للجواسيس أهمية كبيرة في كل حرب نشبت لا تقل أهمية عن الجيوش والحكومات والصراعات المتصاعدة، وقد شهدنا في القرن المنصرم الكثير من الحروب التي كان للجواسيس نصيباً منها بقصصهم الغريبة والمثيرة للاهتمام.
فريتز: حارب “فريتز” أو فريدريك جوبرت كوكسني البريطانيين بعد احتلالهم لبلده الأم جنوب افريقيا،وتم إلقاء القبض عليه من قبل البريطانيين إلا أنه قام بتنفيذ خطة ذكية وسهلة للهروب بعد أن أوقع ابنة أحد حراس سجنه في شباكه، لكن “فريتز” لم يصل على غايته بالهروب وحسب بل عزم السفر إلى بريطانيا بغرض الانتقام ممن احتل بلاده وأكمل “فريتز” بتنفيذ خطته بعد أن تم قبوله كجندي في القوات المسلحة البريطانية ليتم ارساله مع الجيش البريطاني إلى جنوب افريقيا. تمكّن “فريتز” من تحقيق العديد من النجاحات إلا أنهم أعادوه إلى السجن مجدداً، وبعد أن تمكن من الهرب مرة أخرى واجه “فريتز” حقيقة الاحتلال المرّة على صعيد أكبرفقد أمرت قيادة الجيش البريطاني بقتل شقيقته وأخذ والدته كأسيرة، حاول “فريتز” بعدها الانتقام ولكن خطته باءت بالفشل وتم إرساله كسجين إلى بريطانيا. بعد خروجه من السجن لاحق “فريتز” القائد الذي لعب الدور الأكبر فيما حدث لعائلته وتمكن من القضاء عليه وقتله، وبالرغم من وصوله إلى مراده لم يتوقف “فريتز” عن العمل بل قرر أن يصبح جاسوساً لصالح الألمان في بريطانيا بعد نشوب الحرب العالمية الثانية.
ييفنو آزيف: ولد آزيف وعاش مع عائلته الفقيرة وجابه كل المصاعب ليحصل على شهادة جامعية كمهندس كهربائي، انضم آزيف إلى الحزب الثوري الاشتراكي في مسقط رأسه روسيا حيث كان معارضاً للسوفييتيين حينها، عمل آزيف مع الشرطة في روسيا بهدف جمع المال حيث شغل منصباً متعلقاً بعمليات التحقيق بشؤون الأحزاب المحظورة كالتي كان ينتمي إليها مما ساعده في نقل المعلومات إلى أصدقائه في الحزب. لم يمكث آزيف في مكانه طويلاً فقد ألقي القبض عليه بعد أن فضح سره، ولكنه استفاد من أيام عمله السابقة مع الشرطة مجدداً ليتمكن من الهرب هذه المرة، استطاع آزيف الوصول إلى ألمانيا ليعيش فيها حتى وفاته.
ريتشارد سورج: وهو الإعلامي والحاصل على شهادة تخصصية في مجال السياسة، استفاد الاتحاد السوفييتي من خبراته في هذا المجال فعينوه جاسوساً في اليابان بعد نشوب الحرب العالمية الثانية، لعل أهم ما قام به سورج خلال فترة خدمته للسوفييتيين هو إعلامهم بالهجوم الياباني الشهير بيرل هاربور على الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن حقق عدة نجاحات قلّده السوفيتيين أوسمة عدة لتخليد اسمه في التاريخ، وبالرغم من الثقة الكبيرة التي أعطاها السوفييتيين لسورج لم يتمكن من اقناع ستالين بمعلوماته حول عملية باربوسا الألمانية، إلا أن سورج لم يستسلم بل ساهم بإيقاف العملية قبل حدوثها بعد أن سلّم الألمانيين ملفات تثبت تراجع حلفائهم اليابانيين. قبضت اليابان على سورج أثناء تواجده فيها بعد أن تأكدوا من أنه يعمل لصالح السوفييتيين، لكنه أصر على الإنكار مما حرمه من فرصة اختياره في عملية لتبادل الأسرى وجعل من اسمه خالداً في روسيا حتى يومنا هذا.
مارغريتا زيل: كانت الهولندية زيل أو “ماتا هاري” صاحبة علاقات مهمة مع الألمانيين خصوصاً خلال الحرب العالمية الأولى حيث كانت تعمل كراقصة في تلك الفترة، اثار نفوذها هذا اعجاب الفرنسيين مما دفعهم ليجندوها كجاسوسة لصالحهم ضد الألمان، لم يثق الفرنسيين بمعلوماتها وأرسلوا جهات مختصة للحاق بها والتأكد من ولائها مما كشف لهم أنها في الحقيقة عميلة مزدوجة تعمل لصالح الألمان، لم يتوقف نفوذ زيل عند هذا الحد بل تمكنت بمعلوماتها الكثيرة من المساهمة بقتل ما يقارب 50 ألف فرنسي، وبعد اكتشاف السلطات الفرنسية للأمر قاموا بالحكم عليها بالإعدام في عام 1917م.
إيدي شابمان: بدأ شابمان حياته في الأعمال غير القانونية مما مكّن البريطانيين من الحكم عليه بالسجن في جزيرة تابعة لهم، سيطرت ألمانيا على هذه الجزيرة بعد نشوب الحرب العالمية الثانية وتم تجنيده كجاسوس لصالح الألمانيين ظناً منهم أنه قد استغنى عن اخلاصه لبلده الأم، إلا أن شابمان لم يكن كذلك فقد قرر إعلام السلطات البريطانية بحقيقة ما يحدث فقاموا باستغلاله ليعمل كجاسوس مزدوج، وصلت جرأة شابمان إلى اقتراحه بأن يقوم باغتيال هتلر إلا أن تشرتشل البريطاني لم يسمح بذلك لأنه سيقوم بذلك بخرق القوانين البريطانية.
اضافة تعليق