قبل أن نبدأ، من المهم أن نعرف أن هذه الطرق لا تندرج تحت ما يسمى بالفنون المظلمة للتأثير على الأشخاص، ولا تتضمن أي شيءٍ من الممكن أن يؤذي الأشخاص واحترامهم للذات بأي طريقةٍ ممكنة، فهناك طرقٌ لكسب الأصدقاء والتأثير على الأشخاص مبنية على علم النفس، ومن غير أن تكون أحمقًا أو تجعل شخصًا آخر يشعر بالسوء.
10- اجعل أحدًا يقدم لك معروفًا الحيلة: اجعل أحدًا يقدم لك معروفًا- يعرف ذلك أيضًا بتأثير بينجامين فرانكلين يوجد أسطورة تقول أن بينجامين فرانكلين أراد يومًا ما أن يكسب ود رجلٍ لم يكن يحبه فطلب من الرجل أن يعره كتابًا نادرًا، وعندما وصله الكتاب شكره بلطفٍ وبكرم، ونتيجةً لذلك غدا الرجل الذي لم يرد أبدًا أن يتكلم مع فرانكلين في السابق صديقًا جيدًا له. فقرر العلماء اختبار تلك النظرية، ووجدوا أن الأشخاص الذين طلب منهم الباحثون تقديم معروفٍ شخصيٍ لهم، قيموا الباحثين بإيجابيةٍ أكثر مما فعلت المجموعات الأخرى، وقد يبدو الأمر غير بديهيٍ، ولكنهم وجدوا أن النظرية سليمة، فإن قدم لك شخصٌ ما معروفًا فمن المرجح أن الأمر بدى له منطقيًا لأنك شخص يستحق أن يقدمَ معروفٌ له، وقرر بناءًا عليه بوجوب إعجابه بك.
9- اطمح عاليًا الحيلة: اطلب أكثر بكثير مما تريد في البداية، وقلل مطالبك لاحقًا. تعرف الحيلة أحيانًا بأسلوب الباب في الوجه، إذ تبدأ بطلب شيءٍ ٍ صعبٍ جدًا من أحدهم –لدرجة أنه سيرفضه- ثم تقوم بعدها بوقتٍ قصير بطلب شيئًا أقل صعوبة (وهو الشيء الذي أردته في بادئ الأمر)، وقد تبدو هذه الحيلة غير بديهيةٍ أيضًا، ولكن الفكرة ورائها هو أن الشخص سيشعر بالسوء تجاه رفضه لطلبك الأول، حتى وإن بدى ذلك غير منطقيٍ، لذلك عندما تطلب شيئًا منطقيًا سيشعر أنه مجبرٌ على مساعدتك هذه المرة. اختبر العلماء هذا المبدأ ووجدوا أنه يعمل بشكلٍ جيدٍ للغاية طالما أنه الشخصذاتهالذي طلب منه المعروف الكبير والصغير، لأنه سيشعر أنه مجبرٌ على مساعدتك في المرة الثانية.
8- الأسماء: الحيلة: استخدام اسم الشخص أو كنتيه بحسب الموقف. اعتقد دالي كارنيجي مؤلف كتاب «كيف تكسب أصدقاءً وتؤثر على الناس» أن استخدام اسم الشخص مهمٌ جدًا، وأن اسم الشخص هو الصوت المفضل بأي لغةٍ لذلك الشخص، فالاسم هو الجزء الأساسي من هويتنا وسماعه يعطي وجودنا قيمةً، مما يجعلنا ميالين أكثر للشعور بالإيجابية حول شخصٍ يعطينا القيمة، فوفقًا لمبدأ «كما لو»إن لاستخدام الكنية أو مسمىٍ ما تأثيرًا قويًا، إذ تكمن الفكرة في أنك ان تصرفت كنوعٍ معينٍ من الأشخاص، ستصبح منهم، فالأمر كالنبوءة المحققة لذاتها، فإن أردت استخدام ذلك للتأثير على الأشخاص، نادهم بما تريد أن يصبحوا عليه، وبالتالي سيبدأون بالتفكير بأنفسهم كذلك، ومن الممكن أن يكون ذلك ببساطة مناداتك لمعرفةٍ ما تريد أن تتقرب منه بصديق أو زميل كلما رأيته، أو تنادي شخصًا تريد أن تعمل لديه بمدير ولكن احذر من أن يبدو ذلك مبتذلًا.
