تداولت العديد من صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، بل وحتى بعض القنوات التلفزيونية، أخباراً تتحدث عن شتاء مقبل سوف يكون الأطول والأقسى منذ أكثر من قرن من الزمن والمنطقة الأشد تأثراً هي المنطقة العربية! ولكن ما هي حقيقة هذه الأخبار؟
حاولنا السعي للتوصل نحو الحقيقة، حتى تمكنا من الوصول إلى المقال الأصلي الذي تم نشره من قبل خبراء طقس أوروبيون، ليتبين لاحقاً بأن ادعاءات هذه الصفحات وغيرها عارية عن الصحة تماماً، وذلك ناتج إما عن هوة كبيرة بين هذه الصفحات والعلم، أو أنه هذه الأخيرة تبحث عن أي وسيلة للانتشار حتى لو كانت على حساب تلفيق أخبار أو تحريفها وتشويه الحقيقة.
فما الذي يقوله هذا المقال؟ بالعودة إلى المقال الأصلي – الذي تبين بأنه مقال صغير نسبياً – ولا يتطلب كل هه التحليلات، بل وربما لم يكن كاتبه الأصلي على دراية بأن هذا المقال سوف يصبح من المقالات الأعلى قراءة في المنطقة العربية.
يتكون هذا المقال الذي نشر على أحد المواقع الرومانية من ثلاث فقرات صغيرة، يتحدث فيه كاتبه عن تصريحات من مركز الأرصاد الجوية الروسية، مفادها بأن “معدلات الحرارة في أوروبا سوف تكون دون معدلاتها في هذا العام، وربما يكون الشتاء الأبرد منذ 100 عام!”.
بالمختصر، فالمقال لم يتناول المنطقة العربية على وجه التحديد بل أنه حتى أنه لم يتناول توقعات الأرصاد الجوية في روسيا، بل تنباً بالطقس في قارة أوروبا حصراً. وإذا ما نظرنا جيداً للقراءات التاريخية سوف نجد بأن العلاقة بين الطقس في أوروبا والمنطقة العربية (بلاد الشام والجزيرة) هي علاقة عكسية، فإذا عدنا لشتاء عامي 2009 – 2010 لوجدنا بأنه من رغم كون أوروبا عانت من شتاء قاسياً، فقد كانت الحال على النقيض تماماً في منطقتنا نظراً لفشل كتلة الهواء البارد القادمة من أوروبا بالدخول إلى منطقتنا. لذلك، يتوجب علينا – وعلى الصفحات والمواقع عموماً – التحري خلف حقيقة أي معلومة قبل نشرها وإشاعاتها، والعودة دوماً إلى المصدر الأصلي قبل تناقل الخبر فيما بيننا.
اضافة تعليق