إسهامًا.
3) يمكن لممارسة الرياضة أن تعادل حمية غذائية سيئة: الأسطورة التي مفادها أنك تستطيع أن تأكل ما تريد، وتحرق ما أكلته بالتمارين الرياضية خاطئةٌ تمامًا، وستبدو لك غير منطقيةٍ تمامًا إن فهمت آلية عمل جسم الإنسان، فإن اعتمدت على الرياضة في خسارة الوزن من دون تغيير حميتك الغذائية، فأنت تمهد نفسك لفشلٍ ذريع في خسارة الوزن، إذ يمكنك أن تغير من حميتك الغذائية وتخسر وزنًا، ولكن إن مارست الرياضة وأبقيت على حميتك الغذائية كما هي، ستبني بعض العضلات ربما، وتعزز من قدرة جسدك التحملية، ولكنك لن تخسر وزنًا.
ضع ما يلي في حسبانك: إن شربت صودا بحجم 20 أونصة، سيكون عليك أن تمشي لأربعة أميال ونصف لحرقها، وإن أكلت وجبة طعامٍ سريع كبيرة الحجم، سيكون عليك أن تركض أربعة أميال يوميًا لأسبوعٍ كامل لحرقها، وإن أكلت ذلك يوميًا، سيكون عليك أن تركض ماراثونًا كل يومٍ لحرقها، فببساطة لا يمكن للتمارين الرياضية أن تعادل حمية غذائية سيئة، ولا شك أن الرياضة أمر مهمٌ جدًا، ولكن لخسارة الوزن ولمنع اكتسابه عليك أن ترفق الرياضة بحميةٍ صحيةٍ مليئة بالأطعمة النباتية، والدهون والبروتينات الصحية.
4) تجعلك الدهون بدينًا: إن تناول الدهون ليس ما يجعلك بدينًا فحسب، بل هو أمرٌ هامٌ للحفاظ على الصحة وخسارة الوزن، إذ أظهرت دراساتٌ تقارن بين حمية غنية بالدهون تحوي نفس السعرات الحرارية لحمية عالية السكر، تأثيرات مختلفة لكليهما على عمليات الأيض، إذ أن الحمية الغنية بالدهون سببت حرق الناس ل300 سعرة حرارية إضافية يوميًا، الأمر الذي يعادل الركض لساعةٍ من غير ممارسة أي تمرينٍ أثناء ذلك، إذ تسرع الدهون الغذائية عمليات الأيض، بينما يعمل السكر على إبطاءها ، وتهدئ الأنواع الصحيحة من الدهون الالتهابات، بينما يزيدها السكر.
أما الدهون الصحيحة فهي غذاء الخلايا المفضل في الواقع، وخصوصًا تلك التي تسمى بالدهون ثلاثية السلسلة المتوسطة، الموجودة في طعامٍ كزيت جوز الهند وزبدة جوز الهند، ويجدر بك البقاء بعيدًا عن الدهون غير المشبعة، ولكن الدهون الجيدة كزيت الزيتون البكر الممتاز، وزبدة جوز الهند، والأفوكادو، والمكسرات، والحبوب، وزبدة المكسرات، تعزز من شعورنا بالشبع، بالإضافة إلى تشحيمها لعجلات عمليات الأيض الخاصة بنا، لذلك لا تخف من الدهون!
اضافة تعليق