7- التودد أو المجاملة الحيلة: يمكن للتودد أن يحقق لك الكثير. على الرغم من أن ذلك يبدو واضحًا في البداية، إلا أن له بعض المحاذير المهمة، ومن المهم كبداية أن تلاحظ إن لم تُرى المجاملة على أنها صادقة فإنها ستؤذيك أكثر مما ستنفعك، ولكن الباحثون درسوا الدوافع وراء رد فعل الناس على المجاملة، ووجدوا بعض الأشياء المهمة جدًا. ولتوضيح ذلك، وجدوا ميل الأشخاص للبحث عن توازنٍ فكري، محاولين أن يبقوا على أفكارهم ومشاعرهم منظمة بنفس الطريقة، فإن جاملت شخصًا يملك احترامًا كبيرًالذاته وبدى ذلك صادقًا، سيحبك أولئك الأشخاص أكثرلأنك أقررت على ما يشعرون به تجاه أنفسهم، وبالمقابل إن جاملت شخصًا ذا احترامٍ للذات منخفض، هناك فرصةٌ بأن ذلك سيعطي نتائج عكسية ومن الممكن أن يحبوك أقل، لأنك تعارض ما يشعرون به تجاه أنفسهم، وذلك بالطبع لا يعني أنه عليك إهانة شخصٍ باحترام ذاتٍ متواضع.
6- المطابقة أو الانعكاس الحيلة: اعكس أو طابق تصرفهم يعرف الانعكاس أيضًا بالتقليد، وهو شيءٌ يفعله الناس بطبيعة الحال، فالأشخاص ذوي المهارة يعتبرون كالحرباء، إذ يندمجون مع محيطهم بنسخ تصرفات وسلوكيات وأنماط حديث الأشخاص الآخرين، ومع ذلك، يمكن استخدام هذه المهارة بوعي، فهي طريقةٌ رائعة لجعلك محبوبًا أكثر. درس الباحثون التقليد ووجدوا أن أولئك الأشخاص الذين تم تقليدهم هم أكثر احتمالًا للتصرف بشكلٍ إيجابي مع من قلدوهم، والمثير للاهتمام أكثر هو اكتشافهم الثاني بأن من تم تقليدهم كانوا في الواقع ألطف في تعاملهم مع الأشخاص وأكثر قبولًا لهم، حتى أولئك الذين لا يعنيهم الأمر، والأرجح أن السبب وراء عمل هذه الحيلة هو أن تقليد تصرفاتٍ شخصٍ ما يجعله يشعر بالتقدير، وفي حين ارتباط ذلك التقدير بشكلٍ إيجابيٍ مع الشخص المُقدِر له، سيشعر نتيجةً لذلك باحترام ذاتٍ أكبر وبالتالي سيكون أكثر ثقة وأسعد وأكثر ودًا مع الآخرين.
5- استخدم تعب الآخرين الحيلة: اطلب المعروف أو الخدمة عندما يكون الشخص متعبًا عندما يكون الشخص متعبًا، فهو حساسٌ أكثر لما يقوله أحدٌ آخر، إن كان ذلك تصريحٌ ما أو طلب، والسبب وراء ذلك هو أنه عندما يكون الأشخاص متعبين هم ليسوا متعبين جسديًا فحسب، بل مستويات طاقتهم العقلية تنخفض أيضًا، فعند طلبك لشيءٍ من شخصٍ متعب، فإنك على الأغلب لن تتلقى استجابة قطعية، ولكنك ستتلقى «سأفعلها غدًا» لأنهم لا يريدون أن يتعاملوا مع القرار في لحظتها، ومن المرجح أنهم سيحققون هذا الطلب في اليوم التالي لأن الناس يميلون إلى الالتزام بكلامهم.
4- عروض لا يمكنهم رفضها الحيلة: ابدأ بطلب لا يمكنهم رفضه وشق طريقك من خلال ذلك. عوضًا عن البدء بطلبٍ كبير، ابدأ بشيءٍ صغيرٍ بحق، وبمجرد التزام أحدٍ ما في مساعدتك أو موافقتك على شيءٍ ما، فمن المحتمل أن يوافق الآن على طلبات أكبر، واختبر العلماء هذه الظاهرة في مجال التسويق.
إذ بدأوا بجعل الناس يعبرون عن دعمهم للغابات المطرية والبيئة والذي هو طلبٌ بسيطٌ إلى حدٍ كبير، ووجدوا بعدها أنه بمجرد جعلهم يعبرون عن تأييدهم ودعمهم للبيئة، كان اقناعهم بشراء منتجات تدعم الغابات المطرية وأشياء أخرى مماثلة أسهل، ومع ذلك، لا تبدأ بطلبٍ واحدٍ وتتبعه مباشرةً بطلبٍ آخر، إذ وجد علماء النفس أن انتظار يومٍ أو يومين للطلب الثاني فعالٌ أكثر.
3- ابق هادئًا: الحيلة: لا تصوب الأشخاص عندما يخطئون أشار كارنيجي في كتابه المشهور أيضًا إلى أن إخبار أحدٍ ما أنه مخطئ عادةً غير ضروري ولا يحببه بك، فهناك في الواقع طريقةٌ لإظهار الاختلاف في الرأي وتحويل الأمر إلى حوارٍ مهذب، من غير إخبار الشخص أنه مخطئ، الأمر الذي يضرب جوهر غروره، ويعرف هذا بمحور رانسبرجر، الذي اخترعه راي رانسبرجر ومارشال فريتز، والفكرة وراءه بسيطةٌ جداً، فعوضًا عن الجدل والنزاع، استمع للطرف الآخر، وحاول فهم كيف يشعر ولماذا، بعدها وضح الأمر المشترك بين تفكيركما، واستخدم ذلك للبدء في الإشارة إلى موقفك، فهذا يجعله أكثر ميلَا للإصغاء لك، ويسمح لك بتصحيحه من غير فقد ماء وجهه.
2- كرر ما يقوله مرة أخرى الحيلة: أعد صياغة ما يقوله الأشخاص وكرر وراءهم ما قالوه. إن واحدةٌ من أكثر الطرق إيجابية للتأثير على الآخرين هي إظهار فهمك لما يشعرون به بحق، وأنك تملك تعاطفًا حقيقيًا تجاههم، وواحدةٌ من أكثر الطرق فعاليةً لفعل ذلك هي إعادة صياغة ما يقولونه وتكراره على مسامعهم، ويعرف أيضًا بالانصات الإيجابي أو الاستماع التأملي، وأظهرت الدراسات أنه عند استخدام المعالجين له، كشف الناس عن مشاعر أكثر، وكونوا علاقة أفضل بكثيرٍ مع معالجيهم.
1- أومئ برأسك الحيلة: أومئ برأسك كثيرًا عند التحدث، خاصةً عند طلب معروفٍ ما. وجد العلماء أنه عند إيماء الناس برؤوسهم خلال الاستماع لشيءٍ ما، فهم موافقين لما يسمعوه على الأغلب، كما اكتشفوا أنه عند إيماء أحدٍ ما أمامهم بكثرةٍ أمامهم، من الطبيعي أنهم سيفعلون نفس الشيء، وهذا أمرٌ مفهوم لأن البشر معروفين بتقليد التصرفات، خصوصُا تلك التي تحمل دلالات إيجابية، فإن كنت تريد أن تكون مقنعًا أكثر، أومئ برأسك بشكلٍ منتظمٍ خلال المحادثة، فسيجد الشخص الذي تتكلم معه صعوبةً في عدم إيماءه أيضَا، مما سيجعله يشعر بالموافقة تجاه ما تقوله، من غير أن يدرك ذلك.
اضافة تعليق